صحافة

روسي يخدع وزير خارجية بريطانيا هاتفيا  

28 مايو 2018
28 مايو 2018

انطلت على وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون خديعة محادثة هاتفية مع مخادعين روسيين، كان يجب عليه التنبه لها قبل أن تتسبب في إحراج له واهتزاز لشخصيته.

تفاصيل هذه الخديعة نشرتها صحيفة «الجارديان» في تقرير كتبه شون ووكر بعنوان «مخادعان روسيان ناقشا موضوع بوتين وسكريبال في اتصال هاتفي مع بوريس جونسون»، جاء فيه أن ثنائيا من المخادعين الروس، اللذين يشتبه بأن لهما صلات بأجهزة الأمن البريطانية ، تمكنا من الوصول إلى وزير الخارجية البريطاني، بوريس جونسون، وأجرى أحدهما معه مكالمة هاتفية استمرت 18 دقيقة متظاهرا بأنه رئيس وزراء أرمينيا المعين حديثا، نيكول باشينيان.

وذكرت الصحيفة أن الثنائي الروسي أزاحا الستار عن المكالمة الصوتية التي قالا إنها جرت الأسبوع الماضي، والتي ظهر منها أن المخادع كان يتحدث الإنجليزية بلكنة روسية، وطلب خلالها من الوزير جونسون المشورة بشأن كيفية التعامل مع فلاديمير بوتين، والحصول على معلومات حول رد بريطانيا على تسميم سيرجي سكريبال في سالزبوري.

وأكدت وزارة الخارجية البريطانية في بيان لها أن جونسون هو الذي كان يتحدث بالفعل مع المخادع الروسي الذي انتحل شخصية رئيس وزراء ارمينيا، وقال جونسون في حديثه مع المخادع الروسي: «سنواصل تشديد الضغط على بعض الأوليغارشية الذين يحيطون ببوتين».

وذكرت الصحيفة أسماء المخادعين الروسيين وهما: أليكسي ستولياروف وفلاديمير كوزنيتسوف، وقالت انه معروف عنهما هذا الأسلوب في الخداع، حيث كان من ضحاياهما البارزين، الرئيس التركي رجب طيب اردوغان الذي خدعاه من خلال حديث تليفوني بانتحال شخصية الرئيس الأوكراني، بترو بوروشنكو، كما تحدثا تليفونيا أيضا مع المغني البريطاني الشهير إلتون جون، حيث تظاهر احدهما بأنه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وصرح مصدر دبلوماسي بريطاني رفيع المستوى لـ«الجارديان» بقوله: «يبدو أن هذه هي أحدث المحاولات اليائسة من جانب الكرملين لإنقاذ ماء الوجه بعد تعرضه للفضيحة على المستوى الدولي في أعقاب محاولة تسميم الجاسوس الروسي السابق سكريبال»، وأضاف «لكن بوريس استدرك الموقف وهزمهم بسرعة منهيا المكالمة، إنه حقا لأمر مأساوي أن نرى قوة دولية كبرى تنزلق إلى تدبير مقالب فاشلة لا تراها عادة إلا على قناة تلفزيون ترايجر هابي « Trigger Happy». ومن جانبها بدت رئيسة الوزراء تريزا ماي ممتعضة من الموقف، وقالت متحدثة باسمها: «ما كان يجب أن يحدث هذا وأن هناك تحقيقا لاكتشاف السبب والتأكد من عدم حدوثه مرة أخرى». وقال المخادع ستولياروف للصحيفة إنه انتحل شخصية باشينيان في اتصال هاتفي مع جونسون، كما انه تحدث أيضًا إلى الوزير الأوروبي، السير آلان دنكان ، قبل المكالمة مع جونسون.

وقالت الصحيفة إن ستولياروف وكوزنيتسوف أنكرا في وقت سابق صلاتهما مع أجهزة الاستخبارات الروسية. وخلال المكالمة مع جونسون، أثار ستولياروف تسميم سكريبال في ساليسبري ، واستخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا، وطلب المشورة بشأن التعامل مع بوتين.

وفي رده استخدم جونسون لهجة مشابهة لتصريحاته العلنية حول القضايا التي أثارها المخادع الروسي، لكن مع استمرار المحادثة، بدا جونسون مرتبكًا بشكل متزايد بسبب طريقة الاستجواب. وذكرت الصحيفة أنه في بداية المحادثة ، هنأ وزير الخارجية محاوره على تعيينه مؤخرا كرئيس للوزراء الأرميني ، وعندما ضغط على ما إذا كان متأكدًا من أن روسيا كانت وراء هجوم ساليسبوري قال «نحن متأكدون 100٪ تقريبًا» وعرض عليه مشاركته أدلة أخرى غير معروفة لدى العامة، وأضاف جونسون: «إذا كانت لدي رسالة إلى بوتين، فنحن لا نريد حرباً باردة ، لكننا نريد أن نرى تحسناً في الطريقة التي تتصرف بها روسيا».

وسُئل جونسون عدة مرات عن توضيح ما أخبره به باشينيان المزيف من أنه أثناء اجتماعه مع بوتين ، أخبره الأخير بأنه كان يدعم حزب العمال البريطاني ماليا. وبعد فترة وجيزة انقطعت المكالمة فجأة من الجانب البريطاني، ربما بعد اكتشاف أن الصوت على الطرف الآخر من الخط لم يكن لباشينيان.

وفي الختام قالت وزارة الخارجية البريطانية في بيان «أدرك وزير الخارجية أن ذلك كان خدعة وأنهى المكالمة» ، وأضافت «لقد تحققنا منها وعرفنا على الفور أنها كانت مكالمة مازحة، إن استخدام الأسلحة الكيميائية في ساليسبري وسوريا ، والأحداث الأخيرة في أرمينيا هي أمور خطيرة، هذه الأعمال الطفولية تظهر عدم جدية المتصل وأولئك الذين يقفون وراءه «. وقالت صحيفة «التايمز» إن وزارة الخارجية البريطانية اتهمت الكرملين بأنه وراء إجراء مكالمة مخادعة استهدفت وزير الخارجية البريطاني، بوريس جونسون للتحدث إلى رجل كان يعتقد أنه رئيس الوزراء الأرميني لمدة 18 دقيقة.