oman-logo-new
oman-logo-new
كلمة عمان

تنسيق قوي .. وتعاون فعال على كل المستويات

26 مايو 2018
26 مايو 2018

مما لا شك فيه أن الأيام والساعات الأخيرة ، خاصة منذ دخول العاصفة المدارية «مكونو» أجواء السلطنة ، على سواحل محافظتي ظفار والوسطى ، قد أظهرت مرة أخرى ، المستوى العالي من التنسيق ، وترابط الأداء ، والإعداد القادر على مواكبة كل التطورات ساعة بساعة ، بل والاستعداد واتخاذ الإجراءات العملية لمواجهة كل الاحتمالات ، دون انتظار ، أو ترك شيء للصدفة . وهو ما كان له أثره الكبير والملموس أيضا ، في الحد من الآثار التي ترتبت وتترتب على ما صاحب هذه الحالة المدارية ، من أمطار غزيرة ورياح شديدة ، وما تركته من آثار في المدن والقري والولايات التي تعرضت إليها . والذي لا يقل عن ذلك أهمية ، بل وينطوي على دلالة عميقة نعتز بها ، هي حالة الترابط والتساند والتماسك بين أبناء هذه الأرض الطيبة ، على المستويين الشعبي والرسمي والمجتمع المدني ، بل والتسابق فيما بينهم على تقديم يد المساعدة للمتضررين ، وبكل أريحية ورغبة وحرص على تخفيف الأضرار أيا كان نوعها .

وفي هذا الإطار فإنه في الوقت الذي قامت فيه مختلف أجهزة الإعلام العمانية ، وفي مقدمتها تلفزيون سلطنة عمان ، وإذاعة سلطنة عمان ببرامجها المختلفة ، بمتابعة حية ، شاملة ومتواصلة للحالة المدارية ، وللأحوال المناخية في ولايات محافظتي ظفار والوسطى ، وتقديم كمية كبيرة من المعلومات الدقيقة والتحليلية والمواكبة أيضا لمختلف مراحل الإعصار « مكونو » وخط سيره واتجاهه ، وما يترتب على ذلك من أمطار رعدية شديدة وارتفاع في أمواج البحر وجريان للوديان والشعاب ، فإنها حرصت في الوقت ذاته ، على تقديم كل ما يمكن من إرشادات للمواطنين ، حول كيفية التعامل مع هذه الظروف المناخية ، خاصة في المناطق التي تتعرض لها ، وكيفية الحد من آثارها ، وإذاعة ذلك وبثه بأكثر من لغة ، من أجل أن يصل إلى المقيمين على هذه الأرض الطيبة ممن يتحدثون بغير اللغة العربية .

وعلى صعيد آخر فان ما قامت به اللجنة الوطنية للدفاع المدني ، واللجان الفرعية للدفاع المدني في محافظة ظفار ، واتخاذ إجراءات إخلاء بعض المناطق المعرضة للأضرار ، في جزر الحلانيات ، وبعض ولايات محافظة ظفار ، وإعداد مراكز إيواء جاهزة لاستقبال أية حالات متضررة ، وكذلك إخلاء وتجهيز مستشفيات لاستقبال أية حالات ، وتأجيل وزارة التربية والتعليم امتحانات أبنائنا وبناتنا في الصفوف المختلفة وتحديد مواعيد بديلة لها في ولايات محددة ، وما قامت به اللجنة العسكرية الرئيسية لإدارة الحالات الطارئة بقوات السلطان المسلحة ، وما يقوم به سلاح الجو السلطاني العماني في هذا المجال ، إلى جانب استعدادات قطاع الخدمات الأساسية ـ الكهرباء والمياه والصرف الصحي والاتصالات والوقود والطرق - وكذلك الهيئة العمانية للأعمال الخيرية ، واللجان التطوعية من الشباب والمجتمع المدني ورجال الأعمال ، وهيئة تنظيم الاتصالات ووزارة النقل والاتصالات وغيرها من الجهات المعنية ، تظهر على نحو واضح قدرة الكوادر الوطنية ، في كل المستويات ، على العطاء والتعاون والتفاني ، وتقديم كل ما يمكن من جهد ، وعلى مدار الساعة لحماية المواطن والممتلكات والمرافق المختلفة في مواجهة هذه الحالة المدارية «مكونو» ، التي وصلت ذروتها مساء أمس ، حمى الله عمان بقيادة حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم – حفظه الله ورعاه – وجنبها أية أضرار ومخاطر إنه سميع مجيب .