1350535
1350535
روضة الصائم

سوق الخابورة القديم يحتفظ بلونـــــه التراثي التقليدي

31 مايو 2018
31 مايو 2018

يعتبر من أقدم الأسواق في الباطنة -

الخابورة: حمد بن سعيد المقبالي -

لولاية الخابورة موروث تاريخي كبير تتعدد جوانبه وتأتي الأسواق من بين هذا الإرث الحضاري حيث تزخر الخابورة بالعديد من الأسواق والمحلات التجارية الرائجة منذ القدم وذلك باعتبار التجارة من أهم الأنشطة التي مارسها وأتقنها أبناء الولاية قديما. ويعد سوق الولاية القديم المحاذي لشاطئ البحر والذي يقع تحديدا بجانب حصن الولاية من أهم الأسواق ليس فقط على مستوى الولاية وإنما على امتداد الشريط الساحلي لمنطقة الباطنة بأكمله فقد كان بمثابة مرسى للسفن والمراكب التي تأتي الى شواطئ الولاية من كل الجهات محملة بالبضائع والمواد الاستهلاكية كما كان اعتماد سكان معظم المناطق الجبلية والساحلية بالمنطقة عليه في التزود بما يحتاجونه من زاد ومؤن ولا يزال السوق محتفظا برونقه التقليدي القديم.

وكان التجار العمانيون يملكون عددا من سفن تقوم بجلب البضائع من الخارج مثل إيران وزنجبار حيث يستوردون منها الكندل والنارجيل واللبان ومن إيران يستوردون الجوز والكشمش والياس والديزل وغيرها ثم تعود السفن مرة أخرى محملة بالعديد من السلع والبضائع المحلية التي تصدر التمور والليمون والخشب والأسماك وغيرها وكانت لحركة التجارية آنذاك نشطة جدا لأن الباعة من العمانيين فلم يكن هناك منافسة من الوافدين والحارات ليس بها محلات ولا الشوارع سوى هذا السوق المركزي وكان الإقبال كبير من أبناء الولاية من الساحل من المناطق الجبلية من وادي الجهاور وحتى وادي حيبي وكل المناطق الجبلية المجاورة.

وبداية نشأة السوق الفعلية غير معروفة حيث يعتبر من أقدم الأسواق في الباطنة وكانت مهنة التجارة نشطة وتدر ربحا جيدا ويشهد هذا السوق رواجا كبيرا قبل السبعينات ولعل ذلك يعود الى قربه من البحر ومرسى السفن حيث كانت السفن المحملة بالسلع والبضائع ترسو على بعد خطوات قليلة منه.كما أن ولاية الخابورة اشتهرت قديما بتبادل التجارة مع منطقة الظاهرة بواسطة القوافل حيث يوجد بها ممران رئيسيان الأول بوادي الحواسنة في منطقة شخبوط أما الثاني فهو بوادي شافان المسمى بنجد الحديد كذلك قربه بالعديد من المناطق الجبلية كالحيلين ووادي الحواسنة وحلحل والظويهر وغيرها حيث يلقي السوق إقبالا من أهالي هذه المناطق لشراء مستلزماتهم من السلع والبضائع.ومع بداية الثمانينات بدأت أهميته تقل نظرا لظهور السوق الجنوبي المحاذي للشارع العام وكذلك الحركة التجارية المتنامية التي شهدتها أسواق الولايات المجاورة إلا أن أهميته ما زالت موجودة ويرتاده الكثير من المتسوقين في الوقت الحالي.