نتيجة للاستعداد الجيد وتعاون المجتمع - والي المزيونة: لا وجـود للأضرار البشـرية ولم نتلقَ أي بـلاغ

رسالة المزيونة - عامر بن عبدالله الانصاري -

تعذر على فريق «عمان» المتابع للحالة الجوية الوصول إلى ولاية المزيونة، كما كان مقررا، فبعد حوالي 40 كيلومترا من ولاية ثمريت باتجاه ولاية المزيونة، تفاجأ الفريق بوادٍ جرف الطريق المسفلت، رغم وجود خرسانات مجرى الوادي، وقال أحد أفراد الشرطة الموجودين في الموقع بأن المياه يوم أمس الأول تجاوزت مستوى الخرسانات واقتلعت الاسفلت.

وللوقوف على الأوضاع في ولاية المزيونة، تواصلت «عمان» هاتفيا مع سعادة الشيخ بخيت بن سالم بن علي المعشني والي ولاية المزيونة، حيث أكد أن الأمطار عمت كافة الولاية بين المتوسطة والغزيرة والرياح كانت كذلك شديدة خلال اليومين الماضيين، قائلا: «نتيجة للاستعداد الجيد وتعاون المواطنين والمقيمين لم تردنا أية بلاغات بوجود أضرار بشرية في الولاية».

وأضاف سعادته: «أبرز الأضرار الحالية هو انقطاع الطريق المؤدي إلى ولاية المزيونة، وذلك في نقطتين، فمن ولاية ثمريت دمر جريان وادي (غدون) الاسفلت وجرف جزءا كبيرا منه، وكذلك بالقرب من ولاية المزيونة قطع وادي (عيدم) الطريق لجريانه الشديد، فهو مجرى يجمع عدة أودية في الولاية، وبالتالي الطريقة الوحيدة للوصول إلى ولاية المزيونة في الوقت الحالي عن طريق الجو، ومن الأضرار كذلك بعض الانقطاعات في الكهرباء والاتصالات بشكل مؤقت، وفي بعض المناطق التابعة للولاية طالت فترة الانقطاعات ولم تكن بيننا وبينهم اتصالات لعدة ساعات».

واسترسل سعادة الشيخ بقوله: «رغم انقطاع الطريق، إلا أن الأوضاع مستقرة في الولاية، فالإجراءات الاحترازية آتت ثمارها، فقد تم إجلاء عدد من السكان العمانيين والوافدين الواقعة منازلهم في الأماكن المنخفضة والساكنين في الأماكن غير الثابتة إلى مراكز الإيواء بالولاية قبل وصول ذروة الحالة المدارية، وفي تقديري لا يقل عدد من تم إجلاؤهم عن 1600 فرد على مستوى الولاية وتم توزيع مراكز الإيواء على المدارس بالولاية وكذلك بيوت الضيافة التابعة لمكتب الوالي، وقامت اللجنة الفرعية بالولاية الممثلة من الجهات الحكومية والأهلية والرجال والنساء والفرق التطوعية بجهود جبارة يشكرون عليها جميعهم».

وحول الخدمات الصحية على ضوء انقطاع الطريق أوضح سعادته بقوله: «المراكز الصحية بالولاية بشكل عام على جاهزية كبيرة قبل وصول الحالة المدارية (مكونو) وكل الحالات المستدعية للعلاج تستقبلهم المراكز بكل يسر وسهولة، وإذا ما كانت هنالك حالات طارئة تستدعي الذهاب للمستشفيات المركزية فإنه بالإمكان تسيير طائرة عمودية، فاللجنة تضم الأخوة من الجيش السلطاني والأمن وشرطة عمان السلطانية وغيرها من الجهات، والجميع في حالة استعداد».

وكان سعادة الشيخ والي المزيونة قد وقف على العديد من الاستعدادات والجاهزية، وقد زار عددا من مراكز الإيواء والتقى مع من تم إيواؤهم للاطلاع على أوضاعهم والحاجيات الأساسية التي يحتاجونها.

وكانت الأمطار قد تركت آثارا بسيطة في ولاية المزيونة تمثلت في تجمعات المياه في بعض الطرقات وبعض الأماكن.

وخلال توجه «عمان» إلى ولاية المزيونة، استوقفها عدد من الأضرار على طريق ثمريت - المزيونة، منها تدهور شاحنة أمس الأول نتيجة جريان شديد لأحد الأودية يقع بعد ولاية ثمريت بحوالي 20 كيلومترا، كما أدى جريان وادي «غدون» إلى زحف كميات كبيرة من الحجارة والرمال غطت جزءا من الشارع، وذلك قبل النقطة التي انهار بها الاسفلت بحوالي 100 متر، ما يوضح قوة وحجم جريان الوادي في اليوم السابق قبل وصول الفريق إلى الموقع.

ومع تراجع تأثير الحالة المدارية، وعودة الأوضاع إلى الهدوء تدريجيا، تقوم جهات متعددة ومن بينها بلدية صلالة ووزارة البلديات الاقليمية وموارد المياه وغيرها من الجهات بالوقوف على ما خلفته الحالة المدارية «مكونو» من أضرار، في محاولة لحصرها والعمل على إصلاح كافة الأوضاع بمساندة تلك الجهات وبمبادرات الفرق التطوعية وعدد من مؤسسات المجتمع المدني وعدد من المواطنين الذين أبدوا استعدادا منقطع النظير للوقوف مع أبناء محافظة ظفار وقفة رجل واحد، على أمل أن تعود الأوضاع إلى أحسن ما كانت عليه.