أفكار وآراء

المسؤوليــة الاجتماعيـة رافــد تنمــوي

30 مايو 2018
30 مايو 2018

بخيت بن مسن الكثيري -

[email protected] -

تعد برامج المسؤولية الاجتماعية من المجالات الحقيقية التي تترجم الشراكة المجتمعية للقطاع الخاص مع المجتمع ورافدا للمساهمة في الأنشطة والبرامج المجتمعية التي تنعكس بالمردود الإيجابي على إنتاجية الفرد والمجتمع وتؤكد شراكة قطاع الأعمال في العجلة التنموية لتعزز من سبل الرخاء والنمو الذي يساهم في بناء اقتصاد مستدام .

وبلا شك يمتلك القطاع الخاص المحلي مبادرات طيبة في هذا الجانب من خلال دعمه كثيرا من البرامج والأنشطة المرتبطة بالمجتمع ومؤسسات القطاع المدني والذي كان حاضرا في الظروف الاستثنائية لتغير المناخي التي مرت بها البلاد الأيام الماضية والذي يستحق الإشادة، كما أشار إليه بيان مجلس الوزراء والذي يؤكد على أهمية المبادرات التي قدمها القطاع الخاص مع المجتمع وانه في مركب واحد لتكاتف الجهود مع القطاع العام للمحافظة على منجزات النهضة والتنمية في البلاد الذي كان لها الفضل الملموس في نمو وتوسع قاعدة القطاع الخاص والوصول لهذه المراحل في محور الخطط والبرامج الطموحة الذي نعول عليه في إدارة الدفة الاقتصادية والاستثمارية والقيام بأدوار متقدمة في الاقتصاد الوطني ويكون المحرك الرئيسي للاقتصاد المحلي وفي ظل الدعم المستمر من قبل الدولة لهذا القطاع.

واليوم نتطلع لدور اكبر للقطاع الخاص لتكثيف مساهماته المجتمعية وبناء الشراكة مع المجتمع تحت مظلة المسؤولية الاجتماعية في مجالات متعددة ويعطي صورة حقيقية لدور القطاع في بناء المجتمع وشراكته وتحقيق المصالح المتبادلة.

وهناك نماذج طيبة في قطاع الأعمال الوطنية ودعمها المتواصل لبرنامج المسؤولية الاجتماعية التي أعطت بصمة واضحة على المستوى المحلي في البرامج التنموية وخدمة المجتمع، خاصة قطاع النفط والغاز وأخص بالذكر شركة تنمية نفط عمان وشركة الغاز العمانية وشركة النفط العمانية التي تعد من رواد المسؤولية الاجتماعية التي قدمت برامج ملموسة لشرائح المجتمع في كافة المجالات وتخصيص إدارات خاصة تهتم بالمسؤولية الاجتماعية التي يشار لها بكل تقدير.

وكذلك من النماذج الأخرى مشروع مؤسسة جسور غير الربحية التي تم تأسيسها من شركات (أوربك – صحار المنيوم- فالي) من أجل المساهمة في تنفيذ مشاريع اجتماعية تحقق الرخاء للمجتمع المحلي.

فنأمل من القطاعات الأخرى ان تكون لها مبادرات وبصمة في المسؤولية الاجتماعية خاصة الجهود التي تبذل من غرفة تجارة وصناعة عمان في تشجيع القطاع الخاص لهذا البرنامج من خلال جائزة الغرفة للمسؤولية الاجتماعية للمؤسسات والشركات المحلية والعالمية المنتسبة للغرفة التي تعد خطوة طيبة لتعزيز هذا المفهوم في قطاع الأعمال خاصة ان مجالات الجائزة تعطي رسالة وطنية لدور القطاع الخاص في العجلة الاقتصادية والتنموية الذي محورها المواطن من خلال محاورها المرتبطة بدعم مبادرات المجتمع واستدامتها ومحور زيادة تعمين القوى العاملة الوطنية في أنشطتها ومحور دعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة من أنشطة الشركات وفتح المجال أمامها لمزيد من فرص الأعمال.

ومن هنا تتضح لنا أهمية جائزة الغرفة للمسؤولية الاجتماعية التي أعطت مفهوما شاملا لدور القطاع الخاص في العجلة الاقتصادية والتنموية ونأمل أن يكون هذا النشاط للمسؤولية الاجتماعية في المؤسسات والشركات ضمن برامجها حتى تحقق المنفعة المتبادلة مع المجتمع وتكسب شريحة واسعة من المستهلكين أدوارها البناءة في خدمة المجتمع.

وأخيرا ندعو الله عز وجل أن يحفظ قائد هذا العهد الزاهر لمولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ وأن يلبسه الصحة والعافية والعمر المديد.