1352862
1352862
العرب والعالم

القوات اليمنية تستقدم تعزيزات إلى مشارف مدينة الحديدة تمهيدا لمحاصرتها

30 مايو 2018
30 مايو 2018

سقوط 3 من قيادات أنصار الله واغتيال قائد قوات التدخّل السريع في أبين -

صنعاء- «عمان»- جمال مجاهد- وكالات -

المخا (اليمن)- (أ ف ب) - استقدمت القوات اليمنية تعزيزات إلى مشارف مدينة الحديدة الاستراتيجية في غرب اليمن، تمهيدا لمحاصرتها ومحاولة إجبار المتمردين الحوثيين على تسليمها «حتى بدون قتال»، في وقت أدت معارك جديدة في مناطق قريبة إلى سقوط عشرات القتلى. وأعلن التحالف العسكري في اليمن مساء الاثنين وصول القوات الموالية للحكومة إلى منطقة تبعد 20 كلم عن جنوب الحديدة إثر معارك ضارية خاضتها مع المتمردين على ساحل البحر الأحمر.

وشاهد مراسل فرانس برس في المنطقة رتلا عسكريا كبيرا يضم آليات ومركبات، يتوجه من المخا على بعد 180 كلم جنوبا إلى الحديدة شمالا.

وتعتبر المخا القاعدة الخلفية للقوات المهاجمة، إذ انها تضم قواعد رئيسية للقوات المؤيدة للحكومة والتحالف خصوصا تلك التي تقوم بتدريب هذه القوات وتوجيهها والقتال إلى جانبها. وتوقفت المعارك في هذه المنطقة الثلاثاء، حسبما أفاد مراسل وكالة فرانس برس، قبل أن تندلع في مناطق أخرى قريبة امس مترافقة مع غارات مكثفة شنتها طائرات التحالف على مواقع للمتمردين في قرى وبلدات جنوب مدينة الحديدة، حسبما أفادت مصادر عسكرية يمنية. وقتل 53 من أنصار الله في معارك وغارات خلال الأيام الأخيرة ، وفقا لمصادر طبية في محافظة الحديدة، بينما قتل 7 من عناصر القوات المؤيدة للحكومة وأصيب 14 بجروح في المعارك مع الحوثيين. وقالت مصادر في القوات المدعومة من التحالف إن هذه القوات تستقدم حاليا التعزيزات تمهيدا لبدء «عملية جديدة» لدخول مدينة الحديدة والسيطرة على مينائها الذي يعتبر شريان الحياة الرئيسي للمناطق الواقعة تحت سيطرة المتمردين. وقال العقيد صادق دويد، المتحدث الرسمي لقوات «المقاومة الوطنية»، إحدى ثلاث قوى رئيسية مشاركة في العملية، إن هذه القوى «تتعزز بقوات جديدة ، وستشارك في استعادة مدينة الحديدة».

وأضاف «في البدء سنعمل على قطع خطوط الامداد، خصوصا بين صنعاء والحديدة، ثم محاصرة الحوثيين داخل المدينة وإسقاطها حتى بدون قتال».

- هجمات مضادة - ويقول سكان في مدينة الحديدة تحدثت إليهم وكالة فرانس برس إن أنصار الله استقدموا بدورهم تعزيزات عسكرية، ونشروا دبابات وقاذفات صواريخ في الشوارع، وأقاموا نقاط تفتيش مكثّفة. وذكر أحد السكان مفضلا عدم الكشف عن هويته «نعيش في خوف وترقب، الرعب هو سيد الموقف». وتبعد الحديدة عن صنعاء نحو 230 كلم غربا وتضم مطارا وميناء رئيسيا تمر عبره غالبية المساعدات والمواد الغذائية.

لكن التحالف العسكري يقول أن الميناء يشكل منطلقاً لعمليات عسكرية يشنّها أنصار الله على سفن في البحر الأحمر، ومعبرا لتهريب الصواريخ التي تطلق على السعودية المجاورة من الأراضي اليمنية بشكل مكثّف منذ نهاية العام الماضي.

واعتبر رئيس الوزراء اليمني أحمد عبيد بن دغر في اتصال هاتفي مع محافظ الحديدة الحسن طاهر أنه «بتحرير» ميناء الحديدة، ستتمكن القوات الحكومية «من تأمين الملاحة الدولية وحفظ الأمن في المياه الدولية». وأضاف، بحسب ما نقلت عنه وكالة الأنباء الرسمية «سبأ»، «الحديدة ، باتت على موعد قريب للعودة إلى حضن الوطن، وحضن الدولة والجمهورية،ونحن نقف على أعتاب نصر جديد». من جهتها أقرّت جماعة «أنصار الله» رسمياً بمقتل 3 قيادات ميدانية بارزة في معارك الساحل الغربي وهم قائد كتيبة مكافحة الإرهاب الرائد يحيى عبد الجبّار الشامي ومشرف جهاز الأمن القومي الملازم أوّل مطهر إسماعيل المتوكّل والملازم أوّل عبد العزيز صالح المرّاني، حيث أوردت وكالة الأنباء اليمنية التابعة لهم خبر تشييعهم بصنعاء. وأعلنت «القوة الصاروخية للجيش واللجان الشعبية» التابعة لجماعة «أنصار الله» أنها أطلقت أمس صاروخ باليستي نوع «قاهر تو إم» على تجمّعات للقوات الموالية للشرعية بمعسكر اللبنات شرق محافظة الجوف الشمالية. وزعم مصدر عسكري أن الصاروخ الباليستي «استهدف معسكر تدريبي في اللبنات، مخلّفاً خسائر كبيرة في صفوف القوات». وأعلن «أنصار الله» أن «سلاح الجو المسيّر» استهدف الدفاعات الجوية وغرف القيادة والسيطرة للقوات الموالية للشرعية في الساحل الغربي. كما تمكّنت قوات الجيش مسنودة بالتحالف العربي، من تحرير مواقع استراتيجية جديدة في جبهة مقبنة غرب محافظة تعز «جنوب غرب اليمن».

وأكد مصدر عسكري أن أفراد الجيش الوطني خاضوا معارك عنيفة ضد المسلّحين في جبهة مقبنة وتمكّنوا خلالها من تحرير تبّة البركنة وعسيلان وجبل العويد الاستراتيجي المطل على طريق تعز- الحديدة.

وأضاف المصدر أن المسلّحين تكبّدوا خلال المعارك خسائر كبيرة في العتاد والأرواح. ميدانيا أيضا اغتال مسلّحون مجهولون فجر أمس قائد قوات التدخّل السريع التابعة لقوات الحزام الأمني في مديرية زنجبار بمحافظة أبين «جنوب اليمن». وقالت مصادر أمنية إن مسلّحين مجهولين يستقلّون درّاجة نارية أطلقوا النار على قائد قوات التدخّل السريع هود المارمي أثناء توقّفه بسيارته في الخط الدائري بجانب أحد الأسواق بمدينة زنجبار «شمال عدن». وأضافت المصادر أن المارمي فارق الحياة على الفور، في حين لاذ المسلّحون بالفرار، ولم يتم القبض أو التعرّف عليهم. وتأتي حادثة مقتل قائد قوات التدخّل السريع بعد أن شهدت مدينة زنجبار عاصمة محافظة أبين حالة من الاستقرار الأمني خلال الفترة الأخيرة.