كلمة عمان

معْلم ديني بارز ودعم قوي لفلسطين

19 مايو 2018
19 مايو 2018

في ظل الأجواء الروحانية لشهر رمضان المبارك، وبينما تنتشر العديد من الجوامع والمساجد في محافظة مسقط وكل محافظات السلطنة، ويمثل جامع السلطان قابوس الأكبر واسطة العقد بالنسبة لها، بحكم ما يمثله من ضخامة، ومن طراز معماري مميز، ومن دور ديني وثقافي واسع، فإن افتتاح جامع السيدة فاطمة بنت علي بولاية السيب أمس الأول، يشكل في الواقع إضافة أخرى لمعلم ديني بارز، وعلى نحو يعبر عن الاهتمام السامي لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ببيوت الله وبالدور الحيوي الذي تقوم به في نشر الوعي والثقافة الإسلامية ، ودورها كذلك في تحقيق مزيد من التكافل والترابط والتساند التي يتميز بها أبناء الشعب العماني على امتداد أرض عمان الطيبة.

وبينما يقع جامع السيدة فاطمة بنت علي في موقع بارز على الطريق البحري بالسيب، فقد تم تشييده وفق نمط معماري يجمع بين النمط المملوكي الشهير في بناء الجوامع مع إضافة تفاصيل وتعديلات، تتلاءم مع الوقت الحالي وبما يسمح بتوظيف التقنيات الحديثة والإمكانات المتاحة من ناحية، وبما يعطي للجامع هوية خاصة تربطه مع البيئة المحيطة به من ناحية أخرى، وهو ما جعل من الجامع تحفة معمارية جميلة وبما يفي باحتياجات المواطنين والوظائف المختلفة له .

ويضم الجامع قاعة رئيسية للصلاة تتسع لألفين ومائتي مصل، وقاعة للصلاة للنساء تتسع لثلاثمائة وثلاثين مصلية، إلى جانب العديد من المرافق الأخرى التي تجعل منه معلما دينيا بارزا آخر في العهد الزاهر لجلالة السلطان المعظم - أعزه الله.

على صعيد آخر شاركت السلطنة في القمة الإسلامية الاستثنائية لمنظمة التعاون الإسلامي، التي عقدت في مدينة إسطنبول التركية بدعوة من الرئيس التركي رجب طيب اردوجان، وترأس وفد السلطنة معالي يوسف بن علوي بن عبد الله الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية.

وفي الوقت الذي شارك فيه معاليه في وقفة تضامنية مع القضية الفلسطينية في إسطنبول، فإنه أكد على موقف السلطنة الثابت والداعم للقضية الفلسطينية وأن لا تؤثر التطورات الأخيرة في القضية على مسار المفاوضات بهدف إنهاء معاناة الشعب الفلسطيني وحل القضية وفقا لقرارات الشرعية الدولية. وأكد معاليه أنه سواء نقلت الإدارة الأمريكية السفارة إلى القدس أو لم تنقل، تظل القدس تقع في أرض محتلة من قبل اسرائيل، وأن الحل النهائي وفي مقدمة الأمور ستكون القدس، وهي مكان مقدس للأديان الثلاثة، ولن تكون لأي فريق سواء كانوا إسرائيليين أو عربا أو مسلمين، بل لابد من إيجاد حل لهذه المعضلة التي بلغت سبعين عاما.

وأوضح أن هذه إشارات لقرب هذا الحل وقيام دولة فلسطين بما هو متفق عليه في حدود 1967، ودعم مسيرة التسامح بين العرب والإسرائيليين وبين الديانات الإبراهيمية، وأن الدعوة لهذه القمة كانت موفقة، لأن الدول الإسلامية سوف تعتبر أن الأراضي المقدسة وثالث الحرمين الشريفين لايمكن بأي حال من الأحوال أن يتصرف فيها أحد على الإطلاق.