روضة الصائم

عدنان القاسمي: فترة ما قبيل الفطور تعتبر حرجة لمرضى السكري لذلك تجنب عمل مجهود بدني شاق وتجنب النوم

31 مايو 2018
31 مايو 2018

انتشار الكثير من الأطعمة السريعة له دور محوري في ظهور العديد من الأمراض -

أجرى الحوار: أحمد بن علي الذهلي -

مهنة الصيدلة هي جزء لا يتجزأ من الطبيب ويكاد الصيدلاني الأكثر قربا منه بكونه بعد كل التشخيص يكون بين يديه ملكة العلاج ألا وهي الدواء، فبذلك يصبح الصيدلاني الأكثر خبرة ومهارة في الدواء يتجاوز أقرانه من الكادر الطبي ومن يملك العلاج يكون مستحقا وبجدارة أن يكون استشاريا طبيا ومخططا لطرق علاج المرضى. وتتجاوز أعماله عن صرف الدواء وهنالك العديد من الأعمال التي يقوم بها كمراجعة الحالة الطبية وتوافقها مع الدواء، وتوافق الأدوية مع بعضها وعدم وجود تداخلات دوائية وتصحيح الجرعات وتقليل الأخطاء الطبية والدوائية وإرشاد المرضى في كيفية تناول أدويتهم وإرشاد الكادر الصحي في استخدام و وصف الأدوية وكذلك إعطاء التحذيرات اللازمة وإدارة المخزون الدوائي ومراقبة حركته ومراقبة الأدوية المتوفرة في السوق المحلي ونشاط الصيدليات الخاصة والكثير من الأعمال لا يتسع المقال لذكرها.

وبكون الصيدليات العامة منتشرة في أرجاء الأسواق وسهلة الوصول فحري بالصيدلاني أن يكون أول من تتم استشارته وهو الموجه بنصيحته لأفراد المجتمع ومن ذلك حصل على المراكز الأولى كأكثر مهنة نزاهة حسب منظمة جالوب لتقديمه للمشورة الطبية بلا مقابل. ملحق (روضة الصائم) حرص على تسليط الضوء حول بعض الأمور التي يجب ان تتم مراعاتها خاصة لمرضى الأمراض المزمنة مع الصيدلاني عدنان بن عامر القاسمي الذي يحاول مع زملائه بث روح الوعي الصحي في المجتمع من خلال عملهم المرتبط بالدواء.

 

نحن الآن نعيش أجواء الشهر الفضيل، وفيه يتغير نمط الحياة اليومي وفترة الإفطار تكون فترة محدود تتأثر بالكثير من العوامل فيسيولوجية للجسم، وعليه ننبه الى ضرورة مراجعة الطبيب والصيدلاني واستشارتهم في الحالة الصحية والمقدرة على الصيام ولربما سيتغير نظام الجرعات ويتم التعديل في بعض الأدوية وذلك تبعا للحالة الصحية للمريض ونوعية الدواء.

وأضاف: التغيير في النظام اليومي سواء الوقتي أو الغذائي ولا يقتصر وقت الإفطار ربما سيكون مؤثرا في طرق أخذ الأدوية، وكذلك في فعاليتها ولكن- ولله الحمد- الدراسات المتوفرة حول الصيام والدواء كثيرة وكان لوزارة الصحة دور مميز حيث أوجدت الكثير من البدائل وإن سدت طريق العلاج في الكثير من الحالات الصحية.

وذكر القاسمي أن الكثير منا يصاب بنزلات مرضية خفيفة أثناء الصيام بسبب الإرهاق أو نوعية المأكولات وغيرها من ممارسات يومية، والكثير من الأدوية سيتم تعديل جرعاتها بالزيادة أو النقصان أو إبقاؤها لنفس الجرعة ولكن سيتم تغيير مرات أخذها الى مرة في اليوم أو مرتين حسب نوعية الدواء والحالة الصحية ونجد بعض الاستنكار من المرضى في ذلك وننبه أن تحديد تلك الجرعات جاء بناء على دراسات في حركية الدواء وقوة استجابته فلا تقلق واتبع نصائح الطبيب والصيدلاني.

الأمراض المزمنة وأهم الوصايا

وحول أهم الأمراض المزمنة المنتشرة والنصائح المرافقة لها خلال شهر رمضان الفضيل قال:

