1348469
1348469
العرب والعالم

التوقعات تتصاعد بعقد قمة بين واشنطن وبيونج يانج بعد تصريحات ترامب

26 مايو 2018
26 مايو 2018

رئيسا الكوريتين يلتقيان في المنطقة منزوعة السلاح -

سول - (أ ف ب - رويترز) - زادت توقعات عقد اجتماع قمة بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية بعدما قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن واشنطن تجري «محادثات بناءة» مع بيونج يانج بشأن عقد القمة من جديد في 12 يونيو القادم في سنغافورة.

وقالت مجلة بوليتيكو إن فريقا يضم 30 من المسؤولين في البيت الأبيض ووزارة الخارجية يستعد للسفر إلى سنغافورة في مطلع الأسبوع الحالي.

وكانت رويترز ذكرت الأسبوع الماضي أنه من المقرر أن يناقش الفريق جدول أعمال وتجهيزات القمة مع مسؤولي كوريا الشمالية.

وقال مسؤولون أمريكيون طلبوا عدم نشر أسمائهم إن الوفد يشمل جوزيف هاجن نائب كبير موظفي البيت الأبيض وميرا ريكارديل نائبة مستشار الأمن القومي. وكان ترامب قال في تغريدة على موقع تويتر في وقت متأخر أمس الأول «نجري محادثات بناءة للغاية مع كوريا الشمالية بشأن عقد اجتماع القمة من جديد والذي إذا حدث من المرجح أن يبقى في سنغافورة في نفس الموعد وهو الثاني عشر من يونيو. وإذا كان ضروريا سيتم تمديده إلى ما بعد هذا الموعد».

وألمح ترامب في وقت سابق إلى أنه من الممكن إنقاذ القمة بعدما رحب ببيان تصالحي من كوريا الشمالية وقال إن يبقى منفتحا على إجراء محادثات.

وقال ترامب للصحفيين في البيت الأبيض «البيان الذي أصدروه كان لطيفا جدا...سنرى ما سيحدث.نتحدث معهم الآن. قد (تعقد القمة) في الثاني عشر. يريدون بشدة القيام بذلك. نريد القيام بذلك». جاء تعليق ترامب بشأن اجتماع القمة مع زعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون بعد يوم من إلغائه الاجتماع بسبب ما وصفه بأنه «عداء صريح» من جانب بيونج يانج.

وردا على ذلك قال المتحدث باسم رئيس كوريا الجنوبية «نحن متفائلون على نحو حذر بأن الأمل ما زال موجودا لحوار بين أمريكا وكوريا الشمالية. نواصل متابعة التطورات بدقة».

تصريحات وردود أفعال

اتفق كيم وترامب في الشهر الجاري على القمة بعد أعوام من التوتر بسبب برنامج كوريا الشمالية للأسلحة النووية.

وفي حالة عقد القمة ستصبح الأولى بين رئيس أمريكي في منصبه وزعيم لكوريا الشمالية.وجاءت خطط عقد القمة بعد أشهر من حرب كلامية شهدت تهديدات وإهانات متبادلة بين الزعيمين بسبب تطوير كوريا الشمالية صواريخ يمكن أن تصل إلى الولايات المتحدة.

وألغى ترامب القمة التي كانت ستعقد في سنغافورة في خطاب أرسله إلى كيم الخميس الماضي بعد تهديدات متكررة من كوريا الشمالية بالانسحاب منها بسبب ما اعتبرته تصريحات من مسؤولين أمريكيين تتسم بالتحدي وتطالب بنزع السلاح بشكل أحادي فيما أرجع ترامب سبب إلغاء القمة إلى عداء من كوريا الشمالية.وفي بيونج يانج قال كيم كي جوان نائب وزير خارجية كوريا الشمالية إن الانتقادات التي وجهتها بلاده في الآونة الأخيرة لمسؤولين أمريكيين بعينهم كانت رد فعل على تصريحات أمريكية وإن الخلافات الحالية توضح «الحاجة الملحة» لعقد القمة.وقال إن كوريا الشمالية تشعر بالأسف لقرار ترامب إلغاء القمة وإنها تظل منفتحة على حل المشكلات «بأي طريقة وفي أي وقت».

