ثناء رفيع على جهود أبناء الوطن وتلاحمهم

في لفتة وطنية ، بالغة المعنى والدلالة ، تؤكد على عمق وقوة التلاحم الوطني ، بين أبناء الوطن وكل مؤسسات الدولة ، وعلى الحرص الدائم لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم – حفظه الله ورعاه – في كل ما من شأنه توفير الرعاية الشاملة لجميع المواطنين ، أصدر مجلس الوزراء أمس بيانا حول الحالة المناخية التي تعرضت لها محافظتا ظفار والوسطى، حيث استعرض المجلس في اجتماعه أمس سير متابعة الحكومة لآثار هذه الحالة المناخية وذلك من أجل العمل على إعادة الأمور إلى طبيعتها في الأجزاء المتضررة .

ومما له دلالة عميقة أن مجلس الوزراء الموقر أعرب عن الشكر والثناء لكافة الجهات وخص بالذكر منتسبي كل من وزارة الدفاع ، وقوات السلطان المسلحة ، والحرس السلطاني العماني ، وشرطة عمان السلطانية ، والأجهزة الأمنية ، واللجنة الوطنية للدفاع المدني ، والأرصاد الجوية والأجهزة الإعلامية وخاصة الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون ، لما قدمه أبناؤنا الشباب في تلك الوسائل من عمل متواصل على مدار الساعة . كما أشار البيان إلى دور الصحافة في تغطية تلك الحالة ، ودور كافة الوزارات والوحدات المعنية ، ومحافظتي ظفار والوسطى وكافة الولاة والقطاع الخاص والهيئة العمانية للأعمال الخيرية ، وما قدمته هذه الجهات من عطاء وافر وشعور بالمسؤولية الوطنية في التعامل مع تلك التطورات ومعالجة الآثار التي تعرضت إليها بعض المرافق والعمل تدريجيا على استئناف التشغيل لتلك الخدمات ، وهى الجهود المستمرة حتى الآن لاستكمال إعادة المرافق المتضررة إلى العمل بكفاءة تعود بها إلى ما كانت عليه قبل الحالة المناخية . وبينما قدم مجلس الوزراء تعازيه ومواساته لأسر المتوفين بسبب تلك الحالة المناخية ، داخل السلطنة وفي دول الجوار الشقيقة ، فإن مما له دلالة عميقة أيضا أن صاحب السمو السيد فهد بن محمود آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء أعرب عن ارتياح الحكومة وتقديرها البالغ لتجاوب المواطنين ، والجهود التي بذلوها ، وعبروا من خلالها عن قدرات أبناء الوطن في التكاتف من أجل الحفاظ على كافة مكتسباته التي تحققت في ظل القيادة المستنيرة لجلالة السلطان المعظم – أبقاه الله .

جدير بالذكر أن مجلس الدولة أشاد أمس بالتلاحم الوطني والتكاتف المجتمعي وبروح التعاضد التي أبداها جميع أبناء الوطن في التعامل مع الحالة المدارية «مكونو» ، والتي تجسد في الواقع قوة اللحمة الوطنية بين أبناء عمان ، وتعبر عن الحس الوطني المسؤول لديهم . كما أكد المجلس على أن الاستعداد المسبق والتعاون بين جميع الجهات العسكرية والشرطية والخدمية والإعلامية ، وتكامل الجهد الرسمي والتطوعي ، كان له أكبر الأثر في التعامل الفعال مع الحالة المدارية والحد من آثارها ، ومن ثم أهمية استمرار هذه الروح البناءة لتجاوز جميع التأثيرات الناجمة عن الإعصار . وهو ما يجري بالفعل على قدم وساق ، ومن جانب مختلف الجهات المشاركة في ذلك . على أنه من الأهمية بمكان الإشارة إلى أن ما أظهره أبناء وبنات عمان خلال الأيام الأخيرة ، ليس أمرا استثنائيا بالنسبة لهم ، ولكنه أمر طبيعي ، وشعور عميق بالمسؤولية والواجب حيال الوطن ، وهو ثمرة من ثمار الجهود التي قام بها جلالة القائد المفدى على امتداد العقود الأربعة الماضية ولشعور المواطن العماني بانتمائه ودوره في الحفاظ على مكتسبات النهضة المباركة .