hamed
hamed
أعمدة

عين على الثقافة المرورية - القيادة في الظروف العاتية !

26 مايو 2018
26 مايو 2018

حمد بن سالم العلوي/ خبير مروري -

[email protected] -

ليس سواء أن يقود المرء مركبته في الظروف العادية، والظروف المناخية الطارئة، خاصة تلك العاتية منها، فالقيادة أو السياقة حسب تعريف قانون المرور الجديد، تكون خطرة جدا في الأنواء المناخية كالتي رافقت إعصار «مكونو» حيث بلغت سرعة الرياح أكثر من 150 كيلومترا في الساعة، فالذي لا يعرف معنى لهذه السرعة، فإنه ينظر إليها مجرد هواء، وقد يغرب عن باله أن طائرة الشحن العسكرية الثقيلة، عندما تسرع في الهواء يرفعها من الأرض، وقد تحمل في جوفها مجموعة من الدبابات، التي تزن كل واحدة منها بين ستين وتسعين طنا، هذا إذا نحن أسرعنا في الهواء، ولكن بعض السائقين، لا يعرف إذا الهواء أسرع باتجاهه، ماذا سيفعل به وبمركبته؟! وقد يرى بأم عينه كيف تقتلع الريح الأشجار وتطيرها في الجو، أيظن أنه بإمكانه أن يقطع الرياح بسيارته دون أذى؟! ألم يفكر أن السيارة قد تطير في الهواء كقطعة ورق؟!

إن التصارع مع الرياح، يُعدُّ ضربا من الجنون، فما بال من يستهويه التصارع مع مياه الأمطار، وهي الأكثر خطورة منها، لأن المياه قد تجرف السيارة وتغرقها بمن فيها، ولنا في تجارب الآخرين السابقة والفاشلة موعظة لمن يتعظ، ومن فوائد وسائل التواصل الحديثة، أنها تنقل الأحداث بالصوت والصورة، وفي الوقت والآن بين الناس دون إخراج أو تصرف بها، ومع ذلك لا تجد من يأخذ العبرة إلا العدد القليل، وكأن الناس يرون في أنفسهم أنهم صناع المعجزات، وأنهم غير بقية الناس، وأن لهم قدرات خارقة لم تتوفر لسابقيهم، فتدفعهم إلى تحدي الأودية الجارفة، فيعيدون التجربة للتحقق بأنفسهم، والمؤسف أن المجرب الجديد، قد يذهب طي تجاربه، فلا يستفيد هو منها، وفي الوقت نفسه تظل ضعيفة الأثر على غيره، وهكذا دواليك.

لذلك على الدولة أن تحسم الأمر مع المغامرين، وذلك بسن قوانين مشددة ضد هؤلاء هواة التجريب المحكوم عليه بالفشل المحتم، بحيث تكون قامعة للمتهورين، ورادعة لغيرهم من المقلدين، فعلى سبيل المثال، يقرر سحب الرخصة من السائق لمدة مؤقتة، وفي حالة التكرار يتم سحبها سحبا مطلقا، لأن المسألة لن تتوقف مع الحالة الواقع عليها الخطر أي المتسبب، فهناك آثار سلبية كثيرة سيخلفها ذلك المتهورة، فهناك إشغال كبير لطواقم الإنقاذ، وقد لا يكون السائق وحدها بالسيارة، وإنما أنفس أخرى ممن يركبون معه، وهناك أذى سيقع على الأهل، وأذى نفسي على المجتمع عامة، وذلك من غير الخسائر المادية الكبيرة .. وختاما نحمد الله على لطفه بخلقه، وصرف الإعصار عن عُمان ودول الجوار بأقل الأضرار.*اعلم أخي السائق:{أن القيادة، فن، وذوق، وأخلاق، وأنت عقل السيارة، فهي لا عقل لها}، قال تعالى: {.. وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوَاْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} البقرة (195).