العرب والعالم

برامج إحلال الاستقرار الأمريكية في أفغانستان لا تتلاءم مع الواقع

26 مايو 2018
26 مايو 2018

واشنطن - (أ ف ب) - أنفقت الولايات المتحدة سدى مليارات الدولارات طوال 15 عاما لإحلال الاستقرار في أفغانستان، فقد كانت برامجها متسرعة في مناطق لا تنعم بالأمان الكافي، كما أفاد تقرير أمريكي جديد.

واعتبر المفتش العام لإعادة إعمار أفغانستان، جون سوبكو لدى تقديم هذا التقرير الجديد، انه «على رغم جهود خارقة لتثبيت الاستقرار في مناطق لا تنعم بالأمان ومتنازع عليها في أفغانستان بين 2002 و2017، فقد منيت البرامج عموما بالفشل».

ومن بين الأسباب التي توضح عدم حصول تأثير لبرامج تثبيت الاستقرار لمختلف الوزارات الأمريكية العاملة في أفغانستان، والتي يقدرها ب 4،7 مليار دولار منذ 2002، أشار سوبكو خصوصا الى «توقعات غير واقعية حول ما يمكن تحقيقه في غضون سنوات».

وخلصت هذه الوثيقة المؤلفة من 300 صفحة الى القول أن الولايات المتحدة «بالغت في تقدير قدرتها على البناء وإصلاح المؤسسات الأفغانية»، وان برامج إحلال الاستقرار التي اعدتها وزارة الدفاع والوكالة الأمريكية للمساعدة الدولية (يو.اس.اد) ووزارة الخارجية «لم تكن متكيفة مع الإطار الأفغاني».

وأوضح سكوبو الذي كان يتحدث في مركز بروكينغز انستيتيوشن للبحوث في واشنطن، أن «العسكريين كانوا يحددون بصورة منهجية الأولويات الميدانية»، لأنه تتوافر لوزارة الدفاع موارد تفوق موارد الوكالات الحكومية الأخرى، بالاستناد الى منطقهم الخاص الذي يقضي بتكليف وكالة التنمية الدولية الأميركية (يو أس ايد) إقامة بنى الحكومات المحلية، ما ان يطردوا عناصر حركة طالبان من منطقة، والانتقال الى منطقة أخرى يسيطر عليها المتمردون.

مدارس بلا طائل

لكن المفتش العام أضاف أن العسكريين لم يبقوا الوقت الكافي لمنع عناصر طالبان من العودة الى المناطق التي بسطوا لتوهم الأمن فيها، وان الأفغان أنفسهم «كانوا يتخوفون من العمل مع السلطات المحلية»، لأنهم كانوا يخشون عودة الجهاديين.

واوضح المفتش العام ان «وكالة التنمية الدولية بنت تحت ضغط العسكريين مدارس في أماكن يتعذر فيها الاشراف عليها ولا تستطيع الحكومة الاهتمام بها ودفع رواتب موظفيها، وان التلامذة كانوا يأتونها بطريقة غير منتظمة بسبب انعدام الأمن».

وعلى رغم كل شيء، يعتبر التقرير ان من الضروري بذل جهود لتثبيت الاستقرار في الولايات التي أضعفتها الجماعات المتمردة، وهذه مسألة مطروحة اليوم في سوريا والعراق بعد تفكيك «الخلافة» التي أقامها في هذين البلدين تنظيم الدولة الاسلامية.

مسألة معقدة

وجاء في التقرير ان «تثبيت الاستقرار يستغرق وقتا، وهو مسألة معقدة. وفي افضل الاحوال يتيح تحقيق مكاسب محدودة تحتاج الى تعزيزها لتجنب حصول نكسات». وخلص التقرير الى ان «الحل الأفضل للإدارة الأمريكية هو تقدير أهمية كل مهمة لتثبيت الاستقرار من خلال فهم واقعي لمستوى الجهد المطلوب وما يمكن تحقيقه». ولا يزال حوالى 14 ألف جندي أمريكي منتشرين في أفغانستان، حيث يشكلون اكبر فرقة لقوات الحلف الأطلسي الموجودة في هذا البلد منذ اكثر من 17 عاما.