1351936
1351936
العرب والعالم

قائد عسكري لرويترز: معركة «الجنوب السوري» أصبحت قاب قوسين أو أدنى

29 مايو 2018
29 مايو 2018

اجتماع ثلاثي روسي - أمريكي - أردني لبحث «خفض التصعيد» -

دمشق - «عمان» - بسام جميدة - وكالات:-

قال قائد في تحالف عسكري مؤيد لدمشق أمس إن الجيش الحكومي السوري استكمل استعداداته لهجوم وشيك على المناطق الخاضعة لسيطرة مقاتلي المعارضة في جنوب غرب سوريا مما يزيد من احتمالات تصعيد كبير جديد.

لكن قائدا في جماعة لمقاتلي المعارضة بمنطقة درعا في جنوب غرب سوريا قال لرويترز إنه لا توجد مؤشرات على تعبئة لمثل هذا الهجوم واتهم دمشق بشن حرب نفسية، وأضاف أن مقاتلي المعارضة اتخذوا تدابير.

وصارت منطقة جنوب غرب سوريا الخاضعة لسيطرة المعارضة في بؤرة الضوء بعدما سحقت القوات الحكومية السورية آخر جيوب محاصرة للمعارضة قرب دمشق وإلى الشمال من مدينة حمص. وتعهدت دمشق باستعادة السيطرة على سوريا بأكملها.

وجنوب غرب سوريا مهم للولايات المتحدة التي توسطت العام الماضي مع الأردن وروسيا حليفة الرئيس السوري بشار الأسد في اتفاق «لخفض التصعيد» نجح إلى حد بعيد في احتواء الحرب قرب الحدود مع إسرائيل.

وأطلقت الولايات المتحدة تحذيرا يوم السبت من «إجراءات صارمة وملائمة» ردا على أي انتهاك لوقف لإطلاق النار في تلك المنطقة.

وعلى الرغم من أن للأسد اليد العليا في الصراع السوري فإن قطاعات من الأراضي على الحدود مع العراق وتركيا والأردن وإسرائيل لا تزال خارج سيطرته. ويعقد دور القوى الخارجية في هذه المناطق تحقيق دمشق أي مكاسب أخرى.

وقالت روسيا أمس إن الجيش الحكومي السوري هو الوحيد الذي ينبغي أن يكون على الحدود الجنوبية مع الأردن وإسرائيل. ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن وزارة الخارجية قولها امس إن روسيا والولايات المتحدة والأردن اتفقت على عقد اجتماع بخصوص منطقة «خفض التصعيد». وجاء في مقال نشرته صحيفة الوطن الموالية لدمشق امس أن نذرا «تلوح في الأفق» وتشي باقتراب معركة الجنوب السوري، مضيفا أن المعركة الآن في مرحلة وضع «اللمسات الأخيرة».

لكن العقيد نسيم أبو عرة، وهو قائد في جماعة قوات شباب السنة المعارضة، قال لرويترز إنه لا توجد مؤشرات على هجوم وشيك، وأضاف في مقابلة عبر الهاتف «إلى الآن لا يوجد أي مؤشرات على ذلك. أنا أتكلم من موقع الخطوط الأمامية... إلى الآن المؤشرات لا توحي بأن هناك هجوما ولكن هناك إشاعات، هناك حرب نفسية». وقال أبو عرة الأسبوع الماضي إن عددا من القوافل العسكرية غادر مناطق خاضعة لسيطرة الحكومة في درعا باتجاه الشمال مضيفا أنه يعتقد أنها قوى تدعمها إيران يتم إجلاؤها من المنطقة. وذكر أنه لم يتم إرسال بديل لها.

وأشار إلى أن جماعته تطلع الولايات المتحدة والأردن على الموقف على الأرض. وقال «نأخذ منهم تطمينات أن المنطقة الجنوبية تخضع لاتفاق خفض التصعيد ووقف إطلاق النار»، لكنه ذكر أن مقاتليه اتخذوا عددا من التدابير وتابع «أطمئنكم بأن قوات المعارضة قامت باتخاذ عدة تدابير... منها حفر الخنادق والأنفاق لمنع الحكومة من القيام بشن أي هجوم».

من جهة أخرى، أعلنت فصائل معارضة مسلحة في إدلب وريف حماة الشمالي وريف اللاذقية الشمالي الشرقي تشكيل فصيل جديد تحت مسمى «الجبهة الوطنية للتحرير»، على غرار اندماج عدة فصائل مؤخرا في الجنوب السوري.

وذكرت مصادر إعلامية أن هذا التشكيل الجديد «يضم 11 فصيلا مسلحا هي «فيلق الشام، وجيش إدلب الحر، والفرقة الساحلية الأولى، والجيش الثاني، والفرقة الساحلية الثانية، وجيش النخبة، والفرقة الأولى مشاة، وجيش النصر، وشهداء الإسلام داريا، ولواء الحرية، والفرقة 23».

واستلمت زعامة الفصيل الجديدة عناصر خارجة عن أكبر فصيلين موجودين حاليا في إدلب وهما «جبهة تحرير سوريا»، و«هيئة تحرير الشام» النصرة سابقا والذين يخوضان معارك مستمرة على أراضي إدلب أودت بحياة المئات من الطرفين.

وأشار المرصد السوري لحقوق الإنسان «المعارض»، إلى إعلان 11 فصيلا عن تشكيل «الجبهة الوطنية للتحرير في الشمال السوري انطلاقا من السعي لجمع كلمة الفصائل المقاتلة». تجدر الإشارة إلى أن محافظة إدلب وريفها تشهد اقتتالا بين هذه الفصائل المسلحة وتشكيلاتها المتعددة، وكذلك عمليات اغتيال وتفجير ممنهجة من جهات مجهولة، وسط صراع هذه الفصائل للسيطرة على مناطق النفوذ في الشمال السوري.

وتناقلت وسائل إعلام معارضة أنباء عن وصول تعزيزات عسكرية للجيش السوري قريبا من غرب حلب استعدادا لشن عملية عسكرية لكسر خطوط التماس في الجبهات الغربية بحلب وضد فصائل تصنف إرهابية، تزامنا مع ظهور تحصينات منيعة أقامتها «جبهة النصرة» و«الحزب الإسلامي التركستاني».

ويرى مراقبون أن إعداد الجيش لشن عملية عسكرية غرب حلب يجري كبديل عن عملية درعا المجمدة حاليا، وسط أنباء عن مباحثات تجري بين الأردن والولايات المتحدة وروسيا للحفاظ على منطقة خفض التوتر في الجنوب السوري.