salem
salem
أعمدة

نوافذ :مكـونـو.. التـجـربة القـاسـية

28 مايو 2018
28 مايو 2018

سالم بن حمد الجهوري -

[email protected] -

تجربة الأنواء المناخية التي تمثلت في الإعصار مكونو الذي زار جنوب السلطنة الجمعة الماضية، فريدة وثرية تستحق التوقف عندها، وأن تكون منهاجا يستفاد منها، ومواجهته بتلك الاستعدادات المتنوعة أذهلت الجميع، كونها نتيجة خلاصة تلك التجارب التي خرج بها العماني من أعاصير «فيت» و«شابالا» وجونو وغيرها من الأنواء. عناصر القدرة التي واجهنا فيها هذا الإعصار، تمثلت في عدد من المسارات، أولها الجاهزية المبكرة غير المربكة، ثانيها التنفيذ المتقن للقطاعات المشاركة في تلك الاستعدادات، ثالثها الإعلام الذي قدم دورا مهما للغاية في رفع مستوى الوعي لدى المواطن والمقيم، رابعها نضج حالة الوعي لدى العامة من الناس من خلال تلقيهم الرسائل الإعلامية والصحفية التي دفعت إلى قناعات بخطورة الحالة المناخية. ولأن تلك العناصر كان لها دور محوري كبير في التخفيف «بعد لطف الله» بالناس، فإنها قللت بالتأكيد الخسائر الفادحة مقارنة بقوته الاندفاعية وكثافة تساقط أمطاره وسرعة رياحه التي قاربت 170 كيلومترا، التي هي كفيلة بتدمير ما يعترض سبيلها من منشآت وبنى أساسية. وأكد مكونو على لُحمة أبناء هذا الوطن مرة أخرى، الذين هبَّوا في تقديم المساعدات الأساسية التي يحتاجها أبناء المحافظة من خلال الجمعيات الخيرية والأهلية والمبادرات الفردية التي انضوت تحت تلك الجمعيات، وقد وصلت حمولاتها إلى المحافظة ومازالت تصل قافلاتها تباعا، هذا هو رصيد عمان في الوحدة والتآخي والمسؤولية الجماعية. الفترة المقبلة لن تتوقف تلك الأعاصير نظرا لموقع عمان المفتوح على بحر العرب، ومن خلفه المحيط الهندي، حيث كثرت نشأتها خلال السنوات الأخيرة، لذلك لابد أن تبقى الإرادة قائمة، فمن الملاحظ أن حدة الأعاصير تزايدت أكثر من العقود الماضية، فبين جونو ومكونو لم تمض سوى قرابة 10 سنوات وما بينهما هناك العديد من الأعاصير التي انحرفت عن أراضي السلطنة، وكان يمكن أن تكون في نفس المسار ونفس القوة. الأنواء المناخية صقلت المواطن رغم قسوتها وقوتها، وضاعفت قدرته على التحمل والصلابة والتمرس في التعاطي مع مثل هذه الأحداث، أكان جنديا أم شرطيا أم صحفيا أم متطوعا، فالجميع كان يواجه الأنواء المناخية بروح الرغبة في المساعدة وتخفيف الأضرار والعمل بروح الفريق الواحد الذي أبهر العالم في القدرة المنظمة على المواجهة مع مثل هذه الأحداث الجسام، وهو ما عبرت عنه المنظمات الدولية والعربية ووسائل الإعلام والمغردون والمتابعون والمهتمون بأحوال الطقس والإشادة بالقدرة على تحقيق أقل الخسائر.