1345385
1345385
روضة الصائم

لقاء الذكريات: ذكريات استفدنا من دروسها في مشوار حياتنا

26 مايو 2018
26 مايو 2018

الغفيلي: مدارس القرآن وحلقات الذكر بالمساجد تعلمنا فيها كتاب الله والكتابة ومبادئ الدين الإسلامي واللغة العربية -

أجرى اللقاء: سيف بن سالم الفضيلي -

نلتقي اليوم في باب (لقاء الذكريات) بالمكرم الشيخ أحمد بن خلفان الغفيلي من ولاية لوى ليحدثنا عن ذكرياته التي عاشها قبل النهضة المباركة .. يقول المكرم الغفيلي: أعود بأفكاري لزماننا وأقتبس بين ثنايا الضحكات عن سعادتنا وتأخذنا الأحاسيس إلى أحلامنا ونرى الأيام تمضي أمامنا ولا تزال نفس المشاعر باقية معنا نسافر من خلالها للذكريات التي تفرض نفسها وقتما تشاء؛ لذلك نتذكر بين الحين والآخر الماضي الجميل الذي لا يمكن نسيانه بكل تفاصيله وذكرياته من المدرسة إلى الحارة ومن المزرعة إلى السوق والأصدقاء، فكل هذه المفردات تشكل سجلا مليئا بالذكريات الجميلة نطوف من خلاله بسنوات مرة حققنا فيها الكثير من الأمنيات وتعلمنا الكثير واستفدنا من دروسها. لقد كان التعليم في ولاية لوى كغيرها من ولايات السلطنة محصورا في مدارس القرآن وحلقات المساجد التي تعلمنا فيها القرآن الكريم ومبادئ الدين الإسلامي الحنيف واللغة العربية وطريقة الكتابة لكتابة الرسائل، وتعلمنا على أيدي نخبة من المعلمين في تلك الفترة، حيث يتجمع جميع الطلاب حول المعلم، وكان يلقب بمعلم القرآن (الشيخ) أو (المطوع)، وذلك لأنه كبير في السن وحافظ للقرآن الكريم ومتمرس في مجالات العلم المختلفة اللغوية منها والعلمية ويحرص الناس على إلحاق أبنائهم بمدارس القرآن الكريم التي كانت بمنزل المطوع أو المسجد، وغالبا تكون سبلة مبنية وسط الحارة مخصصة لتعليم القرآن الكريم، حيث كانت المدارس القديمة أقرب إلى مجالس العلم.

وتعتمد بشكل أساسي على التلقين، وكان المعلم هو المصدر الرئيسي للمعلومات حيث لا توجد مناهج تدرس من خلالها العلوم المختلفة؛ لذلك فعلى الطلاب المتلقين للعلم حفظ وفهم ما يمليه عليهم المعلم من خلال المعلومات التي اكتسبها من خلال دراسته مع من سبقه من أهل العلم، ومن ضمن المطاوعة الذين درست في مدارسهم المطوع خميس بن مسعود الغفيلي، والمطوع محمد بن خميس الغفيلي، ونظرا لندرة التعليم النظامي قبل النهضة المباركة فإن السائد في التعليم هو التعليم مع معلمي ومعلمات القرآن الكريم، ويتقاضى المعلم مبلغا زهيدا في كل يوم الخميس من كل أسبوع يسمى الخمسية، وكانت الحياة بسيطة جدا خالية من التعقيدات اليومية يقضي الطلاب يوما جميلا في المدرسة التي تسمى في ولاية لوى (الكتاتيب) لارتباطها بالقراءة والكتابة.

كما يشكل ارتباط الأهالي بالمزارع ارتباطا وثيقا خاصة في موسم الصيف، حيث ينتقل الأهالي من البيوت في الحارة إلى المزارع ليستمتعوا بالهواء العليل والأجواء الباردة في المزارع بين الأشجار.

ويتم خلال تلك الفترة حصاد التمور والليمون، كما تتنوع المحاصيل الزراعية في ولاية لوى، ويتم بيع تلك المحاصيل في سوق الولاية الذي يشكل مركزا تجاريا رائدا يرتاده سكان الولاية والولايات المجاورة، حيث يعرض فيه شتى أنواع الخضروات والأسماك والأعلاف والمواشي وغيرها من المنتجات التي تنتجها الولاية.

كما تعرض في السوق التوابل والملابس، ويكتظ السوق أيام المناسبات بكثرة المتسوقين، وكان الليمون و المانجو من أشهر ما تنتجه ولاية لوى، حيث تتنوع المعروضات في السوق كالتوابل والملابس الرجالية والنسائية والأدوات المنزلية بمختلف أنواعها.

تتنوع في ولاية لوى الموروثات التقليدية بمختلف أنواعها وأشكالها كالحرف التقليدية المختلفة والفنون والألعاب الشعبية التي كانت وسيلة للترفيه والترويح عن النفس.

أما وسائل النقل المستخدمة في التنقل بين القرى ونقل الأمتعة فهي الدواب بمختلف أنواعها، ويوجد في الولاية عدد قليل من السيارات يمتلكها بعض الأهالي يتم التنقل من خلالها والسفر بها للأماكن البعيدة والنقل الجماعي في أيام المناسبات ونقل البضائع من منطقة لأخرى.

الحارات القديمة

ومن الحارات القديمة في ولاية لوى حلة الشيخ، حلة الحصن، حارة مخيليف، حارة الجعشمي، الزاهية، الحد، نبر، فزح، حيث توجد شواهد وأطلال تدل على قدم تلك الحارات.