1348172
1348172
العرب والعالم

الجيش اليمني يستعيد مواقع استراتيجية في الحديدة وحجّة

26 مايو 2018
26 مايو 2018

مسؤول أممي يحذّر من تفاقم الأزمة الإنسانية -

صنعاء- «عمان»- جمال مجاهد -

واصلت قوات الجيش اليمني «الموالي للشرعية» مسنودة بالمقاومة الشعبية والتحالف العربي بقيادة السعودية، تقدّمها الميداني في جبهة الساحل الغربي جنوب محافظة الحديدة، وسط انهيار كبير في صفوف مسلّحي جماعة «أنصار الله». ونقل المركز الإعلامي للقوات المسلّحة عن مصدر عسكري أمس أن أفراد الجيش الوطني، تمكّنوا من تحرير مفرق زبيد والفازة، وعدد من المواقع الاستراتيجية، وذلك بعد ساعات من السيطرة على الخط الرابط بين مديريتي التحيتا وزبيد وتحرير أولى مناطق زبيد.

وأضاف المصدر أن المعارك المتواصلة أسفرت عن خسائر بشرية ومادية كبيرة في صفوف المسلّحين، فيما استعاد أفراد الجيش كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر المتنوعة.

ولفت إلى أن التقدّم الكبير الذي أحرزته قوات الجيش، جاء بإسناد مباشر من طيران التحالف العربي، حيث استهدفت المقاتلات مواقع وتعزيزات للمسلّحين في مواقع متفرّقة وكبّدتهم خسائر كبيرة في العتاد والأرواح.

وأشار إلى أن المعارك لا تزال مستمرة حتى اللحظة، وسط تقدّم متسارع نحو تحرير مدينة زبيد. كما شنّ الطيران السعودي أربع غارات على مركز للصيّادين في منطقة العرج بمديرية باجل بمحافظة الحديدة ما أدّى إلى تدمير عدد من الزوارق. وقتل شخص إثر غارة للطيران السعودي على قرية السويق بمديرية التحتيا بمحافظة الحديدة. وقتلت امرأتان وأصيبت ثالثة بجروح، إثر غارة للطيران السعودي استهدفت منزلاً في منطقة العبلة بمديرية حرف سفيان في محافظة عمران «شمال صنعاء». كما حرّرت قوات الجيش الوطني أمس، مواقع جديدة شرق مدينة حرض في محافظة حجّة «شمال غرب اليمن». وذكر مصدر عسكري أن قوات الجيش الوطني تمكّنت من تأمين جبل الإشارة الاستراتيجي والجبال المطلة على الطريق الإسفلتي الرابط بين خط صعدة والمزرق. وأضاف إن قوات الجيش حرّرت أيضاً قرى المدب والغرزة شرق حرض، لافتاً إلى أن معسكر المزرق أصبح تحت مرمى نيران قوات الجيش.

وأكد المصدر العسكري أن المعارك أسفرت عن تكبيد المسلّحين خسائر بشرية كبيرة، علاوة على تدمير عدد من الآليات القتالية التابعة لهم. وأوضح المصدر أن قوات الجيش استعادت كميات كبيرة من الأسلحة المتنوعة، فيما نزعت الفرق الهندسية التابعة للجيش عشرات الألغام الأرضية والعبوات التي زرعها المسلّحون في محاولة فاشلة منها لتقدّم أفراد الجيش الوطني. من ناحية أخرى، أعلنت منظّمة الصحة العالمية أنه سجّل حتى الآن حوالي 1800 حالة اشتباه بمرض الدفتيريا (الخنّاق) و94 حالة وفاة مرتبطة في 196 مديرية في 20 محافظة يمنية. وقالت المنظّمة أمس في منشور على صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» إن صنعاء وإب والحديدة تمثّل أكثر المحافظات تضرّراً. وأشارت إلى أنها نفّذت والسلطات الصحية واليونيسيف والبنك الدولي مؤخّراً الجولة الثانية من حملة التحصين ضد الدفتيريا في 39 مديرية مستهدفة 2.69 مليون طفل تتراوح أعمارهم بين 6 أسابيع وحتى 15 عاماً. وخلال الحملة، تم إضافة 23 مديرية جديدة لتطعيم حوالي 401 ألف طفل ضد الدفتيريا وحوالي 389 ألف طفل ضد الحصبة والحصبة الألمانية.

وأوصلت منظّمة الصحة العالمية أكثر من 21 طنا من الأدوية والمستلزمات الطبية المنقذة للحياة لليمن. فقد حطّت طائرتان في مطار صنعاء هذا الأسبوع على متنها شحنات أدوية ومستلزمات لعلاج الإصابات الطارئة لتلبية احتياجات 3200 من المرضى الذين يحتاجون إلى الرعاية الجراحية، بالإضافة إلى مختلف أنواع الأدوية لعلاج الأمراض غير المعدية.

