1339257
1339257
روضة الصائم

حارات عُمانية: «شيده» بصحم نموذج للمعمار العماني التقليدي

20 مايو 2018
20 مايو 2018

تضم بيوتا متداخلة وحصونا وقلاعا ومساجد -

صحم: أحمد البريكي -

تعتبر الحارة القديمة بقرية شيده بولاية صحم من الحارات العمانية القديمة بما تضمه من بيوت قديمة وحصون وقلاع ومساجد، وهي نموذج للمعمار العماني التقليدي، وتقع القرية على جانبي سكة الطريق الممتد من مدخلي الحارة الذي يطلق عليه الصباح الشرقي والغربي، وتمتد القرية القديمة على سفح الجبل، وتضم تركيبة من البيوت المتداخلة وفلجا محاطا بكميات كبيرة من النخيل المختلف أنواعه، ويوجد بالقرية مسجد تراثي قديم ما زال يحتفظ بملامحه العمرانية الأساسية بعد محافظة أهالي القرية عليه وترميمه بجهود ذاتية، كما تميزت القرية بأبراج مراقبة، وقد أولت وزارة التراث والثقافة اهتمامها بإعداد الإرشادات لآلية توثيق تلك الحارات القديمة في مختلف مناطق ومحافظات السلطنة.

جريدة (عمان) كان لها تواجد في هذه القرية القديمة، حيث التقينا خميس بن سالم الشيدي، وأوضح لنا أن أهالي القرية كانوا يعيشون في هذه القرية التقليدية القديمة المبنية من الطين والأحجار منذ عدة عقود، وكنا نمارس حياتنا هنا بشكل طبيعي ونكسب قوت يومنا من خلال الزراعة، ولم نكن نمتلك أي موارد رزق سوى اهتمامنا بالمحاصيل الزراعية، حيث تكثر محاصيل الليمون والمانجو والتمور.

وكان التجار يشترونها منا، ويتم تصديرها للخارج، وكانت الحياة صعبة للغاية؛ومنها المسكن حيث كان جميع أفراد الأسرة يعيشون في غرفة واحدة تتكون من طابقين الطابق الأسفل يسكنه الأهالي وقت الشتاء والطابق العلوي يسكنه الأهالي في وقت الصيف، وكانوا يستخدمون خوص النخيل لإنارة الطريق أثناء الليل، وفي بعض الأحيان يتعرض الأهالي للدغة الأفاعي التي تتواجد بكثرة، ولم تكن لدينا أي أدوية لمعالجة المتأثرين بلدغة الأفاعي، وهناك العديد من الأهالي لاقوا حتفهم.

وأضاف الشيدي: يوجد في القرية حصن يتجمع فيه مشايخ المنطقة لعقد الاجتماعات ومناقشة مشاكل أهالي القرية، ويوجد بالحصن سجن يسمى بالدويبغ يسجن فيه الأشخاص الذين يحكم عليهم من قبل شيخ القرية، ويوجد بالقرية فلج يسقي المحاصيل الزراعية كان يقسم بين الأهالي على مدار أسبوع كامل يبدأ من يوم السبت حتى يوم الجمعة، وكل جيل له وقت معين للسقي لا يتعدى الدقيقتين، وكنا نستخدم النجوم أثناء الليل لمعرفة مدة الوقت للسقي، وأما في وقت النهار فكنا نستخدم الأثر (الظل) لسقي الجيل.