salem
salem
أعمدة

نوافذ :رمضـان القـيم

21 مايو 2018
21 مايو 2018

سالم بن حمد الجهوري -

[email protected] -

فرض رمضان ليعدل في سلوكياتنا وتعاطينا اليومي مع وقائع الحياة المتنوعة، وليعيد الإنسان إلى جادة الصواب في كثير من الممارسات اليومية، التي تشكل منهجا له في هذه الحياة والتي يجانب بعضها الصواب إلى الخطأ، أ كان تعاملا مع الآخرين أم ممارسة للشعائر الدينية أم التفكر في ملكوت الكون ومدبره.

ويبرز اليوم في ميادين الحياة أن أهمية الصيام صحيا على الإنسان لمواجهة الأمراض التي يعاني منها الفرد، وخاصة تلك المستعصية والتي تكاثرت بين الناس في السنوات الأخيرة، بسبب العديد من السلوكيات الغذائية أو الأنماط الحياتية، والتي أجمعت العديد من الأبحاث على أن الصيام واحد من أهم العلاجات لها.

وفضائل الصيام تتعدى ذلك الى إعادة صياغة العلاقات الأخوية بين أفراد الأسرة وأفراد المجتمع، حيث يتيح تلك المساحة من التسامح والتصافي والتقارب وطي الماضي بشوائبه، وهذا يعني إضافة مهمة لتماسك المجتمع الذي نحن بحاجة إليه.

الشهر الفضيل يفرض علينا أيضا أن نلتفت إلى أبنائنا في اصطحابهم إلى المساجد والمجالس وأن نغرس فيهم القيم المجتمعية التي تمثل ذخيرة البناء، وإنارة الطريق أمامهم وتعليمهم فضائل الشهر لتبقى قيما حارسة لهم.

في هذا الشهر علينا التقرب بالعبادات الى الله ، فهو المحطة التي يمكن للمسلم أن يستثمرها بشكل مذهل من خلال برنامج يمكن أن يجعل لاجتهاده قبولا عند رب العباد، وان يهتدي بالرسول في تعاطيه مع فضائله.

وعلينا ألا نغفل أن لنا أخوانا في الحياة قست عليهم الظروف وينتظرون منا تقديم يد العون والمساعدة عبر تكافل كفلة الدين الإسلامي، لنكف حاجتهم وعوزهم من حر القيظ وقلة تجهيزات منازلهم المتواضعة ونقص طعامهم وعجزهم عن تسديد فواتير استهلاكهم للكهرباء والمياه، وعدم قدرتهم على شراء ملابس جديدة لأبنائهم في العيد، وكفهم عن سؤال الناس.

رمضان يعلمنا الكثير من القيم التي لا تقارن، وينظم علاقاتنا بأفراد المجتمع ويحدد لنا مسارات مهمة في الحياة، ويجعلنا أكثر تجددا في التعاطي مع السلوكيات اليومية، ويبن لنا مواطن الخلل التي نراها بوضوح، ويبعث الأمل والسعادة من خلال ممارسة تلك القيم، ويحفز فينا تقديم الأفضل والأصلح لتلك الممارسات الحياتية اليومية.

رمضان اليوم أصبح علامة فارقة في حياة غير المسلمين، الذي بدأوا في السنوات الأخيرة الإقرار به من خلال تقديم ما يمكن أن يخدم الجاليات المسلمة في دول أوروبا وأمريكا، كتوفير الأطعمة الحلال، وتكييف أيام الامتحانات في مدارسهم كانجلترا مؤخرا ومساعدة الفقراء من المسلمين ككندا، والإعفاء من الضرائب كألمانيا، وحرص رؤساء العديد من الدول في تقديم التهاني لجالياتها المسلمة عند دخول الشهر الفضيل كأمريكا وغيرها، هذا التفاعل حول العالم جعل من رمضان قيمة كبيرة في نظر اتباع الأديان الأخرى.

لكن رمضان لوحدة بكل تلك القيم لا يكفي أن يرسخ فينا فضائله في بقية شهور العام، فنحن نحتاج إلى من يجدد القيم الرمضـــــانية فـــينا كل يوم لترافقنا طيلة تلك الشهور الأحد عشر، لأننا بحاجة إلى شغل مساحات النفس بها، ولكي تبقى منارة نهتدي بها، وألا يكتفي بها فقط خلال سيد الشهور.