1342373
1342373
الاقتصادية

مساهمة قطاع التجارة في الناتج المحلي تتجاوز ملياري ريال وإمكانيات كبيرة للنمو والتطور

19 مايو 2018
19 مايو 2018

رجل الأعمال رائد العريمي في حوار مع «عمان»:-

حوار: حمود المحرزي -

يمتلك قطاع التجارة في السلطنة إمكانيات كبيرة للنمو والتطور سواء فيما يتعلق بتنفيذ مشروعات جديدة تدعم الشراكة بين القطاعين العام والخاص وتعزز التنويع الاقتصادي، أو توفير فرص عمل بأعداد كبيرة للمواطنين.

ووفقا للبيانات الرسمية الصادرة عن المركز الوطني للإحصاء والمعلومات فإن مساهمة قطاع التجارة في الناتج المحلي الإجمالي تتجاوز ملياري ريال سنويا، ويعمل به حاليا 180 ألف شخص.

وقال الشيخ رائد بن عبدالله العريمي نائب رئيس مجلس إدارة مجموعة الرائد: إن تقديم مفهوم للتسوق يواكب المتغيرات العالمية التي يشهدها كل من قطاع المراكز التجارية والسلوك الاستهلاكي للفرد، أصبح مهما للغاية، وهو ما جعل الاتجاه يتزايد نحو إقامة وجهات تجارية متميزة ، لافتا إلى أن القطاع لا يزال في بداياته وأمامه أفق كبير للتطور، فعدد المراكز التجارية بالنسبة لحجم السكان والحجم الجغرافي للسلطنة يعد قليلا، فلدينا الآن 9 - 10 أقدام مربعة لكل فرد في السلطنة بينما المقياس العالمي المعتاد هو 20 - 25 قدما مربعا لكل فرد وهو ما تتبعه غالبية الدول.

وخصصت مجموعة الرائد ما يقارب 385 مليون ريال عماني للاستثمار في قطاع التجزئة والترفيه على مدار خمسة أعوام حيث تستعد لافتتاح مشروع العريمي بوليفارد بالخوض فيما أعلنت أنها ستبدأ قريبا في إنشاء ممشى العريمي ببركاء، ويتوقع رائد العريمي أن يوفر المشروعان عددا كبيرا من فرص العمل، مع التركيز على التعمين، وتصل نسبة التعمين في مجموعة الرائد حاليا بين 70 و80%.

وأكد نائب رئيس مجلس إدارة مجموعة الرائد في حوار خاص مع (عمان) أنه بالنظر إلى الطبيعة الديموغرافية للسلطنة فهناك 50% من السكان هم أقل من 35 سنة وهذه الفئة ترغب في التعامل مع علامات تجارية فريدة، وأصبح تصميم هذه العلامات التجارية الآن، وإيجاد موقع إلكتروني خاص بها عملية غير مكلفة.. مشيرا إلى أن الفترة الماضية شهدت تطورا كبيرا في ريادة الأعمال لدى الشباب العماني، وأفرزت العديد من المشروعات الناجحة التي تهتم بكافة جوانب المشروع بدءا من دراسات الجدوى وحتى التسويق والعلامة التجارية، حيث يركزون على الهوية التجارية وطبيعة التصميم الفني له وكذلك التحدث بلغة واحدة بما يتعلق بالرسالة التي يحملها هذا المنتج وما يرافقه من مميزات في تصاميم المحل الداخلية والخارجية وطبيعة التسويق لينال أعجاب شريحة كبيرة من المستهلكين.

اهتمام بريادة الأعمال

وأوضح أن مجموعة الرائد تولي اهتماما كبيرا بريادة الأعمال ودعم العلامات التجارية المحلية وتعزيز نمو المشروعات المنزلية وإيجاد منافذ تسويقية لها، وتدرك أن الشركات الصغيرة والمتوسطة هي العمود الفقري للشركات الكبرى.

