1342152
1342152
المنوعات

«العادات العمانية في رمضان» تلبي مطالب الروح وحاجات الجسد

19 مايو 2018
19 مايو 2018

“العمانية”: يهل شهر رمضان المبارك على الأمة الإسلامية بنفحاته الإيمانية، ويستقبل المجتمع العماني الشهر الفضيل بالسعادة والبشر وذلك بدءاً من استطلاع رؤية الهلال والتسوق وشراء المؤن الرمضانية والإفطار الجماعي في المساجد وصلاة التراويح وتلاوة القرآن وذكره والاحتفال بـ “القرنقشوه” و”الهبطات” وعيد الفطر، حيث إنها تضيف على نفوس المجتمع مشاعر روحية خاصة.

وعند اقتراب الشهر الفضيل يستمع الجميع عبر وسائل الإعلام وينتظرون خبر دخول الشهر المبارك، ويجتمع الأهالي في منازلهم أو في الأماكن العامة لمتابعة وسائل الإعلام المختلفة حيث تقوم وزارة الأوقاف والشؤون الدينية بمتابعة وتحري رؤية الهلال عبر المراصد الفلكية التي استحدثتها لرصد ومتابعة رؤية الهلال.

وإذا ثبتت رؤية الهلال يجتمع الأهالي في المساجد لأداء صلاة العشاء والتراويح وبعد الانتهاء من الصلاة يسلمون على بعضهم ويتبادلون التهاني والتبريكات بمناسبة قدوم الشهر الفضيل، كما يقومون بزيارة الأقارب وتهنئتهم بقدوم هذه المناسبة قبل دخول الشهر المبارك بيومين أو ثلاثة حفاظا على صلة الرحم.

ومن الطقوس الخاصة برمضان في مجتمعنا المحلي الإفطار الجماعي في المساجد وتجمع أفراد العائلة في بيت الأكبر سناً، حيث يلتقي الصغير والكبير على مائدة الإفطار مجتمعين في حلقة واحدة.

وغالبا ما يفطر الصائمون في السلطنة على التمر والماء واللبن رغم كل ما يصنع في المنزل من وجبات ومعجنات إلا أن تناول (الأسودين) في الفطور يبقى أمرا ضروريا ويتجلى في ذلك ارتباط العماني بالنخلة وهي عادة يتوارثها الأبناء عن آبائهم وأجدادهم.

ويستعد الأهالي لاستقبال شهر الصيام مبكرا من خلال التسوق وشراء المؤن الغذائية التي يحتاجونها لإعداد الوجبات المعتادة في شهر رمضان كالشوربة وعمل بعض المعجنات كالسمبوسة ووجبة الهريس وغيرها من المأكولات العمانية التي تصنع في المنازل، كما يفضل البعض أكل السمك بعد الإفطار مباشرة وبشكل يومي.

ومن العادات العمانية في شهر رمضان تبادل الجيران قبل الإفطار الأطباق بينهم وهي عادة ما زال المجتمع العماني محافظا عليها، وهي تجسد مفاهيم التسامح والإخاء والألفة والمودة التي نشأ وكبر عليها أفراد المجتمع العماني قديما وحديثا.

كما يحرص الناس في هذا الشهر الفضيل على حضور حلقات الذّكر التي تقام في المساجد وخاصة بعد صلاتي الفجر والعصر وكذلك قراءة القرآن الكريم وتلاوته.

وعندما ينتصف شهر رمضان المبارك تحتفل بعض ولايات السلطنة، حيث يتجول الأطفال في الأحياء السكنية داخل الحارات والطرقات في احتفالية تسمى ( قرنقشوه) وهي عادة توجد في عدد من دول الخليج العربية وإن كانت تختلف في أسمائها فمثلا تسمى في المملكة العربية السعودية ( قريقعان )، وهنا يتجلى مدى التلاحم في العادات والتقاليد بين الشعوب الخليجية.

ويخرج الأطفال في هذه الاحتفالية ليجمعوا ما يعطيهم ذووهم وجيرانهم من الحلويات والمكسرات والنقود، كما تقوم بلدية مسقط أيضا بإحياء هذه الليلة في الحدائق العامة بهدف إدخال الفرحة على قلوب الأطفال وإحياء لهذا الموروث الشعبي الذي باتت تقل مظاهره تدريجيا مع ظهور المخططات السكنية الحديثة في مختلف المحافظات بالسلطنة.

وفي الأيام الأخيرة من شهر رمضان الكريم تقام أسواق (الهبطات) وهي عبارة عن سوق مفتوحة لها موعد معين وثابت ومعروف لدى الأهالي في مختلف ولايات السلطنة حيث يتم فيه عرض كافة الاحتياجات اللازمة لعيد الفطر، وتعد “الهبطات” إرثا قديما في السلطنة وتشهد غالباً إقبالا كبيرا من الزوار والمواطنين وتقام في جو تقليدي متميز قبل العيد بأيام.

وتختلف هذه “الهبطات” في بعض الولايات في موعد إقامتها فبعضها تبدأ في اليوم الثالث والعشرين من رمضان، وتستمر إلى آخر يوم من رمضان، وتعاد فعالياتها أيضا في عيد الأضحى المبارك.

وهناك عدد من الهبطات الشهيرة التي يتطلع إليها المواطن العماني سواء التاجر أو المستهلك رغم تعدد الأسواق وكثرتها وتنوع عملية التسوق من خلال المراكز والمجمعات التجارية، لما تتميز به هذه (الهبطات) من توفر مختلف مستلزمات العيد فيها وخاصة اللحوم.

وفي نهاية الشهر المبارك تستعد اللجان المختصة لاستطلاع رؤية هلال شهر شوال، فبعد الإعلان الرسمي عن ثبوت رؤية الهلال يقوم الأهالي بتبادل التهاني والتبريكات وبعضهم يقوم بذلك قبل قدوم عيد الفطر المبارك بثلاثة أيام.

وتوجد أيضاً زكاة الأبدان في شهر رمضان المبارك التي شرعها الله على عباده، فالجميع يشتري مؤونة غذائية ليوزعها قبل صلاة عيد الفطر المبارك.

وخلال أيام عيد الفطر تكون هناك طقوس معينة تختلف في موعد نحر بهيمة الأنعام من ولاية إلى أخرى لكن أغلب الولايات يتم فيها النحر قبل صلاة العيد، كما يتناول الأهالي الوجبة العمانية المشهورة ( العرسية ) في نهار العيد وهي عبارة عن أرز ممزوج بالسمن العماني واللحم المحلي ويكون غالبا من صغار المواشي، ثم يخرج الأهالي إلى المصليات المنتشرة في مختلف أرجاء السلطنة لأداء صلاة العيد وسماع الخطبة وهم يرتدون اللباس التقليدي وهو “الدشاشة” و”المصر” و”الخنجر العماني” و”العصا”، يلبسه الصغار والكبار وهي عادات وموروثات عمانية تأصلت في المجتمع العماني منذ القدم.