hamed
hamed
أعمدة

عين على الثقافة المرورية: الصوم ولا الموت.. أخي السائق

19 مايو 2018
19 مايو 2018

حمد بن سالم العلوي/ خبير مروري -

[email protected] -

يُسْجَرُ الشيّطان في رمضان عدا شيطان السرعة، ربما ترك وشأنه على أساس أن النفس الصائمة لا يغشاها الباطل، ولكن إذا أوجدتك الظروف في الشارع قبل الغروب، سترى تدافعا مهولا من بعض الناس، فقد يُخيَّل إليك أنهم يستحضرون لعبة «الأتاري» التي مرت بهم في مرحلة الطفولة، فيغيب نظام المرور من الذهن، ويحل محله الفوضى بعينها، فتجد ذلك البعض في سباق مع الجميع، ودون أدنى قدر من الحذر لمخاطر الطريق، وإن المبرر الذي يؤمن به سائقو ما قبل الغروب، ليس له علاقة بالجوع والعطش، هذا إذا ما قارنا بين حجم المخاطر، ودافع الجوع أو العطش، لأن المخاطر التي قد تنشأ عن السرعة الجنونية، والتجاوز الخطر بين السيارات بصورة متكررة، فقد يكون نتيجتها الحوادث الخطيرة.

إن الحرص على الوصول إلى المنزل قبل الأذان، يعد تسابقا غير مضمون النتائج، وذلك بسبب ارتفاع حجم المخاطر إلى درجة المقارنة بين الموت والحياة التي تفصل بينهما شعرة، إن السياقة الخطرة ترافقها خطورة كبيرة، تجعل الناجي منها وكأنه ولد من جديد، ومنطق التساؤل هنا بين الحرص على الإفطار في وقته، هل يستحق أن يتساوى بين الموت والحياة، أو حتى العطل الدائم، عني شخصيا لا أرى في ذلك أي وجه للمقارنة، فليؤذن المؤذن وأنت في الطريق، وأن تتأخر عن الفطور بعض الوقت، أسلم للإنسان مليون مرة وأفضل من القيادة بسرعة وتهور.

إن المؤسف حقا أن ترى هذه الأفعال تتكرر كل عام، دونما عبرة لما سبق من الحوادث والكدر، إذن علينا أن نتعلم من تجارب الآخرين، وألا نلقي بالنفس رخيصة بمجرد رغبة في الوصول غير المؤكد قبل وقت الإفطار، فالحرص على السلامة يعد مطلبا شرعيا وإنسانيا قبل كل شيء، وليس كل مرة تسلم الجرة، ولحظة الطيش حتى ولو كانت قصيرة، قد تورث ندما كبيرا، وصد عن طاعة الله في حفظ النفس، والمال من التلف والهلاك .. فهل من مستجيب؟!.

*اعلم أخي السائق:{أن القيادة، فن، وذوق، وأخلاق، وأنت عقل السيارة، فهي لا عقل لها} وقال تعالى: {.. وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوَاْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} البقرة (195).