1347852
1347852
روضة الصائم

الطب التقليدي العماني: أمراض النخاع .. صفتها وعلاجها

28 مايو 2018
28 مايو 2018

عرض: سيف بن سالم الفضيلي -

برع العمانيون في مختلف فنون العلم وتخصصاته - بفضل الله تعالى - فلم يكونوا بمنأى عن كل فن من فنونه فبرزت مواهبهم فيها واستطاعوا تطويع هذه الفنون في خدمة الإنسانية فكان منهم الإبداع والإنتاج الغزير.

من بين تلك الفنون التي برعوا فيها (الطب الشعبي) الذي مارسوه عمليا وتعاملوا مع الأعشاب المختلفة التي تزخر بها عمان المباركة وعرفوا أسرارها وما تحتويه من فوائد عظيمة لعلاج كثير من الأمراض التي ابتلى الله تعالى بها بعض عباده، فكان لهؤلاء الرجال يقين حقيقي أنه (لا يوجد داء إلا وجعل الله له دواء) وهو يقين ينم عن إيمان وثقة بالله تعالى أنه هو الشافي والمعافي وأنه على كل شيء قدير..

مما اخترناه لك قارئنا الكريم من خلال ملحق (روضة الصائم) هذا العام وبالتعاون مع دائرة المخطوطات بوزارة التراث والثقافة عرض مجموعة من الفصول من مخطوط (منهاج المتعلمين) لمؤلفه الطبيب الشيخ راشد بن عميرة بن هاشم العيني الرستاقي العماني. وهذا المخطوط تم نسخه (كما جاء في المخطوط) على يد الفقير لله عبده شوين بن محمد بن هلال الرمحي العيني الرستاقي في نسخة لنفسه والحمد لله وحده وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين ولا حول إلا بالله العلي العظيم..

لنتعرف سويا على ما ساهم به الأجداد في مضمار الطب الذي يعتبر من أهم المضامير التي يحتاجها الإنسان لحمايته من الآفات التي تعترضه وتؤثر على حياته وسبيل إنتاجه وعطائه.

حلقة اليوم عن (أمراض النخاع) من هذه الأمراض (الخدر والفالج) وسببهما البلغم المنحل من الدماغ الصائر إلى بمبادئ الأعصاب، وعلامتهما استرخاء أحد جانبي البدن وبطلان حسه وحركته بغير سبب من خارج.

فإن كان لسبب من خارج كالضربة أو كالسقطة فوقع في بعض الأعضاء وهي وخدر كالرجل الذي حكى عنه جالينوس سأله عن السبب فقال إنه فقد حس خنصره من ذلك، ووضع أضمدة عليها فلم تؤثر صلاحا.

وأن جالينوس سأله عن السبب فحكى أنه سقط عن دابة وأصابت الأرض ما بين كتفيه فأخذ جالينوس أضمدة بأعيانها ووضعها على تلك الفقرة فبرئ.

وحكي عن آخر أنه وقع على صلبه وبعد ثلاثة أيام ضعف صوته وفي اليوم الرابع استرخت يداه ثم استرخت رجلاه وأنه عولج بأضمدة بموضع السقطة فبرئ أيضا.

وعندي، إن أحسن أضمدة في ذلك المومياي أو يحقن ويضمده بحضض ومصطكى وقاقيا وصبر أو يضمد بصبر وقاقيا وصبر صبر، أو قشط وصبر وبزر السرو وورد من كل واحد جزء حضض ورامك ومصطكا وجلنار.

وأما الخدر والفالج فيستفرغا بعد السابع بثريد وإيارج فيقرا وشحم الحنظل وملح، يعطى سبعة ودراهم جلنجبين الطبرزد مع ماء مغلي فيه أنيسون في كل يوم.

ونحن نستفرغه بالعشرق المطبوح فيه إهليلج كابلي وسكر وتمر صبار أياما، ثم يدخل في مكان عن الهواء.

ويؤخذ مصطكا رومي وملح وثوم أجزاء، تدق وتوضع في خل زيت أو سليط ويسخن ويعرك به الجسد عركا جيدا بخرقة، ويأكل بعد العرك أرز شنقه يطبخ بحليب البقر ويأكل معه لحم دجاج وسمن بقر يداوم العرك والطعام صباح ورواح.

ويعالج علاج الفالج والخدر سواء.

وأما (اللقوة) وهي تشنج أحد الفكين وعلامتها أنها إذا نفخ خرجت النفخة من جانب الفك معوجا وكذلك البزقة تخرج من هناك وإذا رام يغمض عينيه بقيت إحداهما مفتوحة، وسببها امتداد نفوذ القوة والحركة إلى عضل الوجه والعينين أو من تشنج أحد الفكين.

العلاج، بعد الاستفراغ يدخل في بيت مظلم بعد السابع، يؤخذ عاقر قرحا خمسة دراهم، صعتر ودار فلفل وقسط هندي ومصطكا وخردل من كل واحد خمسة دراهم يدق الجميع وينخل ويخلط بعسل النحل وكل صباح يعربه فمه حتى يبرأ -بإذن الله- ويجعل في فيه إهليلجة كابلية ويعطس بالكندس ويمضغ الزبيب والخردل والفلفل والعلك....

وأما (الرعشة والاختلاج) وهو إما ان تكون من سقوط القوة او يعقب المرض وعلاجه الزيادة في النوم والغذاء الطيب.

وتكون من الشراب أيضا وعلاه هجر الشراب وينهى عن النبيذ. و(الخدر) فهو زوال إحدى فقارات الصلب الى قدام او الى خلف او الى احد الجانبين وتختلف أسبابه فما كان عن ورم الصدر لمن لم يحتلم كان موته سريعا ويعرف بزوال الفقرة بمر اليد عليها توجد زائدة عن الوسط.

العلاج؛ يستفرغ بحب الشيطرج ثم يمرخ بدهن القسط ويطيل في الحمام ويغتذي بماء حمص. والذي يحدث عن سبب باد كالغم والهم والفزع والصعود على المواضع الشاهقة فبزوال سببها يزول.وهناك امراض أخرى ذكرها الطبيب وذكر تفاصيلها وعلاجها.