وأشار إلى أن كوريا الشمالية تقدر قرار ترامب الجريء بالسعي لعقد اجتماع قمة مع بيونج يانج.

وأضاف «نحن نأمل من أعماقنا أن تساعد ما تسمى بصيغة ترامب في تهدئة مخاوف الجانبين وتفي بمطالبنا وأن تكون وسيلة حكيمة ذات تأثير ملحوظ في حل الأمر».

ومضت كوريا الشمالية قدما أيضا في مساعيها تفكيك موقعها الوحيد المعروف للتجارب النووية.

وغادر عشرات من الصحفيين الدوليين كوريا الشمالية أمس بعد متابعة تدمير موقع بونجي-ري الذي يتكون من أنفاق محفورة تحت الأرض والذي أُجريت منه جميع تجارب كوريا الشمالية النووية الست بما في ذلك آخر تجربة وأكبرها في سبتمبر.

عمل دبلوماسي

تسبب أحدث تغيير مفاجئ في موقف ترامب في ارتباك للمسؤولين في واشنطن.

وقال وزير الدفاع جيم ماتيس للصحفيين إن الدبلوماسيين «لا يزالون يعملون» وقال إن ترامب أرسل تحذيرا بشأن القمة التي قد تعقد «إذا تمكن دبلوماسيونا من إعادتها إلى مسارها».

وأحجمت كاتينا آدمز المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية عن الإدلاء بتفاصيل عن أي اتصالات دبلوماسية لكنها قالت «كما قال الرئيس في خطابه للزعيم كيم .. الحوار بين الدولتين هو الحوار الوحيد المهم . إذا كانت كوريا الشمالية جادة فنحن نتطلع إلى السماع منهم من مستويات رفيعة».

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض سارة ساندرز للصحفيين إن ترامب لم يرغب في أن يكون الاجتماع «مجرد إبهار سياسي». وقالت «إنه يريد أن يحصل على أمر يدوم طويلا وحل فعلي حقيقي . وإذا كانوا مستعدين لفعل ذلك ... فنحن بالتأكيد مستعدون لعقد هذه المحادثات».

في غضون ذلك أعلنت كوريا الجنوبية أن رئيسها مون جاي أن التقى الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ اون أمس في المنطقة المنزوعة السلاح الفاصلة بين البلدين، غداة تأكيد الرئيس الأمريكي أن عقد قمته مع بيونج يانج لا يزال ممكنا.

وأعلنت الرئاسة الكورية الجنوبية أن الزعيمين أجريا محادثات استمرت ساعتين في قرية بانمونجوم الحدودية حيث التقيا في 27 أبريل ونشرا إعلانا مشتركا التزما فيه تحسين العلاقات بينهما.وقالت الرئاسة الكورية الجنوبية في بيان أن الرئيس جاي ان وكيم جونج اون «تبادلا وجهات النظر وناقشا سبل تطبيق إعلان بانمونجوم وضمان انعقاد قمة ناجحة بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية»، مضيفة أن مون سيصدر بيانا صباح اليوم.

ونشرت الرئاسة الكورية الجنوبية صورا تظهر مون وكيم يتصافحان إضافة إلى شقيقة هذا الأخير، كيم يو جونج التي لعبت دورا مهما في الآونة الأخيرة في المحادثات مع الجنوب، خصوصا عندما زارت كوريا الجنوبية على رأس وفد لمناسبة الألعاب الأولمبية الشتوية في فبراير.وعُقد اللقاء بين مون وكيم في مبنى يقع في الجهة الشمالية من قرية بانمونجوم، حيث تم توقيع الهدنة بين الكوريتين عام 1953.