1347892
1347892
الاقتصادية

اتجاه حركة الاستثمار في المستقبل محور الجلسة النقاشية لمنتدى الشباب

26 مايو 2018
26 مايو 2018

ناقشت التحديات والفرص الناجمة عن الثورة الصناعية الرابعة -

كتبت - رحمة الكلبانية -

تواجه الكثير من دول العالم اليوم تحديا يكمن في اللحاق ومجابهة التغييرات السريعة التي تفرضها التكنولوجيا والتقنيات الحديثة للحد من تأثيراتها السلبية والاستفادة من التسهيلات التي ستقدمها في مجالات الحياة المختلفة الاقتصادية والأمنية والحيوية وغيرها، وهذا ما تناولته آخر جلسات منتدى الشباب الذي عقدها بيت الزبير مؤخرا بمشاركة عدد من الشخصيات العمانية البارزة في المجال الاقتصادي، حاورهم خلالها الدكتور أحمد كشوب، رئيس قطاع الاستثمار بشركة «تنمية».

تناول المتحدثون خلال الجلسة الحوارية التي حملت اسم « إلى أين تتجه حركة الاستثمار في المستقبل»، مفاهيم الثورة الصناعية الرابعة أو التكنولوجية الرابعة كما وصفها البعض وتطرقوا للتحديات التي ستفرضها هذه الثورة بالإضافة إلى المهارات والإجراءات التي يجب التسلح بها لمواكبة التغيرات القادمة ومدى استعداد السلطنة لها.

وقالت آن الكندية، نائبة رئيس اللجنة الوطنية للشباب بأنها لا تتفق مع تسمية الثورة الصناعية الرابعة بهذا الإسم، وقامت بتعريفها على أنها ثورة تكنولوجية تدمج كلا من التقنيات المادية والرقمية والحيوية لإنتاج خدمات ومنتجات غير مسبوقة. ويقصد بالتكنولوجيا المادية هنا الروبوتات والسيارات ذات القيادة الذاتية ويقصد بالرقمية انترنت الأشياء، أما الحيوية يقصد بها علم الوراثة والجينات وايجاد حلول للقضاء على أمراض لم يكن من الممكن مجابهتها من قبل. وأضافت أنه بحلول هذه الثورة سيتغير كل شيء حولنا.

وبالرغم من الفرص الجديدة التي ستخلقها الثورة التكنولوجية القادمة تعتقد آن بأنها ايضا ستفقد الكثيرين وظائفهم الحالية وستخلق تحديات عديدة أمامنا ان لم نكن مستعدين لها. وحول هذه التحديات تقول الكندية: مع ما توفره التكنولوجيا والعالم المفتوح اليوم، يبقى عائق واحد أمام الإنسان وهو نفسه، ونرى بأن السلطنة بدأت تخطو بعض الخطوات لمواكبة التغيرات التكنولوجية القادمة من خلال بعض السياسات والاستراتيجيات كاستراتيجية الابتكار، ولكن حتى ضمن هذه الاستراتيجية فإننا نحتاج لاستراتيجيات عدة تتعلق بالثورة الصناعية الرابعة وغيرها ذات الصلة. وأشارت آن خلال حديثها عن التحديات الى أن الاقتصاد المبني على المعرفة يقوم أساسه على المهارات البشرية والتعليم ، وعدم وجود مثل هذه المهارات عند الأفراد سيشكل تحديا عند التوجه للعالم الجديد الذي ستخلقه هذه الثورة ومن أهم هذه المهارات هي التفكير النقدي والتي تمكن مالكها من الدخول في كافة المجالات.

وقال د. يوسف البلوشي، خبير اقتصادي بمكتب الرؤية المستقبلية عمان 2040 بأن الثورة الصناعية أو ما تتبعها من ثورات ستقوم بتغيير جميع مقاييس العملية الاقتصادية، حتى الوقود والذي تقوم عليه اليوم اقتصادات الكثير من الدول سيتعرض لتهديدات كبيرة من خلال انخفاض الطلب جراء انتشار استخدام الطاقات المتجددة، وزيادة العرض نتيجة انتشار التقنيات التي ستسهل استخراج النفط الصخري بشكل اسهل وبتكلفة أقل. وبأن السلطنة تمتلك مساحة جيدة لتتحول لنموذج جديد، نموذج قوامه الإنسان.

ويعتقد البلوشي بأن هناك مبالغة في مفهوم الثورة الصناعية الرابعة، وبأنها لا تمثل تهديدا للسلطنة كما يعتقد الكثيرون، وبأن من عليه أن يقلق من هذه الثورة هم القائمون على الصناعة وبأننا في عمان نملك الكثير من الثروات الطبيعية التي لم نستغلها بعد ومن الممكن أن نستفيد مما تخلقه هذه الثروة في جلب أفضل التقنيات التي من الممكن أن تخدم المشاريع القائمة لدينا كقيمة مضافة لها، وقال: لا يمكننا أن نتقدم دون ان نعتمد على انفسنا من خلال صناعة وتوفير ملبسنا ومأكلنا بأنفسنا، ولا يمكننا معالجة الهشاشة التي يعاني منها الاقتصاد العماني اليوم إلا من خلال الانتاج.

وتحدث طلال البلوشي، مدرب في مجال الإدارة عن الثورات الصناعية الثالثة السابقة وقال: ان الثورة الأولى ركزت على استبدال الجهد العضلي بقوة الآلة، فيما قامت الثورة الصناعية الثانية على استبدال بعض الوظائف العقلية للإنسان بالآلات خاصة في المصانع، اما الثالثة فكانت معلوماتية تعتمد على الحواسب الآلية والانترنت، وتكمن أهميتها في نجاح الجنس البشري بإيجاد لغة لمخاطبة الآلة، في حين ستحقق الثورة الصناعية الرابعة مفهوم أن تخاطب الآلة الآلة نفسها فيما يسمى بإنترنت الأشياء وأن تخاطب الآلة الإنسان فيما يسمى بالذكاء الصناعي .

ويشير بعض الخبراء الى أن الثورة الصناعية الرابعة كانت قد بدأت بالفعل في عام 2014 وبأنها ستبدأ بالتسارع بشكل كبير جدا بحلول عام 2020 ، وقال البلوشي: ان لم نستطع خلال السنوات القليلة القادمة من اللحاق بهذه الثورة سيكون القادم بالنسبة لنا مبهمًا وسيكون التنبؤ بالقادم صعبًا جدا لأن البرمجيات والتكنولوجيا التي يصنعها الإنسان الآن تمهد لتقنيات أكثر تعقيدًا في المستقبل وعليه فإنه من الواجب علينا أن نلحق بالركب وأن نسبق هذه التكنولوجيا بدل من أن تدفعنا من الخلف.

واستعرضت الجلسة نماذج حيه لشابين عمانيين استطاعا النجاح في مجال ريادة الأعمال، أحدهم خالد الحبسي، الرئيس التنفيذي لشركة تسكين العقارية والذي قال تحدث عن بداية رحلته قائلا: دخلت الجامعة ودرست علوم الاقتصاد والتجارة بهدف تأسيس عمل خاص بي مستقبلا وعكفت على جمع المعلومات اللازمة والتي ستخدم أهدافي المستقبلية اعتقادا مني بأن المعرفة والمعلومات هي القوة الحقيقية التي أحتاجها وبأنني من خلالها وحدها سأحقق النجاح الذي أرنوه ولكنني باعتقادي هذا خسرت ثلاثة مشاريع متتالية وكلفني ذلك الكثير.