1348668
1348668
عمان اليوم

«مكونو» يغــادر ظــفـار.. جولات ميدانية لتقديم المساعدات وتعزيز احتياجات مراكز الإيواء

26 مايو 2018
26 مايو 2018

رسالة ظفار: عبدالله الخايفي ونوح المعمري -

رحل «مكونو» بسلام عن محافظة ظفار ليستيقظ أهلها والمقيمون بعد ليلة إعصارية ماطرة بغزارة بحمد الله على نسائم خريفية باردة ومنعشة وقليل من الأضرار المادية المتفرقة اقتصرت في كثير منها على قطع الأودية الجارية لبعض الطرق وسقوط الأشجار وبعض الأعمدة الكهربائية وغرق أعداد من السيارات في المناطق التي غمرتها المياه بكثافة عالية.

ومنذ الصباح الباكر ومع هدوء الأجواء كانت (عمان) حاضرة وقامت بجولات متعددة في عدد من ولايات المحافظة لمتابعة تأثيرات الحالة المدارية التي عبرت المحافظة وما خلفته من أضرار وسجلت بالكلمة والصورة الأعمال الميدانية التي قامت بها الجهات المختصة من خلال تقديم النجدة والمساعدات للمواطنين والمقيمين المتضررين من جراء الإعصار وتعزيز احتياجات مراكز الإيواء كما تابعت عمليات فتح الطرق وتصريف المياه بمشاركة قوات السلطان المسلحة وشرطة عمان السلطانية والدفاع المدني.

وكشف النهار عن تكدس عدد من السيارات في بعض الطرق والساحات المغمورة بالمياه كما امتلأت الأزقة في بعض الأحياء السكنية بالمياه وخاصة في الأماكن القديمة التي لا يتوفر فيها نظام لتصريف المياه فيما تناثرت أعداد كبيرة من الأجسام المتطايرة كخزانات المياه والألواح والقطع الخشبية والبلاستيكية كما تجمعت مخلفات الأشجار والمواد التي جرفتها الشعاب والأودية وسدت بها الممرات.

وفي ولاية صلالة التقت (عمان) مع حامد بن عوض صواخرون المدير العام المساعد للتنمية الاجتماعية بمحافظة ظفار لحظة مغادرته من زيارات ميدانية إلى المناطق الجبلية لمتابعة احتياجات المواطنين لمتابعة توفير الاحتياجات للمراكز الإيوائية من المواد الغذائية. وقال:

لدينا 62 مركز إيواء في المحافظة تضم حوالي 1600 أسرة عمانية بالإضافة إلى5857 وافدا.

وأكد على أن هذه المراكز كلها مهيأة وتتوفر بها كل الاحتياجات وهناك بعض المراكز لا يمكن الآن الوصول إليها ولكن هناك متابعة من خلال الجهات المختصة في كل ولاية.

أما تلك التي يصعب الوصول إليها فتتولاها الشرطة والعمليات والجيش معربا عن شكره لغرفة التجارة ممثلة في فرع الغرفة بصلالة على تقديمهم مساعدات كبيرة كما توجه بالشكر لكل الجهات على تعاونهم ومبادراتهم وكذلك للمتبرعين من رجال الأعمال حيث قدموا 21 بناية وشقة وهذه أدوار مقدرة.

من جانبه قال سالم بن عوض البراكة مدير الشؤون المالية والإدارية بالمديرية العامة للتنمية الاجتماعية بمحافظة ظفار: إن جولات ميدانية استطلاعية انطلقت منذ صباح امس لجميع المراكز الإيوائية على مستوى ولاية صلالة للتأكد من التموين والاطمئنان على جميع المتواجدين في مراكز الإيواء سواء كانوا عمانيين أو وافدين وتعزيزها بالمؤن رغم توفر الكثير من المواد الغذائية والمؤن في هذه المراكز ولكن للاطمئنان واضعين في الحسبان احتمالية هطول أمطار في الفترة المسائية.

وقال: سيلان الأودية لا يزال مستمرا نتيجة الأمطار الغزيرة التي هطلت وقطعت بعض الطرق ولكن نستخدم طرقا بديلة للقيام بأعمالنا والوصول إلى جميع المراكز.

وأوضح أن المناطق التي تتوفر بها طرق حديثة الحركة بها مفتوحة وسهلة ولكن هناك بعض الصعوبات في الوصول إلى المناطق التي بها طرق قديمة ولا يوجد بها تصريف للمياه إضافة إلى وجود الكثير من المعوقات في الشوارع مثل الأشجار المتساقطة وأشجار النارجيل وبعض التراكمات الطينية والأتربة في الشوارع ومع الإسناد من قبل الجيش والشرطة سيكون بالإمكان الوصول إلى هذه الأماكن.