وشملت هذه الشحنات أيضاً أجهزة منقذة للحياة تستخدم لإنعاش المرضى المصابين بجروح خطيرة أو المصابين بأمراض خطيرة في غرف العناية المركّزة. كما تضمّنت الشحنات مستلزمات علاج الكوليرا استعداداً لموجة الكوليرا المحتملة. وأكدت المنظّمة أنها «تعمل مع شركائها لتوسيع الاستجابة لهذه الاحتياجات الصحية الملحّة، وبفضل الدعم السخي من البنك الدولي، وإدارة المعونة الإنسانية والحماية المدنية في المفوّضية الأوروبية ومكتب المساعدة الأمريكية الخارجية في حالات الكوارث التابع للوكالة الأمريكية للتنمية وألمانيا تم توفير هذه الإمدادات الصحية المنقذة للحياة». في غضون ذلك ، أعرب وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسّق الإغاثة الطارئة مارك لوكوك عن قلقه إزاء الأوضاع الإنسانية في اليمن، حيث يحتاج أكثر من 22 مليون شخص في اليمن إلى مساعدات إنسانية أو حماية، فيما يعاني نحو 8.4 مليون شخص من انعدام أمن غذائي شديد ومن خطر المجاعة، محذّراً من أنه إذا لم تتحسّن الظروف، سيقع 10 ملايين شخص آخر في هذه الفئة بحلول نهاية العام. وأشار المسؤول الأممي في بيان صحفي إلى أن ربع أطفال اليمن خارج مقاعد الدراسة، بما يحرمهم من الفرص ويجعلهم أكثر عرضة لمخاطر التجنيد من قبل الجماعات المسلّحة وغيرها من الانتهاكات، كما أن الموظّفين المدنيين من المدرّسين والعاملين الصحيين في المناطق الشمالية لم يتلقّوا أجورهم بعد.

وتابع منسّق الإغاثة الطارئة «إن الوكالات الإنسانية تواجه قيوداً متزايدة تفرضها السلطات على عملها في المناطق الشمالية. ويجري احتجاز الموظّفين الإنسانيين وترهيبهم وتأخّر تأشيراتهم وحرمانهم منها. يتم التدخّل في البرامج والبعثات بطرق تتناقض مع المبادئ الإنسانية».

وبينما استمرّت المعونة في التدفّق إلى اليمن في الآونة الأخيرة، تظل واردات الأغذية والوقود التجارية أقل بكثير مقارنةً بمستويات ما قبل الحصار.

وفي هذا الصدد، أعرب لوكوك عن قلقه الخاص إزاء الانخفاض الأخير في واردات الأغذية التجارية عبر موانئ البحر الأحمر.

وقال «إن الضغط على العملة وأزمة السيولة في النظام المصرفي اليمني يجعل الاستيراد غير مجد بالنسبة للتجّار.. كما يساورني القلق من استمرار حظر الإمدادات الإنسانية الرئيسية، بما في ذلك المواد اللازمة للتصدّي لتفشّي وباء الكوليرا».

وأشار لوكوك إلى أن الغارات الجوية تعرّض حياة العديد من اليمنيين إلى خطر، وتتسبّب في أعداد كبيرة من القتلى المدنيين. فمنذ ديسمبر الماضي، أدّى تصاعد النزاع على طول الساحل الغربي وفي تعز إلى نزوح أكثر من 130 ألف شخص، بالإضافة إلى حوالي 3 ملايين شخص أجبروا على النزوح من ديارهم منذ عام 2015.

وقال أيضاً إن العديد من الصواريخ العشوائية التي تطلقها قوات «أنصار الله» على الأراضي السعودية تضيف بعداً إضافياً للصراع وتضع مزيداً من المدنيين في خطر.

ودعا وكيل الأمين العام جميع أطراف النزاع إلى احترام التزاماتها بموجب القانون الإنساني الدولي والتأكد من القيام بكل ما هو ممكن لحماية المدنيين، مؤكداً أن «الوكالات الإنسانية على أهبة الاستعداد لزيادة توصيل المساعدات لشعب اليمن.»

كما رحّب بالقرار الذي اتّخذته جميع الأطراف بفتح جسر جوي طبي من صنعاء إلى السعودية ومصر لنقل المرضى الذين يعانون من ظروف لا يمكن علاجها في اليمن إلى مرافق يمكنهم تلقّي المساعدة التي يحتاجون إليها.

وحثّ وكيل الأمين العام جميع الأطراف على الانخراط بشكل مفيد مع الأمم المتحدة، دون شروط مسبقة، للتوصّل إلى تسوية دائمة تفاوضية لتحقيق سلام مستدام.