وفي هذا الإطار نظمت المجموعة لقاءات مع ما يقارب 100 شخص مسجلين في الهيئة العامة لتنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة بهدف دعم الاستثمارات الصغيرة والمتوسطة، وقد استمعنا لآرائهم وخططهم التجارية ونوع المنتج والخدمة التي يقدمونها، وبناء على هذه اللقاءات قمنا باختيار أفضل هذه المشروعات بناءً على عوامل منها جاهزية الشخص لريادة الأعمال ومدى تفرغه للمشروع، ومبدئيا تم اختيار 12 شركة في مختلف مجالات البيع بالتجزئة ومختلف المنتجات والخدمات للحصول على منافذ للبيع في العريمي بوليفارد وسندعمهم بنسبة 60 - 70% فيما يتعلق بالإيجارات وكذلك تسهيل التسويق وصياغة العقود وغير ذلك من جوانب الدعم.

تجارب جيدة

ولفت العريمي إلى المزايا التي يتسم بها مشروعا البوليفارد وممشى العريمي، فهناك الكثير مما يميز المشروعين، وعلى سبيل المثال فإن البوليفارد له تصميم مختلف بقبة زجاجية لإضافة لمسة جمالية وانطباع بالراحة خلال التسوق وهناك قاعات خارجية للجلوس وتناول الوجبات مزينة بنوافير موسيقية راقصة وغيرها من الإضافات الجمالية، وحجم الوظائف التي ستتوفر من خلال محلات بيع التجزئة وقطاع التجزئة في المشروعين يعد ضخما، نظرًا لأن قطاع التجزئة من القطاعات كثيفة الاستخدام للأيدي العاملة، وتتجاوز مساهمته في الناتج المحلي الإجمالي للسلطنة ملياري ريال عماني سنويا وفق إحصائيات المركز الوطني للإحصاء والمعلومات، وهو يوظف 180 ألفا وهناك 54 ألف وظيفة يمكن استغلالها مباشرة، ولكن هناك نوعا من قلة التوعية بمفهوم قطاع التجزئة وماهية أدواره والوظائف في هذا القطاع وطبيعة السلم الوظيفي الذي سيتم الارتقاء فيه.

وأضاف: إن مجموعة الرائد ومن خلال التعاون مع شركة ريتيل ايجينسي والتي تتعاون مع مجلس الشرق الأوسط للمراكز التجارية نعمل على التوعية بأهمية قطاع التجزئة والفرص المتاحة للعمل به وتوصيل هذه الرسالة للمجتمع وحتى يتم انتهاز هذه الفرص الآن فلدينا هذه المشروعات بهذا القطاع تصمم بمقاييس ومواصفات عالمية من قبل مطور يحظى بسمعة قوية جدا في السوق ويتم تدريبهم من خلال مختلف البرامج الموجودة وتشجيعهم على الانضمام لهذه الوظائف وهناك تجارب جيدة لمجموعة من العمانيين الذين بدأوا في قطاع التجزئة ووصلوا إلى مراتب عالية فيه.

المشروعات المنزلية بداية النجاح

وتحدث الشيخ رائد العريمي عن المشروعات المنزلية، ووصفها بأنها بداية النجاح، وتوليها المجموعة اهتماما كبيرا، فالمتتبع لاثنتين من أضخم الشركات في العالم، والتي تمتلك قيمة سوقية تقدر بعشرات المليارات من الدولارات، وهما شركتا مايكروسوفت وديل الأمريكيتين بدأتا من جراج المنزل وأصبحتا حاليا من أكبر شركات العالم، داعيا أصحاب المشروعات المنزلية إلى محاولة أن يكيفوا أنفسهم ويسخروا طاقاتهم بما يتوفر لديهم من سيولة لتوفير منتجاتهم في السوق بالطرق التي تسمح لهم لتحقيق دخل يضمن لهم استمرارية أعمالهم ويضمن لهم العيش الكريم.

وقال: أشجع هذه الشريحة، أصحاب المشروعات المنزلية، والتي بدأت في بيع المنتجات من منازلها وتسويقها، وهو أمر جيد، ويجب أن لا ينظروا إلى السوق اليوم كمنافسة بين طرفين ولكن كتكامل بين جميع الأطراف لتحقيق المصلحة العامة والمشتركة.

