1342105
1342105
روضة الصائم

الطب التقليدي العماني: أمراض الفم صفتها وعلاجها

22 مايو 2018
22 مايو 2018

عرض: سيف بن سالم الفضيلي -

برع العمانيون في مختلف فنون العلم وتخصصاته - بفضل الله تعالى - فلم يكونوا بمنأى عن كل فن من فنونه فبرزت مواهبهم فيها واستطاعوا تطويع هذه الفنون في خدمة الإنسانية فكان منهم الإبداع والإنتاج الغزير.

من بين تلك الفنون التي برعوا فيها (الطب الشعبي) الذي مارسوه عمليا وتعاملوا مع الأعشاب المختلفة التي تزخر بها عمان المباركة وعرفوا أسرارها وما تحتويه من فوائد عظيمة لعلاج كثير من الأمراض التي ابتلى الله تعالى بها بعض عباده، فكان لهؤلاء الرجال يقين حقيقي بأنه (لا يوجد داء إلا وجعل الله له دواء) وهو يقين ينم عن إيمان وثقة بالله تعالى أنه هو الشافي والمعافي وأنه على كل شيء قدير.

مما اخترناه لك قارئنا الكريم من خلال ملحق (روضة الصائم) هذا العام وبالتعاون مع دائرة المخطوطات بوزارة التراث والثقافة عرض مجموعة من الفصول من مخطوط (منهاج المتعلمين) لمؤلفه الطبيب الشيخ راشد بن عميرة بن هاشم العيني الرستاقي العماني.

وهذا المخطوط تم نسخه (كما جاء في المخطوط) على يد الفقير لله عبده شوين بن محمد بن هلال الرمحي العيني الرستاقي في نسخة لنفسه والحمد لله وحده وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين ولا حول إلا بالله العلي العظيم.

لنتعرف سويا على ما ساهم به الأجداد في مضمار الطب الذي يعتبر من أهم المضامير التي يحتاجها الإنسان لحمايته من الآفات التي تعترضه وتؤثر على حياته وسبيل إنتاجه وعطائه.

حلقة اليوم في (أمراض الفم) فوجع الأضراس من حرارة سببه دم حار يعرض للحم الأسنان وسوء مزاج حار يعرض للعصب وعلامته أن يوافقه البارد ويتأذى بالحار، العلاج بالفصد ويتمضمض بماء بارد قد مرس فيه سماق وكافور أو خلا حاذقا وتجعل على نار لينة ثم يترك حتى يفتر ثم يتمضمض به بكرة وعشية.

وأما وجع الأسنان من برودة فسببه سوء مزاج بارد يعرض للعصب وعلامتها يوافقها الأشياء الحارة ما يفعل ويتأذى بالبارد، العلاج: يوضع على الضرس نوى المشمش والملح المدقوقان المعجونان بالخل.

والملح والخل إذا أمسكا في الفم نفعا وجع الضرس سواء كان من حرارة أو من برودة لما في الخل من التبريد والعوض يسكّن الحرارة لما فيه من تقطيع البلغم فينفع من البرودة والملح لتقطيعه وتلطيفه.

أو يسحق الفلفل والثوم والحلتيت والعسل ويوضع على الضرس ويمتص ما يسيل من الريق ويرقد.

وأما تآكل الأسنان سببه رطوبة حارة رديئة تعفنها.

والعلاج بأن يستفرغ بحب الصبر ويتمضمض بنوشادر وأفيون مسحوقين يحشى ويوضع فوقه شمع أو يحشى الضرس بالثوم المدقوق.

ومما يوقف تآكل الأسنان أن تحشى بسك ومصطكى فإن لم ينفعه وإلا فيكوى بأن يؤخذ زيت أوقة، مرزنجوش درهمين، يدق الجميع ناعما ويلقى عليه الزيت ويغلى جيدا وينظر إلى الضرس المتآكل فتجعل عليه أنبوبة صفر بعد تنظيفه من المتآكل وتأخذ مسلتان من حديد فتحمى بالنار جيدا ثم تغمس في الزيت المغلي وتدخل الأنبوب إلى أن يصل إلى الضرس ويوضع في ثقبه ويصير إلى أن يبرد وترده إلى النار ثم تأخذ المسلة الأخرى تفعل به كالأولى تفعل ثلاث مرات أو أربع.

ومما يقتل الدود منها ويخرجه بذر الفجل أو بذر الكتان يوضع في زيت ويبخر كفعلك الأول.

وإن لم يسكن فيقلع بهذا الدواء عاقر قرحا يوضع في الخل شهرا ويبدل بالخل قبل فساده ويوضع في الثقب أو فوق الضرس فربما أبراه في اسرع مدة، وأن وضع فوقه قلعه في اقصر مدة، صحيح مجرب.

وكذلك يفعل قشر التوت وعاقر قرحا وقشر أصل الكبر وقشر الشبرم وزرنيخ أصفر يسحق بخل في غاية التفافه ثلاثة أيام كل يوم ساعة وتترك سائر النهار ثم يشرط حوالى السن ويطلى به في اليوم مرات كثيرة حتى تجده استرخى ثم يقلع.

وأما صفر الأسنان فينفع فيه فحم وملح وسكر يسحق الجميع ويعجن بعسل ويدلك به الأسنان فإنه يصفيها ويطيب النكهة ويفتح الفم نسما.

وأما تحرك السنان سببه رطوبة اللثة والعصب الماسك لها أو عفن اللثة أو عفن الأواري المركوزة فيها، العلاج، إن كان عن رطوبة فيستفرغ بحب الصبر ثم يستن بصندل وبزر الورد وفوف وحب الآس أو يستن بسماق وورد وجفت البلوط.

وإن كان عن ضعف لعلو السن فلا دواء له.

والحادث عن رطوبة اللثة ورخاوتها بأن يداوى بالأدوية القابضة كالشبة والعفص وثمر الطرفاء يدق ويعجن بخل وتلصق به العمور يعاد أياما فإنه مجرب.

أو جلنار وورد وسعد وسك من كل واحد جزء، شب نصف جزء يلصق على اللثة.