كلمة عمان

نشكر السعداء بنجاحنا.. ونواصل طريقنا

28 مايو 2018
28 مايو 2018

في الوقت الذي تتكاتف وتتضافر فيه الجهود، من جانب مختلف أجهزة مؤسسات الدولة من وزارات وهيئات وقوات السلطان المسلحة وشرطة عمان السلطانية، واللجنة الوطنية للدفاع المدني وغيرها من أجل الإسراع بإعادة تأهيل الطرق المتضررة، وإصلاح الشبكات والمرافق المختلفة، صحية وغيرها، التي تأثرت بالأعصار مكونو خلال الأيام الماضية، فإنه من المؤكد أن الروح العمانية الأصيلة، التي تجسدت خلال مراحل الاستعداد للتعامل مع الحالة المدارية وأثنائها، وهى روح الترابط والتماسك والثقة، وبذل كل ما يمكن من أجل حماية الوطن ومكتسباته والحفاظ على أمن أبنائه والمقيمين فيه، هي والحمد لله سمة من سمات الشخصية العمانية، التي تعهدها حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم بالرعاية على مدى سنوات مسيرة النهضة المباركة، لتتجسد وتعبر عن نفسها بقوة ووضوح في مواجهة أي طارئ أو تطور أو حدث، قد تسببه الطبيعة بعنفوانها، أو تطرحه الأحداث لسبب أو لآخر. وعلى قاعدة الحفاظ على عمان ومكتسباتها وأمنها وسلامتها دوما وتحت كل الظروف.

وبالرغم من قوة الإعصار المداري «مكونو» والحالة التي صاحبته، وكميات المياه غير العادية التي هطلت خلال الأمطار السابقة له واللاحقة له أيضا والتي تجاوز منسوبها 620 مليمترا في صلالة، إلا أن السلطنة استطاعت، بإعداد جيد ومتكامل، وبرباطة جأش، وتعاون أسهم فيه الجميع، تجاوز ذلك. ومع أن الخسائر في الأرواح في حدها الأدنى والحمد لله، إلا أن الخسائر المادية تظل كبيرة، خاصة فيما يتصل بالطرق التي تضررت، والممتلكات التي اجتاحتها الأمطار وخاصة المزارع، والمرافق التي تحتاج إلى إعادة تأهيل، وكذلك تجديد الأجهزة والمعدات المتضررة، بما فيها معدات طبية وكهربائية ومعدات اتصالات، ونقل إذاعي ومحطات مياه وغيرها. إلا أن السلطنة وكعادتها آثرت أن تعتمد على قدراتها وإمكاناتها الذاتية في مواجهة مثل تلك الأنواء، وإن شاء الله تعود الحياة إلى طبيعتها، وبشكل كامل تقريبا خلال بضعة أيام، وفي إطار الخطط المحددة للمرافق المختلفة حسب كل حالة على حدة.

جدير بالذكر أن الأيام الماضية أظهرت درجة عالية من التعاطف مع السلطنة في مواجهة الحالة المدارية، رسميا وشعبيا وعلى مستويات عديدة، كما ثمن كثيرون الأداء الرفيع في التعامل مع الإعصار، وهو أمر يسعدنا بالتأكيد، لأنه يعبر عن حجم وعمق وطبيعة العلاقات الوثيقة بين السلطنة وأشقائها وأصدقائها، وفي الوقت ذاته نعبر عن الشكر والتقدير لكل من سعد بنجاحنا، وهو ما تعددت في الواقع صور التعبير عنه بأشكال مختلفة، وهو ليس غريبا ولا مفاجئا، لأن السلطنة وقيادتها لها مكانة وتحظى بتقدير واسع على كل المستويات خليجية وعربية وإقليمية ودولية، وهو ثمرة لما اتبعه جلالة السلطان المعظم من سياسات حكيمة، ولما زرعه ونماه من ود وصداقة مع الأشقاء والأصدقاء على امتداد العقود الماضية. وقد علمنا القائد المفدى أن نقوم بواجبنا وأن نتفانى من أجل بلدنا ووطننا، وأن نواصل طريقنا نحو غاياتنا المنشودة بقوة وبعزم وثقة، لبناء حياة أفضل للمواطن العماني، بغض النظر عن الأنواء المناخية التي تطرحها الطبيعة من وقت لآخر.