روضة الصائم

حالات تدفع بالمسلم إلى الامتناع عن الصيام

25 مايو 2018
25 مايو 2018

اعداد :خالصة الشيبانية -

أجاز الدين الإسلامي للمرأة الحامل والمرضع الإفطار في نهار رمضان إذا شعرت بالتعب والإعياء، كما يتوجب على المريض الإفطار إن شق عليه الصيام مع المرض، وكذلك إن كان من الذين يتوجب عليهم عدم الصيام بقرار من الطبيب بسبب المرض أو أوقات تناول الدواء حرصا على سلامته.

في هذا الصدد حدثنا الدكتور أحمد بن سعيد البوسعيدي، استشاري طب الأسرة بالرابطة العمانية لطب الأسرة وقال في مستهل حديثه: «يعتبر شهر رمضان من أهم الشهور عند المسلمين وشعيرة الصوم تمثل أحد أهم الشعائر الإسلامية وأحد أركان الإسلام الخمسة، ويولي المسلمون أهمية بالغة لصوم هذا الشهر المبارك لما في ذلك من الأجر العظيم وتقرب لله عز وجل بالإضافة إلى كثرة الفوائد الصحية والنفسية للشهر الفضيل مصداقا لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «صوموا تصحوا».

وقال: نظرا لأن الصوم يتطلب الامتناع التام عن الأكل والشرب لفترات طويلة قد تصل لأكثر من ١٥ ساعة يوميا وقد تكون في شدة الحر وقد يصاحبه الكثير من الجفاف وانخفاض نسبة السكر في الدم خصوصا قرب وقت الإفطار لذلك قد يشكل الصوم صعوبة لبعض الأفراد خصوصا الذين يعانون من بعض الأمراض المزمنة كمرض السكري والفشل الكلوي والقلب، وأضاف: أنه نظرا لتعدد الأمراض وحدتها وقدرة الشخص على تحمل الصوم معها فانه لا توجد قاعدة محددة لمن يمكنه الصوم أو لا يمكنه وإنما يرجع هذا القرار للطبيب المعالج لتحديد ذلك ويفضل قدر الإمكان أن يقرر ذلك الطبيب المسلم لإدراكه بماهية هذه الشعيرة ومكانتها المقدسة لدى المسلمين، وقال: إنه يجب أن يدرك المرضى خصوصا أصحاب الأمراض المزمنة أن الصوم قد يشكل خطرا كبيرا على حياتهم نظرا لحاجتهم لاستخدام الأدوية بصفة منتظمة أو أن جسمهم لا يحتمل الجفاف لمدة طويلة، وعادة لا ينصح الطبيب بالصوم للمرضى الذين يعانون من مرض السكري النوع الأول والنوع الثاني المعتمد على الأنسولين وغير منتظم والأم الحامل التي تعاني من السكري وتحتاج إلى أخذ حقن الأنسولين وذلك بسبب صعوبة ضبط مستوى السكر أثناء الصوم خصوصا مع تغير النظام الغذائي في رمضان حيث يكون هؤلاء المرضى معرضين لانخفاض حاد أثناء النهار وارتفاع غير طبيعي بعد الإفطار.

كما أن الدكتور أحمد البوسعيدي لا ينصح المرضى الذين يعانون من الفشل الكلوي المزمن في مراحله الأخيرة بالصوم نظرا لارتفاع نسبة البوتاسيوم ومادة البوليا السامة في الدم وحاجة المريض للموازنة في شرب السوائل طوال اليوم، كما أنه لا ينصح بأي حال صوم مريض الفشل الكلوي المعتمد على الغسيل سواء الدموي أو البروتوني، والمرضى الذين يحتاجون لتناول أدوية كل ٨ ساعات أو كل ١٢ ساعة بدقة مثل استخدام المضادات الحيوية والأدوية المضادة للمناعة وبعض أدوية مرض الصرع وأمراض القلب، وأوضح أن الطبيب يحاول عادة تغيير هذه الأدوية من ثلاث جرعات إلى جرعتين خلال شهر رمضان ولكن هذا الخيار يكون غير متوفر للطبيب في كثير من الأحيان.

واختتم حديثه بقوله: إنه يجب على المرضى أن لا يصروا على الصوم إذا كان الطبيب قد منعهم أو نصحهم بعدمه نظرا لأنهم قد يقودوا أنفسهم إلى الهلاك وهذا ما نهى عنه الدين الحنيف «ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة».