1350859
1350859
عمان اليوم

من هنا «عبرت» عين مكونو  ... الإعصار يغيّر مـــلامــــح المنطقة بالمغسيل

28 مايو 2018
28 مايو 2018

رسالة ظفار: عبدالله الخايفي - نـــــوح المعـــمري -

من هنا «عبرت» عين مكونو، مركز الإعصار الذي ضرب محافظة ظفار قبل ثلاثة أيام. وكشفت منطقة المغسيل عن واحد من أكبر الأضرار المادية التي لحقت بالمحافظة وتمكنت «عمان» من الوصول إليها وتسجيلها بعد محاولات على مدى يومين.

والتهم «مكونو» جسر طريق المغسيل ليغير بذلك ملامح المنطقة ويفتح البحر على مصراعيه مع اليابسة.

وأحدث الإعصار تدميرا كاملا في جسر الطريق الذي يربط المغسيل بصرفيت ثم رخيوت وصولا الى ضلكوت. وشق «مكونو» المنطقة على مسافة يصل طولها حوالي 800 متر ليشل بذلك الحركة تماما عن تلك المناطق ويفصلها عن المغسيل.

كما أحدث أضرارا بالغة على طول الطريق مخلفا حفرا كبيرة وفوالق وتصدعات وانهيارات أرضية خطيرة.

وتسببت قوة المياه المندفعة والمصحوبة بالرياح العاتية في خلخلة البنية الأساسية للطريق القديم الذي لم يعد يتحمل الأنواء المناخية المتجددة بعد صموده مرات عديدة في ظروف مناخية مماثلة خلال السنوات الماضية.

وحملت المياه الجارفة أكواما من المخلفات سدت بها المعابر الصندوقية الضيقة غير المهيئة أصلا لمثل هذه الظروف المناخية ولم تعد مجدية بل ساهمت في فيضان المياه وزيادة الضغط على الطريق وطبقته الأسفلتية وتدميرها.

ولم تقتصر الأضرار على الطرق ولكن صاحبها انقطاع خدمات الكهرباء والماء والاتصالات، وفي المغسيل لحقت أضرار بالغة في محطة الاتصالات التي دمرت الرياح جزءا كبيرا منها واقتلع وتكسر عدد كبير من أعمدة الكهرباء على الطريق كما نفقت قطعان من الأغنام.

إصلاح الأضرار

وفي الوقت الذي يترقب فيه المواطنون والمقيمون من أهالي المناطق المقطوعة في المغسيل وصرفيت ورخيوت وضلكوت إصلاح الأضرار وعودة خدمات الكهرباء والماء والاتصالات تواصل الجهات المختصة إرسال المؤن الغذائية والدوائية والمساعدات بواسطة المروحيات.

وفي الوقت نفسه تسابق الخدمات الهندسية بوزارة الدفاع الزمن بجهود جبارة لفتح طرق بديلة، ففي المغسيل كانت معدات الخدمات الهندسية حاضرة تشق طريقا جديدا مؤقتا لتسهيل الحركة المرورية والتواصل مع المناطق المقطوعة.

واختارت الخدمات الهندسية شق طريق التفافي بين الجبال لربط منطقة المغسيل من الجهة الجبلية بحيث يصل مع الطريق المؤدي الى صرفيت ومنه الى رخيوت وضلكوت.

وكان للخدمات الهندسية دور بارز في شق الطرق وأبدى الضباط والأفراد في مواقع العمل تعاونا منقطع النظير مع «$» لتسهيل عبورنا جسر عدونب التي كانت المعدات لا تزال تعمل على صيانته وإعادة فتحه.

ثم رافقنا أحد الضباط مشكورا الى المواقع المتأثرة حيث وقفت $ عن قرب على حجم الأضرار التي كانت كبيرة ومؤثرة ومانعة للحركة المرورية.

