صحافة

آفتاب : دور أوروبا في حفظ الاتفاق النووي

27 مايو 2018
27 مايو 2018

تحت هذا العنوان نشرت صحيفة “آفتاب” تحليلاً نقتطف منه ما يلي:-

تمر العلاقات بين أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية بحالة توتر وتشنج غير مسبوقة على خلفية إعلان الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” انسحاب بلاده من الاتفاق الدولي حول الملف النووي الإيراني، ما استدعى ردود فعل أوروبية رافضة صدرت بشكل واضح على لسان الممثلة العليا للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي “فيديريكا موجريني” والمستشارة الألمانية “أنجيلا ميركل” والرئيس الفرنسي “إيمانويل ماكرون”.

وأشارت الصحيفة إلى تصريح موجيريني الذي دافعت فيه عن الاتفاق النووي مع إيران وقالت “يجب على المسؤولين الدوليين التخلي عن فكرة أنا أربح إذن أنتم خاسرون” واصفة هذا التصريح بأنه يعبر بدرجة كبيرة عن موقف أوروبا تجاه الصفقة النووية.

وتابعت الصحيفة مقالها بالقول ان التصريحات الأوروبية فيما يتعلق بالشأن النووي تؤكد بما لا يقبل الشك بأن الإجراءات الأحادية الجانب لا يمكن أن تحلّ المعضلات الدولية وفي حال عدم التحرك بجدية لمواجهة هذه الإجراءات فليس من المستبعد أن تتعرض البشرية إلى كوارث في شتى المجالات لا يمكن التكهن بتداعياتها على المستويين الإقليمي والدولي.

وتساءلت الصحيفة: ما الذي يمكن أن يفعله المسؤولون الأوروبيون حيال قرارات واشنطن بمعاقبة الشركات الأوروبية التي تتعاون مع إيران؟ وهل سيقبل الأوروبيون الانتظار طويلاً كي تحل الأزمة النووية مع إيران لتتمكن شركاتهم من تنفيذ مشاريعها الاستثمارية في إيران خصوصاً أن طهران قد تمكنت من إقناع العالم بحقها في الاستفادة السلمية من التقنية النووية وأثبتت التزامها بالقرارات الأممية التي تطالبها بخفض التخصيب وإتاحة المجال لفرق تفتيش الوكالة الدولية للطاقة الذرية لمراقبة منشآتها النووية بشكل مستمر للتأكد من خلو نشاطاتها من أي مسعى لإنتاج سلاح نووي.

وشددت الصحيفة على أهمية الدور الذي يمكن أن تلعبه الترويكا الأوروبية “ألمانيا وفرنسا وبريطانيا” في إيجاد حلول للأزمة النووية، معتبرة أن نجاح هذه الدور يعتمد بشكل كبير على قدرة الترويكا في إيجاد توازن بين مصالحها الاستراتيجية مع أمريكا من جهة وبين السعي لتنفيذ بنود الاتفاق النووي لحفظ مصالحها الاقتصادية والتجارية مع إيران من جهة ثانية، مؤكدة في الوقت ذاته بأن هذا النجاح بحاجة لإجراءات قد تبدو صعبة في الوهلة الأولى لكنها ليست مستحيلة ولا بدّ منها لتعذر إمكانية النجاح في لعب هذا الدور دون التضحية ببعض المصالح لتحقيق أهداف ومصالح أكبر.