إجلاء أكثر من 60 مواطنا ومواطنة إلى مراكز الإيواء ولا صحة لعودة مواطنين إلى «الحلانيات»

الشويمية تنقطع عن العالم لساعات طويلة بعد انقطاع طُرقها -

رسالة شليم – محمد بن حمد الصبحي -

شهدت ولاية شليم وجزر الحلانيات أمس استمرار هطول الأمطار الغزيرة التي على إثرها زادت قوة جريان الأودية في نيابات الولاية والمركزين الإداريين، مما أدى إلى انقطاع الحركة المرورية بين أجزاء الولاية، وخلفت الأمطار بعض الأضرار الخفيفة.

وقال سعادة الشيخ محمد طاهر باعمر والي شليم وجزر الحلانيات “إن ما يقارب 60 مواطنا ومواطنة نزحوا إلى أماكن الإيواء المخصصة في مركز الولاية، وما يقارب الـ 40 وفدا ووافدة، نصفهم في مركز الإيواء المخصص بمنطقة زخر.

بدون كهرباء

وأكد سعادة الشيخ أن بعض أجزاء الولاية انقطع منها التيار الكهربائي في ساعات متأخرة من مساء أمس الأول، ومنها مناطق ديمت، وزخر واجاريت، ووادي هك، حيث لم تستطع الجهات المختصة من الوصول إلى أماكن توليد الكهرباء في مرمول نتيجة الأمطار الغزيرة والرياح الشديدة التي تستمر حتى اليوم، ومن المؤمل أن يعور التيار الكهربائي لهذه المناطق لدى استقرار الحالة الاستثنائية التي تمر بها الولاية.

ولدى سؤال الشيخ أن الأضرار التي خلفها الإعصار في نيابة جزر الحلانيات قال إنه لا يمكن التكهن بمدى حجم الأضرار التي يمكن أن تكون قد حدثت في النيابة، مشيرا أنه سيتم إعلام المواطنين بعد زوال تأثير الخطر والفيضانات التي قد تضر بالنيابة، ولا يمكن الجزم بمتى سيعود المواطنون إلى الجزر ولكن الأكيد أنه لن يكن في اليومين القادمين.

لا صحة

وأكد أنه لا صحة لما يقال عن عودة بعض المواطنين للجزر للتأكد من سلامة ممتلكاتهم، وأنهم تجاوبوا بشكل مباشر مع تحذيرات الجهات المختصة وسارعوا إلى مراكز التجمع وتم نقلهم من الجزر إلى صلالة، ووصل عدد المواطنين الذين تم إجلاؤهم من الجزر حوالي 140 مواطنا ومواطنة .

وخلفت الأمطار بعض الأضرار الخفيفة بمركز الولاية منها سقوط بعض أشجار النخيل في الشارع الرئيسي بالولاية، وسقوط اللوائح الإرشادية الممودوة في الشارع المؤدي إلى نيابة الشويمية.

أضرار

وخلفت الأمطار التي هطلت أمس العديد من الأضرار الخفيفة والمتوسطة في أنحاء متفرقة من الولاية منها سقوط أحجام كبيرة من الصخور في عقبة نيابة الشويمية مما أدى إلى عزل النيابة عن الجميع لساعات طويلة حتى أمس، وتم إغلاق الطريق المؤدي إليها، وذلك لمخاطر تزحلق السيارات أثناء عبور العقبة، وتأثر العجلات بالصخور الموجود في الشارع.

قطع الحركة المرورية

وأدت الأمطار الغزيرة التي هطلت على ولاية شليم وجزر الحلانيات إلى جريان وادي شليم الذي قطع الحركة المرورية بين مركز الولاية ونيابة الشويمية، وأدى ذلك إلى انتظار العديد من المواطنين بين ضفتي الوادي لحين هبوط مستوى المياه فيه.

وقد جازف بعض المواطنين بحياتهم في عبور الوادي مما أدى إلى تعطل بعض السيارات في عرض الوادي، وطلب أصحابها الاستغاثة من المواطنين المنتظرين قرب الوادي، والاتصال بالجهات المختصة، وقد تدخل مواطنون في العديد من هذه الحالات وتم إخراج العالقين في الوادي بسلام.

