1342338
1342338
المنوعات

مـزادات الربـيـع في نيـويـورك تحـقـق إيـرادات قياسية

19 مايو 2018
19 مايو 2018

نيويورك «أ.ف.ب»: - بيعت أعمال فنية بحوالي ثلاثة مليارات دولار في غضون أسبوعين خلال مزادات الربيع في نيويورك ما شكل رقما قياسيا يظهر الإقبال غير المسبوق على اللوحات والمنحوتات الرئيسية.

وحققت دار «كريستيز» حوالي 1,79 مليار دولار ودار «سوذبيز» 859 مليونا وهو مجموع يفوق ما سجل في مزادات الربيع في نيويورك العام 2015 التي اعتبرت محطة غير مسبوقة وتلاها تباطؤ كبير في السنوات التالية. وتقول جورجينا آدم صاحبة كتاب «دارك سايد اوف ذي بوم» حول سوق الفن في القرن الحادي والعشرين «هذا أمر ضخم جدا». وقد استمر الموسم أسبوعين بدلا من أسبوع بسبب مجموعة روكفلر الضخمة المعروضة. وتضيف «هذا أمر ضخم جدا خاصة بعد تراجع العام 2016». ولم يسجل أي رقم قياسي مطلق هذه السنة إذ أن لوحة «سالفاتور موندي» لليوناردو دا فينشي بيعت في نوفمبر 2017 بسعر 450,3 مليون دولار في نيويورك ما يصعب إمكانية تحطيم هذا السعر. إلا أن عشرات الفنانين تجاوزوا سعرهم القياسي وبيع أكثر من 250 عملا فنيا بأكثر من مليون دولار.

وتقول رايتشل بونال الأستاذة في جامعة ماستريخت الهولندية «يوجد على الدوام أشخاص يرغبون بالشراء بأسعار مرتفعة إذا كانت القطع بارزة في السوق الفنية».

في العام 2017، تحسنت السوق الفنية لتصل إلى 18,9 مليار دولار في مقابل 16,9 مليار في العام 2016 لكنها بقيت أقل من العام 2015 الذي بلغت سوق الأعمال فيه 21,1 مليار دولار وفق الدراسات التي أجرتها المنظمة المتخصصة «تيفاف». إلا أن الرقم الإجمالي يخفي تباينات على ما تؤكد بونال مع نمو أكبر لسوق الأعمال الغالية جدا مقارنة بالمزادات الأخرى. ويرى سايمن شو أحد مسؤولي الفن الانطباعي والحديث لدى دار«سوذبيز»، «تنقصنا في الواقع أعمال فنية كبيرة».

- حذر وانتقائية - لكن الأعمال المعروضة لا تباع كلها، ومنذ التباطؤ المسجل في العام 2016 راجعت دور المزادات نهجها. ويؤكد جان-بول انغلن المسؤول عن فن القرن العشرين والفن المعاصر في دار «فيليبس» للمزادات «يجب أن نكون حذرين». وقد نظمت هذه الدار مزادات في نيويورك خلال الأسبوع الحالي.

ويضيف «نعمل أحيانا على أن نكون انتقائيين وهذه الطريقة الوحيدة الممكنة».

ورغم بعض الأسعار المرتفعة لم يشهد أسبوعا المزادات حماسة مفرطة باستثناء لوحة «امرأة نائمة» لموديلياني بيعت بسعر 157,2 مليون دولار لدى «سوذبيز» و «الفتاة وسلة الزهور» التي بيعت بسعر 115 مليونا لدى دار «كريستيز».

وبيعت أيضا الكثير من القطع بأسعار تفوق التقديرات بمرتين أو ثلاث مرات. وإضافة إلى عملية الاختيار يشكل الترويج والتسويق أمرين أساسيين لموسم ناجح كما حصل مع عملية بيع لوحة «سالفاتور موندي».

وتقوم دور المزادات بنقل اللوحات عبر العالم في الأشهر التي تسبق عمليات البيع للترويج لها. وترى ساره فريدلاندر المكلفة بفن ما بعد الحرب العالمية والفن المعاصر لدى دار «كريستيز» في نيويورك «يتفاعل زبائننا مع أشياء تكون جديدة على السوق» وتكون عادة مأخوذة من مجموعات خاصة حيث قبعت لعقود.

ويوضح انغلن «الشاري اليوم أكثر اطلاعا من السابق لأننا في عصر المعلومات». ويضيف «الأشخاص الذين ينفقون أموالا كبيرة» على أعمال فنية «لم يصبحوا أغنياء بالصدفة وهم على اطلاع تام».

وتؤكد جورجينا آدم «نحن أمام أشخاص أغنياء جدا يريدون التميز ويكافحون للحصول على هذه القطع البارزة». والمثال الأخير على ذلك شراء مغني الراب والمنتج شون «ديدي» كومبز بسعر 21,1 مليون دولار الأربعاء الماضي لوحة للفنان الأسود كيري جيمس مارشال لدى دار «سوذبيز».

والجديد هو أن الطلب لم يعد محصورا بحفنة من الفنانين المشهورين جدا بل يتوسع ليشمل فنانين ونحاتين أقل شهرة. وهذا أتى نتيجة عولمة السوق «فبسبب تنوع الشراة ينعكس ذلك أيضا تنوعا في ما يشترونه» على ما تؤكد رايتشل بونال.