552
552
روضة الصائم

أهمية مراقبة الله تعالى

31 مايو 2018
31 مايو 2018

محمود الشريف: يجب أن نعلم أبناءنا أن الصيام هو مراقبة لله في السر والعلن -

إعــــداد: مروة حسن -

لقد خلق الله تعالى الإنسان على خلقة سوية وفطرة سليمة، وطبيعة متدبرة وصبغة متفكرة وأودعه قلباَ نابضاً، ينتج عنه ضميراً حياً، يستطيع بما وهبه سبحانه من نعم مميزة له عن سائر المخلوقات، أن يرى الصواب من الخطأ وأن يختار من هو صالح لنفسه وما هو الأصلح لحاضره ومستقبله، وينصح إمام جامع محمد الأمين الشيخ محمود الشريف أن هذه الطبيعة الطاهرة النقية هي التي يجب علينا أن نربي عليها أبناءنا وأن نطبعهم عليها، فالتربية مؤثر خطير في حياة الطفل إما أن تثبت فيه تلك الفطرة الربانية، وإما أن ينحدر بها إلى ما ليس منها فيصل، وشهر رمضان يراعي هذه النقطة، بل يمكنها في القلب فتنعكس على النفس سلوكاً عملياً، وما يوضح لنا ذلك سؤال يرح نفسه ألا وهو : ما هي ماهية الصيام؟ والجواب سهل للجميع : الصيام هو الامتناع عن الطعام والشراب وغير ذلك من آذان الفجر إلى آذان المغرب، إذن ما الذي يمنع الإنسان عن الطعام والشراب سواءً أمام الناس أو مع نفسه؟ وهنا يأتي الهدف من هذا المقال حيث يقول الشيخ محمود يجب أن نعلم أبناءنا أن الصيام هو مراقبة لله عز وجل في السر والعلن، فالصيام يعرفنا أن الله تعالى معنا ومطلع علينا ونشعر أنه تعالى يراعنا في السر والعلن.

ويضيف : علموا أولادكم أن الصيام دليل لإيمان الإنسان بوجود خالقه والخوف منه، فمن خلال الصيام تكون لدينا الفرصة أن نقنع أبناءنا بحقيقة الإيمان فعَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ مِنْ أَفْضَلِ إِيمَانِ الْمَرْءِ أَنْ يَعْلَمَ أَنَّ اللَّهَ مَعَهُ حَيْثُ كَانَ» ، فإذا ما أدرك أبناؤنا هذه الحقيقة قاموا بالعمل عن اقتناع بأن الله تعالى يراهم حيث حلوا، وبهذا نثبت مقام مراقبة الله تعالى في قلوبهم، وليعلم كل أب وكل أم أنكما تزرعان نبتة ينعكس عليكما أثرها، فإذا أحسنا أبناؤنا إلينا فمما ربيناهم عليه، أنت كما تزرع تحصد، إذا علمتهم مراقبة الله أحسنوا عملهم وأحسنوا لأنفسهم وأحسنوا إليك، فمراقبة الله هي الإحسان فالإحسان هو مراقبة الله في السر والعلن، وفي القول والعمل، وهو فعل الخيرات على أكمل وجه، وابتغاء مرضات الله. ومن فضائل الإحسان أن الله تعالى يجعل للمحسنين من كل هم فرجاً، ومن كل ضيق مخرجاً، ومن كل بلاء عافية، وينجيهم من مكر أعدائهم، ويمنّ على المحسنين بأنواع المنن والخيرات، ويكتب لهم أحسن العاقبة، قال الله تعالى عن يوسف عليه الصلاة والسلام وعن أخيه: «قَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا إِنَّهُ مَن يَتَّقِ وَيِصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ «(يوسف:90)، وقال تعالى: إِنَّا لاَ نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلاً (الكهف:30).

فإذا نجحنا في تربية أبنائنا على مراقبة الله تعالى، استطعنا بهذه الصفة المباركة أن نجعلهم يمتنعون عما يغضب الله تعالى في جهرهم وعلانيتهم، فلا يقومون بعمل غير صالح البتة، سواءً في رمضان أو في غير رمضان، فالأبناء بهذا يقومون بسلوك قويم ويكونون على وعي فكري سليم، لأنهم في هذه الدرجة الإيمانية يدركون وحدهم أن رب رمضان هو رب سائر الأيام والمخلوقات، وأنه تعالى مطلع عليهم وهو معهم أينما كانوا في كل وقت وحين.

س: ما هي ناقة الله؟

ج: هي ناقة النبي «صالح» عليه السلام؟