وتدخلت دوريات شرطة عمان السلطانية من أجل منع العبور في ظل عدم انخفاض منسوب الوادي، ومكث المواطنين ساعات في الموقع لحد هبوط مستوى قوة جريان الوادي، وسماح الشرطة لهم بالعبور، ورغم كافة التحذيرات إلا أن بعض المواطنين لم يعيروا أي اهتمام لتلك التحذيرات، حيث تعطلت أكثر من سيارة في عرض الوادي.

ولدى زيارة الأماكن المتأثرة جرى الإعصار في نيابة الشويمية أتضح أن هناك أضرارا طفيفة على بعض المباني، وكذلك على قوارب الصيد القريبة من البحر، كما خلف الإعصار ضررا في إحدى المركبات الواقفة في الوادي، وذلك بعد أن ركنها صاحبها في منطقة منخفضة أدت إلى جرفها لمسافة، وتأثر بعض أجزائها.

وتواصل أمواج البحر في الشويمية ارتفاعها بشكل كبير وهيجانها، حيث لم يسمح حتى أمس للصيادين بارتياد البحر كون الأمواج والبحر لا يزال في هيجان مستمر.

كما سالت على إثر الأمطار بعض شعاب الشويمية ووادي النيابة، مخلفة أضرارا متوسطة في “العزب” الموجودة في عرض الوادي، وشاهد مواطنون بعض المواشي وهي تتعرض للمياه، بعد أن تركها مالكوها في عرض الوادي.

وخلف وادي الشويمية أضرارا متفرقة على “العزب” حيث دمر بعضها بشكل كامل في حين تضررت بعضها الآخر بدرجة متوسطة، ولدى سؤال بعض المواطنين أكدوا أن هناك بعض الحيوانات الموجودة في هذه “العزب” ولا يعلمون كيف حالة تلك الأغنام والمواشي، كما أن العديد من هذه العزب كانت غارقة تحت الوادي.

وتضررت بعض خطوط المياه في نيابة الشويمة نتيجة جريان الأودية.

وأكد مساعد والي شليم وشربثات سعادة الشيخ محمد البطحري أن عند ساعات متأخرة من مساء أمس الأول تم التأكد من خلو المناطق المنخفضة قرب شاطئ البحر من الأيدي العاملة الوافدة، وإجلائهم إلى مركزي الإيواء، وتوفير كاف المستلزمات والمؤن الضرورية لحين مرور تأثير الإعصار.

وأضاف حتى اللحظة لم يتم حصر الممتلكات المتضررة من الإعصار، ولكن الأهم سلامة المواطنين والمقيمين في النيابة، وهناك فريق مختص سيقوم بزيارة الأماكن المتضررة من الإعصار وهي الأماكن المنخفضة القريبة من شاطئ البحر.

ويواصل البحر هيجانه بقوة كبيرة في نيابة شربثات الأمر الذي يساهم منع مرتادي البحر من الولوج إليه.

ولدى زيارة الطرق المؤدية إلى نيابة شربثات، هناك ترسبات رملية وصخور عالقة في الوادي الأمر الذي يؤدي إلى تعلق بعض السيارة في الأودية المؤدية إلى النيابة.

1000 نازح

كما استمرت اللجنة الفرعية بتجهيز مراكز الإيواء في نيابة شربثات التي يوجد بها مركزان للإيواء متمثلة في مدرسة شربثات للتعليم الأساسي، وقاعة المناسبات الكبيرة، حيث وصل عدد النازحين خلال مرور الإعصار إلى قرابة الـ 1000 نازح من جنسيات أسيوية. يذكر أن جميع الفرق المشكلة للحالة المدارية تعمل بشكل مستمر على توفير كافة المستلزمات في مراكز الإيواء، والبالغ عددها خمسة مراكز موزعة في مركز ونيابات الولاية، حيث تم تجهيز صالات الأفراح والمناسبات ومدرسة الولاية كمراكز إيواء.

يذكر أن ولاية شليم وجزر الحلانيات هي إحدى ولايات محافظة ظفار وهي أكبر ولاية في السلطنة من حيث المساحة تقع على بعد 310 كم من صلالة، وبها 3 نيابات وهي الشويمية وديميت وجزر الحلانيات (أربع جزر تقع في بحر العرب) ومركزان إداريان شربثات وكوبوت.