بدوره تحدث سعيد بن احمد سعيدان مدير مساعد بالهيئة العمانية للأعمال الخيرية عن أدوارهم بعد مرور الإعصار وقال: قمنا بزيارة بعض مراكز الإيواء بولاية صلالة للاطلاع على احتياجات المراكز من المواد الغذائية والفرش مشيرا إلى وجود حوالي 800 شخص في بعض المراكز وأغلبهم من العمال الوافدين وبعض البنايات يوجد بها مواطنون وقمنا بتزويد هذه المراكز الإيوائية بالفرش والمواد الغذائية ونقل وجبات غذائية من المطاعم إلى هذه الأماكن للإفطار والسحور.والحمد لله الأمور تسير بشكل جيد.

وأكد أن مراكز الإيواء لم تتأثر ولكن بسبب قوة الرياح والأمطار دخلت المياه من خلال النوافذ ولكن تم تنظيف المدارس وهناك متابعة من وزارة التنمية الاجتماعية وشرطة عمان السلطانية في هذه المراكز.

وعلى صعيد متصل قال حسين بن حثيث بن معيوف البطحري رئيس غرفة تجارة وصناعة عمان في صلالة: إن ما يقارب من 15 عمارة كانت تحت تصرف الغرفة وانضم إليهم فريق تطوعي من أبناء المحافظة مشكورين حيث توحيد الجهود وتوزيع العمل على اربع لجان رئيسية ضمت الإيواء والتغذية والنقل ولجنة المتطوعين وقد وصل إلى المحافظة متطوعون مشكورين من نزوى ومسقط وأبلوا بلاء حسنا وقمنا بالتنسيق مع الجهات المعنية.

وأشار إلى أن هناك تنسيقا مع رجال الأعمال والمؤسسات وخاصة الشركات الغذائية فالغرفة تكمل الأدوار الحكومية التي قامت بها الجهات المختصة شاكرا الشركات المبادرة والمواطنين وكل المتطوعين من كل المحافظات.

وفي لقاءات مع عدد من المواطنين والوافدين قالوا: إن الأضرار التي وقعت جراء إعصار مكونو لم تكن جسيمة إنما طفيفة، ويعود ذلك للتوعية المتميزة التي قامت بها الجهات الحكومية، في التأكيد على ضرورة البقاء في الأماكن الآمنة وعدم الخروج من المنازل خلال فترة مرور الإعصار، وترك الأماكن المنخفضة التي من المتوقع أن تتأثر بشكل مباشر بأمواج البحر والأودية.

عدست «$» كانت حاضره في العديد من المواقع لتتعرف عن قرب على الأضرار التي سببها مكونو، وأخذ اللقاءات المتنوعة لمعرفة كيف مرت ليلة الإعصار على المواطنين وماذا اتخذوا من التدابير اللازمة لتقليل الخسائر.

ففي الدهاريز والحافة تحدث عدد من الوافدين بأنها كانت ليلة صعبة مرت عليهم بسبب سرعة الرياح وغزارة الأمطار مما تسبب في اقتلاع عدد من أشجار النارجيل وتكسر أشجار الموز، وعن مكان إقامتهم أشاروا بأن ليلة الإعصار كانت صعبة بسبب تطاير الأجسام غير الثابتة من حولهم.

كما أن سقف المنزل الذي يقطنوه كان غير محكم التثبيت لذلك أدت الرياح إلى اقتلاعه ونزول الأمطار بشكل مباشر عليهم.

وفي مشهد آخر قامت السلطات بإخراج جميع المواطنين والمقيمين من على الشريط الساحلي الممتد من الدهاريز إلى الحافة وذلك حفاظا على سلامة أرواحهم وإلى حين عبور الإعصار السلطنة بسلام.

وعبر المواطنون عن ارتياحهم للجهود المقدمة من أجل سلامة الأرواح، وأشادوا بالدور الكبير الذي لعبته السلطات المعنية في إصدار العديد من التحذيرات وبث التوعية لدى المواطنين والمقيمين، وحثهم بضرورة عدم ترك المنازل وأماكن الإيواء حتى تزول الحالة المدارية، وأوضح عدد منهم بأن الحركة خلال تأثيرات ليلة الإعصار كانت شبه معدومة، وهذا مؤشر طيب لتعاون المواطنين لنداء السلطات المعنية وتكاتف الجميع في التقليل من أضرار الحالة. وإن وجدت بعض الرعونة في المخاطرة بعبور الأودية أو الخروج من المنازل أثناء عبور الإعصار فهي تصرفات شخصية وقليلة.