1345464
1345464
روضة الصائم

لقاء الذكريات: وائل سيد: أجواء رمضان استثنائية تبعث على التآلف والمحبة

27 مايو 2018
27 مايو 2018

تعرفت على السلطنة من خلال والدي الذي عمل بصلالة -

حوار: أحمد بن علي الذهلي -

ومن هذه الأشهر التي فضلها الله تبارك وتعالى شهر رمضان الفضيل، فهذا الشهر له فضائل وخصائص تميزه عن غيره من الشهور، وخلال هذا الشهر تجمعنا الكثير من اللقاءات مع عدد من المقيمين على أرض السلطنة، يشاركونا أفراحنا وصيامنا، ولذا كان لزاما علينا أن نلقي الضوء على أحد النماذج التي ارتبطت بالسلطنة منذ سنوات طويلة.

وائل سيد يقيم على أرض السلطنة منذ 11 عاما في ولاية لوى بمحافظة شمال الباطنة حيث يعمل في سلك التعليم، وحسب ما يقول فإن لشهر رمضان الفضيل الكثير من الذكريات حيث يقول: عشت أجواء هذا الشهر الفضيل قبل أن تتاح لي فرصة المجي لأرض السلطنة، من خلال والدي -رحمة الله عليه - الذي كان يعمل معلما في محافظة ظفار وتحديدا بمدينة صلالة، وحديثه الذي لا ينقطع عن شكل الحياة في السلطنة فلطالما حدثني عنها وعن شعبها الطيب المضياف الودود الذي يحافظ على عاداته وتقاليده الأصيلة.

أما عن مظاهر الاستعدادات لشهر رمضان في السلطنة فيقول: عادة نتهيأ للشهر الفضيل تتم قبلها بفترة، حيث نتواصى بفعل الخيرات ونحض بعضنا على الزيارات والتواصل، كما أمرنا ديننا الحنيف، وما أن نستقبل شهر الخير حتى تمتلئ قلوبنا بالفرح والبهجة والسرور؛ وأكثر ما تتجلى هذه المشاعر في الليلة الأخيرة من شهر شعبان؛ حيث كنا في الماضي نخرج لنرتقب هلال رمضان، ونتنافس في مراقبة هلاله، فنبحث عن الأماكن المرتفعة، فنصعد إليها شغفًا وطلبًا للفوز برؤية الهلال؛ حيث رؤية الهلال لها ميزة ومكانة عند الناس في عُمان، لذلك نتسابق لرؤية هلال الشهر المبارك.

وأضاف: أما المائدة العمانية فلها تقاليدها الجميلة حيث يتبادل الجيران داخل الحارة الواحدة الأطباق والوجبات مما يدل على التآخي والود والكرم الذي يتميز به الشعب العماني، وقد اعتدنا على مجموعة من الأكلات الرمضانية، منها ( الشربة ) و( الهريس ) و( الثريد ) وغير ذلك من الأكلات العمانية.

وقال الأستاذ وائل: أما فيما يتعلّق بالحلوى، فإنه لابد من وجود الحلوى العمانية التي نقوم بشرائها بأنواعها المختلفة، وهي حلوى لذيذة لا يخلو منها البيت العماني طيلة شهر رمضان، ولها أنواع عدّة تتفاوت في مكوّناتها، فمنها ما هو أسود اللون، ومنها ما هو أصفر، ومنها الأحمر، ويتم إضافة اللوز أو الفستق إليها، وفي بعض الأنواع يُضاف إليها «الكاجو» والزعفران والهيل والسمن العربي.

واعتدنا خلال شهر رمضان المبارك أن نلتقي مع مجموعة من شباب الحارة ونذهب إلى المسجد لصلاة العصر، ونجلس بعد الصلاة داخل المجلس لنقرأ القرآن الكريم، وبعد الانتهاء نذهب إلى منازلنا وقبل أذان المغرب يتوافد الأصدقاء والجيران وهم حاملون الأطباق العمانية اللذيذة متمنيين لنا صوما مقبولا وإفطارا شهيا.

وبعد الإفطار أخذ أبنائي ونذهب مع شباب الحارة إلى أحد المساجد لأداء صلاة التراويح، وبعد الانتهاء من صلاة التراويح نقوم بالتجمع في الحارة مع الشباب لشرب القهوة في أحد منازل الأصدقاء مع أكل الحلوى العمانية.

وعن الاستعداد لشهر رمضان في مصر يقول: يتحوّل الشارع المصري مع ثبوت رؤية الهلال إلى احتفالية جميلة، فتنشط حركة الناس في الأسواق لكي يقوموا بشراء حاجات رمضان المتعارف عليها وتتزين الشوارع بضجيج صوت الباعة والفوانيس الملونة،، وما يزيدها جمالا وهي الجميلة منظر الأطفال حاملين معهم فوانيس رمضان التقليدية وهم ينشدون قائلين: رمضان.....حلّو يا حلّو أجمل ما في مصر في رمضان صوت قارئي القرآن المعروفين الشيخ محمد رفعت والشيخ عبد الباسط عبد الصمد والشيخ محمد صديق المنشاوي والشيخ (رمضان عبد المعز) والمنشد الديني (مصطفى عاطف) ومحمود خليل الحصري وأدعية الشيخ محمد متولي الشعراوي في كل مكان في مصر للحفاظ على روحانية هذا الشهر الفضيل وصون عبادة الصيام.

وأضاف وائل سيد: المائدة الرمضانية المصرية غنية جدا ومتنوعة، حيث نبدأ إفطارنا بالتمر والرطب، مع شرب اللبن وقمر الدين والخروب ومشروب « الخشاف »، والعصائر الطازجة كالبرتقال أو المانجو والشمام، وبعد العودة من الصلاة، نبدأ بتناول الأطعمة مثل الملوخية والشوربة والخضار المشكلة، والمكرونة بالبشاميل، وتزدان المائدة المصرية بالسلطة الخضراء أو سلطة الزبادي بالخيار، ومحشي ورق عنب، والدجاج المشوي أو بعض المشويات كالكباب والكفتة وتتنافس النساء مع بعضهن في تحضير الإفطار وتبادل العزومات والولائم مع الأهل والأقارب.

وبعد الانتهاء من الإفطار لابد من التحلية ببعض الحلويات، مثل: الكنافة والقطايف والبقلاوة، والمهلّبية وأم علي، بلح الشام.

وواصل حديثه قائلا: عقب ذلك ننطلق لأداء صلاة التراويح في المسجد القريب من منزلي حيث يمتلئ بالمصلين من مختلف المراحل السنية وللنساء نصيبٌ، فلقد خصّصت كثير من المساجد قسما للنساء يؤدّون فيه هذه المشاعر وتُصلّى التراويح صلاة متوسّطة الطول حيث يقرأ الإمام فيها جزءا أو أقل منه بقليل، لكن ذلك ليس على عمومه، فهناك العديد من المساجد التي يُصلّي فيه المصلّون ثلاثة أجزاء، بل وُجد هناك من يُصلّي بعشرة أجزاء حيث يبدأ في الصلاة بعد العشاء وينتهي في ساعة متأخّرة في الليل.

وبعد الانتهاء من صلاه التراويح نلتقي مع الأصدقاء لتناول الشاي والقهوة والعصائر على المقاهي ، ومن ثم نذهب إلى صلاة التهجد ثم نعود إلى المنزل قبل أذان الفجر للسحور ومنها نخلد إلى النوم.