oman-logo-new
oman-logo-new
كلمة عمان

تكاتف الجهود لتجاوز آثار الإعصار «مكونو»

26 مايو 2018
26 مايو 2018

مع دخول الحالة المدارية «إعصار مكونو» مرحلته الأخيرة أمس بتحوله إلى عاصفة مدارية ، بعد أن كان إعصارا من الحالة الثانية ، وبعد هطول أمطار شديدة الغزارة على ولايات محافظتي ظفار والوسطى ، وما ترتب على ذلك من أضرار في بعض الممتلكات والمرافق ، مثل بعض الطرق وأعمدة الإنارة وعمليات الاتصالات في بعض الولايات ، لفترات مختلفة ، فإنه من المهم والضروري الإشارة إلى أن ما تم خلال الآونة الأخيرة من حالة استنفار ، متدرجة وفعالة وعالية المستوى ، وما ظهر على أرض الواقع من استعدادات لكافة أجهزة الدولة ، بما في ذلك قوات السلطان المسلحة بأفرعها وتشكيلاتها المختلفة وشرطة عمان السلطانية ، وتعاون المواطنين والمتطوعين ، وهو ما كان له أثره الكبير والملموس أيضا في إخلاء وإيواء نحو عشرة آلاف من المواطنين والمقيمين في ولايات محافظتي ظفار والوسطى ، واستيعابهم في نحو خمسة وستين مركز إيواء في المحافظتين ، مجهزة بكل مستلزمات الإغاثة ، فضلا عن فعالية الاستعدادات الصحية والخدمية ، هو أمر يبعث على السرور والاعتزاز بهذا المستوى من الاستعداد واليقظة والمسؤولية والتعامل مع الحالة المناخية على مدار الساعة وفي كل مراحلها ، بغض النظر عن المخاطر المصاحبة لذلك ، فتحية لأبنائنا وشبابنا في كل المواقع وعلى كل المستويات ، الحكومية والشعبية ، وتحية لكل المسؤولين والقيادات في كل المستويات الإدارية والتنفيذية ، الذين واكبوا الأحداث وتفاعلوا معها باهتمام والتزام وحرص على الحد من أضرارها ، فما حدث خلال الأيام الأخيرة يظهر مرة أخرى أصالة المعدن العماني وعمق التماسك والتكافل والترابط الذي يرتكز على أسس راسخة ، عمقها دوما حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه - حيث يتابع جلالته - أعزه الله - كل التطورات أولا بأول للاطمئنان على سلامة المواطنين والمقيمين وحماية مرافق ومكتسبات النهضة المباركة .

ومع الوضع في الاعتبار استمرار هطول الأمطار بمستويات متفرقة ، فإن مما له دلالة عميقة أن وحدات الهندسة بقوات السلطان المسلحة ومجموعات العمل التابعة لعدة جهات أخرى بدأت بالفعل العمل من أجل التغلب على الأضرار التي صاحبت الحالة المدارية ، خاصة فيما يتصل بالعمل على إعادة فتح الطريق ، وإزالة أية انهيارات جبلية على جوانب بعضها ، وإصلاح أية أضرار في شبكات الكهرباء بسبب سقوط بعض أعمدة الإنارة في بعض الولايات ، والاطمئنان على استيعاب السدود لكميات المياه الكبيرة ، وشفط المياه من بعض البرك التي تجمعت ، وغير ذلك من أعمال إعادة الطرق والمرافق إلى ما كانت عليه قبل الحالة المدارية ، وهو ما يحتاج بالضرورة إلى تعاون كل الجهات ، ليس فقط على مستوى محافظتي ظفار والوسطى ، ولكن على المستوى الوطني من أجل تقليل المدة الزمنية لتجاوز تلك الأضرار ، وكما تعاونت محافظات السلطنة عام 2007 في مواجهة آثار الحالة المناخية الاستثنائية «جونو» ، فإن تعاون محافظة مسقط ومحافظات أخرى ، وتقديم ما يمكنها وكذلك تعاون المواطنين ، عبر مجموعات المتطوعين وبشكل منظم ومتكامل مع جهود الجهات المعنية الأخرى ، من شأنه أن يسرع بإعادة الأمور إلى حالتها الطبيعية وتجاوز أية أضرار حدثت ، وهذه هو ديدن الشعب العماني القوي والوفي والمتماسك والقادر بإمكاناته الذاتية والحمد لله ، على التغلب على أية تحديات في ظل القيادة الحكيمة لجلالة السلطان المعظم - حفظه الله ورعاه .