1345779
1345779
العرب والعالم

مرشح يساري يسعى لوقف هزائم المعارضة في تركيا

23 مايو 2018
23 مايو 2018

كوروم - تركيا - (أ ف ب) - بتعيينه مرشحا معروفا بخطبه النارية قادرا على استخدام لهجة مناهضة لأمريكا، يسعى حزب المعارضة الرئيسي التركي إلى تعزيز موقعه أمام الرئيس رجب طيب أردوغان في الانتخابات الرئاسية المقررة في يونيو.

ولاقى حزب الشعب الجمهوري، معقل تركيا العلمانية التي أسسها مصطفى كمال أتاتورك، صعوبة في السنوات الأخيرة للتعبئة ولم يتخط ربع عدد الأصوات في الانتخابات.

وسعيا لعكس التيار خلال الانتخابات الرئاسية في 24 يونيو، قرر زعيم الحزب كمال كليتشدار اوجلو ألا يرشح نفسه.

وعهدت هذه المهمة إلى النائب محرم انجة الاستاذ السابق في الكيمياء والفيزياء الذي حاول في الماضي الإطاحة بكليتشداراوجلو عندما كان رئيسا للحزب.

وأسلوب هذا الخطيب البارع يختلف تماما عن أسلوب كليتشدار اوجلو المتكم الذي اصبح رئيسا للحزب في 2010 من دون ان يثير قلق اردوغان الذي يحكم تركيا منذ 2003. ومنذ تعيينه مرشحا زار انجة مناطق عدة في تركيا ليست المعاقل المعهودة لحزب الشعب الجمهوري ملقيا خطابات نارية وملتقطا صور على دراجة هوائية أو على جرار ليظهر انه قريب من الشعب.

وقال تانجو توسون الاستاذ في جامعة ايجه «كان حماسيا جدا خلال مسيرته السياسية وهو قريب من الشعب تماما كاردوغان وهو مسل ومتسامح أكثر من الأخير». وأضاف «أنها العناصر الأساسية التي تجعل من انجة خصما مناسبا لمواجهة اردوغان». وخلال تجمع انتخابي منتصف الشهر الجاري في كوروم شرق أنقرة، بأسلوب بات خاصا به خاطب انجة الجماهير سائرا من طرف من المنصة إلى الطرف الآخر.

وليبعد نفسه عن الاعتبارات الحزبية، فإن شعار حزب الشعب الجمهوري غير ظاهر خلال التجمعات الانتخابية ويرفع مناصروه خصوصا الأعلام التركية.

وقال «أريد أن أجمع وأصالح هذه الأمة تحت مظلة واحدة كبيرة». وانتقد خطاب اردوغان مؤكدا انه لن يكون هو رئيسا «يصرخ». وخلال الانتخابات التشريعية الأخيرة في نوفمبر 2015 صوت اكثر من 61% من ناخبي كوروم لحزب اردوغان لكن حزب الشعب الجمهوري يؤكد انه احرز تقدما. في طريقه إلى التجمع اعتبر اردال اوزونكايا ان انهيار الليرة التركية وارتفاع أسعار البنزين يبرران تغييرا على رأس الدولة. وأوضح ان «انجة شخص شجاع ويجعلني اشعر بالفخر».

لكن خطابه لم يقنع الجميع. يقول عدنان ارجان وهو تاجر انه لم يحسم موقفه بعد قائلا «ستتضح الامور اكثر مع الوقت».

ويبحث انجه عن دعم خارج الاوساط المعهودة لحزب الشعب الجمهوري مؤكدا انه يريد ان يكون «رئيسا لثمانين مليونا تركيا».

ويرى فؤاد كيمان من مركز «اسطنبول بوليسي سنتر» ان انجة والمرشحة القومية ميرال اكسنر «اظهرا انفتاحا» حول المسألة الكردية خلال الحملة لجذب الناخبين الاكراد. وقال «كانا إيجابيين وبناءين ومتضامنين مع قلق الأكراد وحقوق الشعب الكردي». ومعتمدا موقفا يحبه اردوغان، اظهر انجة حزما حيال الغرب وهو امر غير معهود لحزب الشعب الجمهوري.

وهدد بإغلاق قاعدة عسكرية يستخدمها الأمريكيون في تركيا في حال لم تسلم واشنطن الداعية فتح الله جولن الذي تتهمه انقرة بالتخطيط للانقلاب الفاشل في يوليو 2016. ويعتبر توسون الذي ألف عدة كتب عن السياسة التركية وحزب الشعب الجمهوري أن انجة سيكون افضل شخصية لتحدي اردوغان كمرشح وحيد عن المعارضة في حال تنظيم دورة ثانية. وأضاف «هناك فرص كبيرة خصوصا لجذب أصوات الناخبين الأكراد على حساب اكسنر».