أولا: مرضى ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب: هناك تغير في النمط الغذائي لهذه الفئة، يجب عليهم التحدث واستشارة الطبيب أو الصيدلاني في كيفية تناول أدويتهم خلال الشهر الفضيل وماهي النقاط التي يجب عليهم الاهتمام فيها ولكن سنذكر بعض من الأمور المهمة وهي: يجب تحديد موعد أخذ الأدوية مع الطبيب المعالج فلكل مريض نصائح محددة تختلف عن الآخرين، حتى نتجنب تعرضه للهبوط المفاجئ في ضغط الدم ، الأمر الآخر اختلاف أوقات النوم والنظام الغذائي يكون سببا رئيسيا في اختلال الضغط، لذلك يجب على المرضى أن ينظموا دورة النوم لديهم، ونظامهم الغذائي والتحدث مع فني التغذية والإكثار من تناول الخضروات، وشرب كمية كافية من الماء والنمط الصحي مع الأدوية يسهم في الحفاظ على الضغط المستقر، ويفضل التقليل من مصادر الملح لدى المرضى، وتحديد الكميات بعناية وكذلك تقليل الدهنيات، إضافة الى ممارسة الرياضة لما لها من دور كبير في تنظيم الدورة الدموية وتحسين الحالة الصحية لهؤلاء المرضى، ويستحسن استخدام أجهزة قياس الضغط المنزلية ومراقبة قياس الضغط، وفي حالة الشعور بأي تغيير صحي كالشعور بالصداع والدوار والجفاف وأي علامة من علامات انخفاض أو ارتفاع الضغط يجب استخدامها ومراجعة اقرب مؤسسة صحية.

ثانيا: مرضى السكري: بسبب الارتباط المباشر بين الغذاء، ومرضى السكري يجد هؤلاء المرضى عناية خاصة في فترة الصيام، ويجب عليهم التحدث مع الطبيب المختص وقياس مستوى السكر في الدم وعليه سيقوم الطبيب بعناية بتحديد الجرعات لكي تتناسب مع المريض ويكون صيامه بلا مشاكل صحية.

وأضاف: يفضل استخدام أجهزة قياس السكر في حالة الشعور بانخفاض مستوى السكر في الدم كالشعور بالجوع، والدوخة والصداع والتعرق والعصبية وزغللة واضطراب الرؤوية وفي بعض الحالات فقدان الوعي، وفي ذلك يجب تناول عصير برتقال طازج أو ما يتوفر لديه من العصائر السكرية، ومراجعة أقرب مؤسسة صحية أيضا هناك نقطة مهمة وخاصة بالمرأة الحامل حيث يجب عليها استشارة الطبيبة لتوضح لها النظام الغذائي الصحيح لحمايتها وحماية جنينها من أضرار هبوط أو ارتفاع مستوى السكر.

وأشار القاسمي إلى مرضى السكر الذين يتناولون حقن الإنسولين قائلا: هذه الفئة عليهم التحدث مع الطبيب، حيث جرت العادة أن تحصل بعض التعديلات في الجرعات، ونخص جرعة وقت السحور حيث يقوم بعض الأطباء في بعض الأحيان الى خفضها بنسبة تتجاوز الثلث حسب الحالة الصحية للمريض.

وأضاف: كما ذكرت ارتباط مرض السكر مع الغذاء ارتباطا مباشرا فلذلك نوصي هذه الفئة من المرضى بتناول الأكل الصحي المتوازن في السعرات الحرارية، وكمية السكر والتحدث مع فني التغذية حول ذلك، منطلقين من قول الرسول محمد- صلى الله عليه وسلم-: (في السحور بركة) نوصي المرضى بالالتزام وتأخير وقت السحور، وتناول وجبة صحية جيدة في هذا الوقت، الأمر الآخر وأيضا أعتقد أنه مهم في الشهر الفضيل تكثر الأكلات السكرية والعصائر المحلاة التي تنتشر في موائد الإفطار لذا نوصي المرضى الانتباه للكميات التي يأخذونها والالتزام حسب إرشادات الطبيب، وبعض الأدوية تؤدي إلى هبوط مباشر لسكر في الدم مثل دواء الأنسولين فيجب على المرضى أن يحددوا مع الصيدلي والطبيب الوقت المناسب لأخذ أدويتهم وتعتبر فترة ما قبيل الفطور بساعة إلى ساعتين تعتبر الفترة الحرجة لمرضى السكري لذلك تجنب عمل مجهود بدني شاق وتجنب النوم لكي لا ينزل مستوى السكر وأنت نائم ولا تشعر به.

ثالثا: مرضى الصداع النصفي والصرع: هاتان المجموعتان من المرضى يجب عليهم استشارة الطبيب المختص في كيفية تحديد الجرعات وكمياتها حيث إن تحديد الجرعات لديهم تحتاج دقة شديدة والمحافظة على مستواها يتطلب وقت طويل وننصحهم بأخذ كفايتهم في النوم ولا يخل نظامه اليومي بشكل مفاجئ خلال الشهر الفضيل. رابعا: مرضى الفشل الكلوي والأمراض المتقدمة كالتبرع بالأعضاء والجهاز المناعي والنفسي: هذه الحالات من المرضى يجب عليهم أخذ العديد من الأدوية، ولا يمكن تعميم النصائح عليهم ولا بد من معاملة كل مريض على حدة حسب الحالة الصحية وفي ذلك نقول لهم الطبيب هو خير من يستطيع تقدير حالتك الصحية ومقدرتك على الصيام وما يجب عليك القيام به نحو الدواء مشيرا إلى أن هناك الكثير من الأمراض يجب على المريض الاهتمام بالجانب الدوائي والتغذية خاصة في الشهر الفضيل ومع ارتفاع درجات الحرارة.

«المعدة بيت الداء»

ورد على سؤال حول الدواء والغذاء والعلاقة الوطيدة بينهما في المحافظة على صحة الإنسان، وكيف يمكننا التغلب على مشكلاتنا الصحية أجاب القاسمي قائلا: بالطبع (المعدة بيت الداء) وهناك العديد من الأدوية التي تتفاعل مع الكثير من الأغدية، إلا أن معظمها غير معروف بسبب تداخل الكثير من العوامل، ولكن لحسن الحظ هناك بعض الأدوية التي تم تحديد دور الغذاء فيها نجد ان الصيدلاني هو الأكثر دراية في هذا الموضوع، فمثلا لا يستحسن أخذ دواء الثايروكسين المستخدم في علاج خمول الغدة الدرقية مع الحليب والشاي والقهوة ومشتقاتها حيث إن الأخيرة تؤدي الى نقص امتصاص الثايروكسين من الجسم وتقليل فعاليته، وكما يعلم الجميع من العادات السائدة في المجتمع هو شرب اللبن وقت الإفطار أو السحور وبذلك نوصي بالاستغناء عن مشتقات الألبان والقهوة وقت السحور وأخذ الثايروكسين في ذلك الوقت على معدة فارغة أو قليلة الامتلاء. وأضاف قائلا: مع انتشار الكثير من الأطعمة السريعة والتي تحتوي على سعرات ودهنيات فائضة عن حاجة الجسم، وبسبب قلة النشاط البدني واحتواء معظم تلك الأغدية على مواد مصنعة، فقد لعبت دورا محوريا في انتشار العديد من الإمراض كمثل: أمراض القلب والضغط والسكري وارتفاع الكوليسترول وانسداد الأوعية الدموية والتي كانت سببا رئيسيا في رفع معدل الوفيات على المستوى العالمي ولذلك يجب على الجميع الاهتمام في نوعية مأكولاتهم والعودة الى الطبيعة وممارسة الرياضة بشكل يومي ونخص فيها رياضة المشي مما لا يقل عن ثلاثين دقيقة يوميا ليكونوا بصحة ونشاط دائم.

طلب المضاد الحيوي بدون وصفة طبية

وحول العادات والسلوكيات خاطئة يمارسها بعض فئات المجتمع قال: في مسيرتنا العملية واطلاعنا على المجتمع وانخراطنا فيه فقد اكتشفنا العديد من السلوكيات والأفكار السائدة ونذكر منها الآتي: هناك العديد من المرضى لا يقومون بمراجعة أدويتهم مع الصيدلاني أو الطبيب ويبدأ أخذ أدويته كما يحلو له ويتوقف عن تناولها وقتما يشاء، وذلك يؤدي الى عدم الاستفادة التامة من الدواء ومشاكل صحية لا داعي لها أو آثار جانبية خطيرة.

وقال: لوحظ في المجتمع تردد بعض المرضى للصيدليات وطلب المضاد الحيوي بدون وصفة طبية، مما زاد من تفاقم أزمة المضادات الحيوية التي يتنبأ لها العالم الحالي حيث بعد برهة من الزمن يفترض العلماء الصحييون بأنه لا يوجد مضاد حيوي ينقذ المريض من أقل الأمراض الحالية كالالتهاب اللوزتين مثلا! وذلك بسبب مقاومة المايكروبات للمضادات الحيوية، ومن هذا نوصي افراد المجتمع بعدم الضغط على الكادر الطبي وشراء هذه المضادات الا بوصفة طبية، ومن الامور المهمة عدم تشارك أدويتك للغير، فلكل حالة صحية دواء مناسب ولكل فرد ما يناسبه وهناك محذورات في بعض الأدوية والصيدلي والطبيب هما الأكثر إدراكا لذلك فخذ المشورة منهما، ولهذا ناقش الطبيب والصيدلاني في كل دواء يوصف لك ومن حقك معرفة لماذا وصف لك هذا الدواء وكل ما يخصه، فلا تستعجل عند شباك الصيدلية، فالدواء سلاح ذو حدين، والتوعية الصحية ضرورية لكل فرد والصحة شيء لا يقدر بثمن، فالمبادرة والقراءة في المجال الصحي ومتابعة النشرات الصحية والاستفسار من المختصين يعتبر من أساسيات الحياة الصحية.

الأدوية تستخدم بكميات مدروسة

يرتبط الدواء بحياة الناس، والكثير من الصيدلانيين ينادون بعدم تناول أي أدوية دون أي وصفه طبية، ترى ما هي الانعكاسات التي تحدث للإنسان في حال استخدامه المفرط في تناول الأدوية ؟

الدواء مادة كيميائية تستخدم للعلاج، وعند صناعتها وبعد خضوعها لتجارب عديدة وقراءات كثيرة تستغرق ما لا يقل عن عشر سنوات نجد الكثير من الأفراد يستسهلونها ويعتبرونها حبات صغيرة ليس لها أدنى مفعول الا ما أدركوه من خبرة صديق او جار لهم وهذا غير صحيح البتة، فالأدوية تستخدم بكميات مدروسة وبأوقات محدودة ولحالات مرضية معينة.