ورغم تلك الأضرار التي لحقت بالمناطق المتأثرة لكن كثيرا من المواطنين الذين شهدوا أنواء مناخية سابقة يعتبرونها مقبولة مقارنة بقوة الأعصار من الدرجة الثانية ودخول عين الإعصار المنطقة. إلى ذلك سعت «$» للمرة الثانية محاولة بلوغ ضلكوت ولكن تعذرت فرص المشاركة في رحلات المروحيات.

أهالي المغسيل وأفتلقوت

«$» حاورت عددا من المواطنين في مناطق المغسيل وأفتلقوت للتعرف على احتياجاتهم والأضرار التي تسبب بها الإعصار المداري، وكيف تعاملوا مع الحالة المدارية.

وأشاروا إلى أن الأضرار التي لحقت بالممتلكات بسيطة وأن قوات السلطان المسلحة وشرطة عمان السلطانية كانتا حاضرتين في الموقع وقدمتا العديد من المساعدات، كما أن التوعية والتحذيرات كانت كافية لبقائهم في المنازل وأماكن الإيواء، إلا أن سرعة الرياح والأمطار الشديدة كانت مخيفة واستمرار هطولها تسبب بارتفاع المياه إلى مستويات كبيرة مما أحدثت أضرارا في البنية الأساسية وخاصة الطرق.

كما حدث نفوق كبير للمواشي وتكسر بعض الأشجار. إلا أن الخسائر المادية لا تعد بشكل كبير، فبقوة إعصار من الدرجة الثانية تم التعامل معه بحذر شديد، وهذا التعاون بين المواطنين والجهات المختصة ساعد على تقليل الخسائر.

موضحين ثقتهم الكبيرة بالقطاعات الخدمية في إصلاح الأضرار وعلى رأسها الخدمات الهندسية بوزارة الدفاع مشيدين بالعمل الكبير التي تقوم به.

كما أكدوا أن الطريق الذي يربط ريسوت بالمغسيل ثم إلى ضلكوت ورخيوت يعد قديما ومتهالكا، مطالبين بالإسراع في إسناد مناقصة الازدواجية لأنه من الطرق الحيوية والذي يخدم عددا من الولايات، كما يمر على أبرز المواقع السياحية في المحافظة ويخدم السياحة في ظفار بشكل كبير.

أهالي ضلكوت ورخيوت

وحول التواصل مع أهالي ضلكوت ورخيوت لمعرفة أحوالهم أوضحوا بأن التواصل معهم شبه مستمر وأنهم في أحسن حال إلا أن انفصال المغسيل عن ضلكوت ورخيوت حال دون الوصول إليهم أو زيارتهم بالمركبات.

مشيرين إلى أن المواد الغذائية ومياه الشرب والمؤن متوفرة في ضلكوت ورخيوت، كما أن الأضرار في الطرق موجودة ولكن ليست بشكل كبير، فالمنطقة تحكمها وعورة الجبال وجريان الأودية والشعاب فهي عوامل تساعد على شل الحركة المرورية بالكامل.

كما أوضحوا لـ«$» أن هنالك تواصلا مستمرا بين أهالي ضلكوت ورخيوت مع الجهات المعنية في حالة الطوارئ لنقلهم بطائرات مروحية، كما أن الجهود التي تقوم بها وزارة الدفاع يجب الإشادة بها، فمعظم الطرق تنقطع بين الحين والآخر بسبب غزارة الأودية والأمطار، ويتم افتتاحها وإعادة تأهيلها وإن تعذر الأمر فيتم فتح طرق أخرى بديلة لكي تسهل الحركة المرورية.

كما علمت «$» من العاملين في الخدمات الهندسية والمواطنين بأن الطرق ليست سالكة في عدد من المناطق، وبالتحديد من بعد منطقة أفتلقوت فهنالك العديد من التكسرات على جانبي الطريق ووجود العديد من الحفر والأتربة التي قد تسبب انهيارات على الطريق بسبب تشبع الأرض بالمياه وعدم تماسكها.

كما أن المنطقة من بعد المغسيل تعد وعرة وعلى ارتفاع شاهق من الجبال حتى الوصول لعيدم وضلكوت ورخيوت فتساقط الحجارة والأتربة بشكل كبير.