1346071
1346071
روضة الصائم

حارات عُمانية: «النزار بإزكي» .. عراقة وإرث حضاري فريد (1-2) - تضم أكثر من 500 منزل وتتميز ببنائها الفخم المطل على وادي حلفين

27 مايو 2018
27 مايو 2018

إزكي: سيف المحروقي -

تتداخل الحارات العمانية القديمة بين الواحات والبساتين والأفلاج في تلاحم وتناغم لفكر الإنسان العماني مع التراث الطبيعي، فتشكل هذه الحارات واجهة تعبر عن الأصالة والعراقة التي تعيشها السلطنة.

وتعد حارة النزار بولاية إزكي بمحافظة الداخلية واحدة من بين أعرق الحارات القديمة في السلطنة، وتضم موروثا فريدا من نوعه، ويأتي هنا إبداع الإنسان العماني وفكره في بناء البيوت بإبداع هندسي رائع يشكل امتدادا للحضارة العمانية التي توارثوها عبر الأجيال إلى أن وصلت إلينا.

تقع حارة النزار في مركز ولاية إزكي، فيحدها من الشمال حصن إزكي وحارة اليمن الأثرية، ومن الجنوب منطقة العتب الزراعية، ومن الشرق مجرى وادي حلفين، ومن الغرب الواحات الزراعية. وجاء تحديد حارة النزار على أساس إيجاد الشريان الأساسي للحياة وهو الماء، حيث تحيط بها الأفلاج والآبار والعيون من جميع الاتجاهات، وتتميز حارة النزار ببنائها الفخم المطل على مجرى وادي حلفين، ولا تتأثر عند هطول الأمطار الغزيرة، وتظهر على شكل نسيج معماري فريد، حيث إن السكك والدروب هي التي حددت هذا النسيج المعماري، وتظهر منازلها على شكل مجمعات متداخلة مع بعضها البعض منظمة ومتعامدة.

تاريخ وعمر الحارة

وحول هذه الحارة تحدث إلينا الشيخ محمد بن ناصر بن راشد الريامي في حوار خاص لملحق روضة الصائم، حيث قال: بناء حارة النزار يعود إلى قرون بعيدة، وتقدر مساحتها بطول 600 متر وعرض 100 متر تقريبا، وتضم أكثر من 500 منزل، استخدم في بنائها الصاروج العماني والحجر والطين وسعف وجذوع النخيل، وتكتسب حارة النزار قيمة تاريخية، حيث عاصرت حضارات مختلفة.

النمط المعماري للحارة

وأضاف الشيخ الريامي: تتميز معظم المساكن في حارة النزار بحجمها الكبير ومظهرها المهيب، وتبدو من الداخل مزينة بالنقوش والرسوم والآيات القرآنية، على الأسقف والجدران والأبواب، وكذلك التواريخ التي تحدد عهد بنائها، كما شاعت الردهات ذات العقود والأقواس الكبيرة، وتتكون تقسيمات بعض من منازلها من طابقين، والبعض الآخر من ثلاثة طوابق، فالطابق الأول (الأرضي) يتكون من الدهليز (الصالة)، والسبلة، ومخزن التمور (النضد)، والمطبخ، وموقع لإيواء الحيوانات (الحظيرة)، وأما الطابق العلوي فيستخدم لسكنى الأسرة، المتمثلة في حجرة المعيشة والنوم، والمرافق الأخرى، وقد يكون هناك دور ثالث في بعض المنازل على حسب احتياج الأسرة تسمى (العرشة) تستخدم في احتواء الضيوف وإكرامهم، جل تلك المرافق روعي فيها دخول الضوء والتهوية ونسبة الرطوبة، لتساعد على اعتدال درجتي الحرارة والبرودة، عن طريق الفتحات المتنوعة في أشكالها، حيث إن البعض منها في الأسقف العلوية والبعض الآخر على الجدران.