1343161
1343161
روضة الصائم

أمراض اللسان .. صفتها وعلاجها

25 مايو 2018
25 مايو 2018

عرض: سيف بن سالم الفضيلي -

برع العمانيون في مختلف فنون العلم وتخصصاته - بفضل الله تعالى - فلم يكونوا بمنأى عن كل فن من فنونه فبرزت مواهبهم فيها واستطاعوا تطويع هذه الفنون في خدمة الإنسانية فكان منهم الإبداع والإنتاج الغزير.

من بين تلك الفنون التي برعوا فيها (الطب الشعبي) الذي مارسوه عمليا وتعاملوا مع الأعشاب المختلفة التي تزخر بها عمان المباركة وعرفوا أسرارها وما تحتويه من فوائد عظيمة لعلاج كثير من الأمراض التي ابتلى الله تعالى بها بعض عباده، فكان لهؤلاء الرجال يقين حقيقي بأنه (لا يوجد داء إلا وجعل الله له دواء) وهو يقين ينم عن إيمان وثقة بالله تعالى أنه هو الشافي والمعافي وأنه على كل شيء قدير..

مما اخترناه لك قارئنا الكريم من خلال ملحق (روضة الصائم) هذا العام وبالتعاون مع دائرة المخطوطات بوزارة التراث والثقافة عرض مجموعة من الفصول من مخطوط (منهاج المتعلمين) لمؤلفه الطبيب الشيخ راشد بن عميرة بن هاشم العيني الرستاقي العماني.

وهذا المخطوط تم نسخه (كما جاء في المخطوط) على يد الفقير لله عبده شوين بن محمد بن هلال الرمحي العيني الرستاقي في نسخة لنفسه والحمد لله وحده وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين ولا حول إلا بالله العلي العظيم..

لنتعرف سويا على ما ساهم به الأجداد في مضمار الطب الذي يعتبر من أهم المضامير التي يحتاجها الإنسان لحمايته من الآفات التي تعترضه وتؤثر على حياته وسبيل إنتاجه وعطائه.

حلقة اليوم عن (أمراض اللسان): تعقد اللسان، ينبغي أن تقطع الرباط العصبي عرضا بالمبضع وإن كان إنما حدث ذلك من قبل اندمال قرحة فينبغي أن تدخل الصنارة في تلك العقدة ويتوقى من أن يقع الشق في عمق اللحم فيصيب الشريان وربما عرض من ذلك نزف دم حتى لا يكاد ينقطع سريعا ثم يتمضمض بعد العلاج بخل وماء ثم بماء بلحم ويبرأ من غير أن يقبض ويشد.

وأما ورم اللسان الحار: فإن سببه خلط دموي وعلامته حمرة اللسان ونفختها، وعلاجه بأن يستفرغ بفصد القيفال ثم يتمضمض بماء ورد قد أغلي فيه كزبرة ومرس فيه سماق أو يتمضمض بماء مغلي فيه عدس وورد ويسقى ماء الرمان المر أو ماء الحصرم وماء الخيار وماء البطيخ الهندي ويتمضمض أولا بما ذكرت ثم بعد أيام بالهندباء فإذا انحط المرض فيغرغر بماء مغلي فيه بابونج ومرزنجوش وإكليل الملك وبنفسج يابس يمرس فيه خيار شنبر.

وإن آل أمره إلى القيح وجمع المدة في اللسان أو في غيره من أجزاء الفم فيتمضمض بماء مغلي فيه تين يابس مع قرص بنفسج أو لعاب بزر كتان ولعاب بزر سرو مع ماء التين والدهن وإن كان عظيما فيكفي في انضاجه الماء الحار ودهن بنفسج يمسك في الفم فإذا انفجر توضع قطنة بدهن ورد إلى أن ينقى ثم يوضع عليه مرهم الاسفيداج أو يغرغر باللبن الحامض أو الماء البارد والعدس وقشور الرمان الحلو وإقماعه بالماء حينا ويصفي ماءه ويغرغر به.

و(الورم الصلب في اللسان): سببه البلغم الغليظ والسوداوي وعلامته صلابة الورم وبياضه، وعلاجه أن يستفرغ بمطبوخ الأفتيمون ثم يتمضمض بلبن ماعز ودهن بنفسج أو يتمضمض بماء مغلي فيه تين مع دهن النيلوفر.

وينبغي تجنب الأغذية المولدة للبلغم والسوداء ويمسك في الفم لعابي الحلبة وبزر الكتان وماء التين ودهن نيلوفر ويمضمض بذلك ويمسح بدهن ورد وشمع أو شحم الدجاج أو دخن بنفسج ثم يتمضمض بماء الرازيانج قد مرّس فيه خيار شنبر.

أو يتغرغر بلبن أتان أو لبن ماعز بماء الحلبة المطبوخة.

ويمسك في فيه ماء العدس المطبوخ أو ماء الورد المطبوخ.

وأما (ثقل اللسان واسترخاؤه) مزاجه البرودة وعلامته عسر الكلام وثقله على اللسان، العلاج فيستفرغ بحب الإيارج إن كان عن بلغم ثم يغرغر بسكنجبين العنصل وماء مغلي فيه صعتر والفوتنج والمرزنجوش.

و(لاسترخاء اللسان وثقله والتمتمة) ويكون ذلك من رطوبة دموية ويعرف ذلك بحمرة اللسان وحرارته.

وقد يكون من رطوبة بلغمية رقيقة ترخي العصب ويعرف بكثرة الريق والانتفاع بالقوابض اكثر من المحللات وقد تكون بشركه الدماغ أو الفالج، والعلاج: ينبغي أن ينقي البدن والرأس بحب الايارج وإيارج لوغاديا ويستعمل خل العنصل الذي طبخ قلي وج، ويتمضمض وطبيخ الكبر والخردل والشعير وقليل عاقر قرحا ينفع ذلك.

ودلك اللسان بمخيض وبصل وقليل نوشادر.

وأما (تغير الذوق عن خلط حار، سببه الدم والصفراء وعلامته، إن كان عن دم فبحلاوته وإن كان عن صفراء فبمرارته.

والعلاج إن كان عن دم بالفصد وإن كان عن صفراء فبشراب الورد ويستعمل شراب الحصرم وشراب التمر الهندي وماء الرمان الحلو والمزّ ويغتذي بالفراريج بماء الحصرم.

فإن كانت الطبيعة يابسة فيعطى ماء الرمانين بشحميهما إن كان من الصفراء أو الأخماص المنقع في شراب البنفسج إن كان من دم ويسقى ماء بزر بقلة مع نصف درهم طباشير وجلاب.

وأما (تغير الذوق من خلط بارد) سببه البلغم وعلامته حموضة الفم وملوحته.

وعلاجه يستفرغ بسكنجبين وماء حار وملح جريش ثم يمتنع مما يولد البلغم ويسقى السكنجبين الساذج مع ماء مغلي فيه أنيسون وعود.