العراق.. وقائع انتخابية مرتبكة ترسم مشهداً سياسيّاً قلقاً

تحت هذا العنوان كتبت صحيفة “الوفاق” مقالاً نقتطف منه ما يلي:-

بعد أسبوعين من إجراء الانتخابات البرلمانية العراقية، أخذت الأمور تتجلى وتتضح وتتبلور بمقدار كبير، لاسيّما بعد إعلان المفوضية العليا المستقلة للانتخابات عن النتائج النهائية، رغم الكثير من الاشكاليات والملابسات التي رافقت العملية الانتخابية، سواء في خطواتها ومراحلها الأولى، أو تلك التي تخللتها الخطوات المراحل اللاحقة، دون أن يعني إعلان النتائج النهائية اغلاق الباب وقطع الطريق أمام أية إثارات وإشكالات أخرى، صغيرة كانت ام كبيرة، رئيسية وجوهرية كانت أم ثانوية وهامشية .

وقالت الصحيفة: ما دامت المقدمات مرتبكة وحافلة بالقضايا الإشكالية والتشكيكية، فانه من الطبيعي جداً أن تكون المعطيات والنتائج والمآلات مرتبكة وقلقة ومشوشة خصوصاً فيما يتعلق بمدى نجاح تجربة استخدام أجهزة العد والفرز الإلكترونية وما يرتبط بقبول أو عدم قبول الكتل والكيانات السياسية والأشخاص الذين خاضوا غمار التنافس الانتخابي بنتائج الانتخابات.

وألمحت الصحيفة إلى أن النتائج التي تمخضت عنها الانتخابات البرلمانية في العراق قد ساهمت في بلورة وصياغة معالم وملامح مشهد سياسي جديد يبدو مرتبكاً ومضطرباً إلى حد ما، مضيفة أن المفارقة الجديرة بالاهتمام هي أن الكثير من الكتل السياسية في العراق قد أعربت عن خشيتها من أن تلقي الشكوك التي أثارها البعض بشأن نزاهة الانتخابات بظلال قاتمة على مشروعية الحكومة القادمة التي ستتمخض عن البرلمان الذي سيتشكل عمّا قريب وفقاً للنتائج المعلنة.

كما نوّهت الصحيفة إلى وجود تدخلات تصل إلى حدّ الضغوط والإملاءات على بعض الأطراف السياسية في العراق ، ما قد يثير جملة من التساؤلات حول طبيعة هذه التدخلات والأهداف التي تقف وراءها وما سينجم عنها في المستقبل لاسيّما في ظل التنافس الكبير الذي تشهده الساحة السياسية العراقية والذي أصبح الشغل الشاغل للكثير من وسائل الإعلام العراقية والخارجية.

وختمت الصحيفة مقالها بالقول إن الوضع السياسي في العراق والذي يرتبط بشكل كبير بالجوانب الأمنية والاقتصادية والاجتماعية في العراق يحتم على كافة الفرقاء السياسيين الاحتكام إلى القانون وركن الخلافات جانباً لتحقيق غاية مهمة جداً تمكن من ضرورة إعادة الأمن والاستقرار إلى العراق التي مزقتها الحروب والعمليات الإرهابية وتهيئة الظروف المناسبة لإعادة إعمارها في شتى المجالات.