معرض أسبوعي لرواد الأعمال

وأشار إلى أنه من خلال العريمي بوليفارد سنقدم تجربة مميزة، على غرار الأسواق الأسبوعية في بريطانيا أو ما يسمى بسوق السبت أو الجمعة فهناك يوم في نهاية الأسبوع يتم تخصيصه لأصحاب الأعمال المنزلية والصغيرة بعرض منتجاتهم من خلاله للجمهور الزائر. وقمنا ببناء ما يقارب 12 ألف متر مربع مساحة خارجية مصممة وفق معايير عالية بها نوافير ومزروعات ومزودة بتوصيلات كهربائية لهذا الغرض، وهي مختلفة عن المساحة المصممة لرواد الأعمال، وإذا كان لدى المشاركين في هذا المعرض الرغبة في أن يكون لهم موقع دائم في المركز التجاري ويملكون منتجا ممتازا وأن يكون صاحب المشروع متفرغا ولديه القدرة على النجاح سنقوم بدعمه بكل سرور من جميع النواحي.

علامات محلية أثبتت وجودها

وفيما يتعلق بالعلامات التجارية في العريمي بوليفارد قال: إنه ستكون لدينا علامات تجارية عالمية معروفة، وتم التوقيع مع مجموعة منها، ومن بينها مجمع سنوبيلس، واي كومبات ومجموعة من المقاهي والمطاعم العالمية. ولكن في الوقت نفسه هناك علامات تجارية محلية أثبتت وجودها في السوق مثل دورو وريدان وكب كيك وهذه جميعها شركات ممتازة ولا بد لها أن تتوسع في أنشطتها وأعمالها التجارية، وتم التركيز عليها وإعطاؤها مواقع للعمل لدينا.

قطاع التجزئة في بداياته

وعن واقع قطاع التجزئة في السلطنة قال العريمي: إن القطاع لا يزال في بداياته وأمامه أفق كبير للتطور، ولو نظرنا إلى عدد المراكز التجارية بالنسبة لحجم السكان والحجم الجغرافي للسلطنة فهو يعد قليلا، فلدينا اليوم 9 - 10 أقدام مربعة لكل فرد في السلطنة بينما المقياس العالمي المعتاد هو 20 - 25 قدما مربعا لكل فرد وهو ما تتبعه غالبية الدول، ولذلك لا بد من زيادة عدد المراكز التجارية، كما أن غالبية الأسواق هي أسواق تقليدية في مواقع تجارية يقصدها الشخص مع عائلته للتسوق ولكن لا بد من التكيف مع المتغيرات التي تطرأ على السلوك الاستهلاكي للفرد ومواكبة التطور في آلية عملية التسوق من خلال بناء مراكز تجارية ضخمة جدًا لأن المرحلة المقبلة ستكون مرحلة دمج بين الأنشطة التي يقوم بها الأفراد في المجتمع في أماكن مهيأة لممارسة هذه الأنشطة سواء كانت تعليمية، أو تثقيفية أو تجارية أو ترفيهية أو لتناول الأطعمة والمشروبات وذلك لا بد من إيجاد هذه المنصات، موضحا أن غالبية الأعمال التجارية الناجحة في الكثير من الدول حققت نجاحها بسبب العمل في المراكز التجارية، ولهذه الأسباب نسعى لزيادة هذه المراكز وبنائها وفق معايير ومستويات عالمية آخذين في الاعتبار بأن نبدأ من حيث انتهى الآخرون.

3 عوامل رئيسية

ونصح رواد الأعمال بأن نجاح أي عمل تجاري مبني على ثلاثة أشياء رئيسية أولا: إيجاد علامة تجارية قوية جدا ومعروفة، وثانيا: توفير منتجات وخدمة مميزة، وثالثا: الاعتماد على التسويق في مواقع التواصل الاجتماعي والإنترنت، موضحا أن تأسيس محل، من قبل أي شخص، دون الأخذ في الاعتبار السوق الواسع الذي يستطيع أن يصل إليه من خلال تسويقه المباشر في مواقع التواصل فلن يجدي معه هذا المشروع، فلا بد أن يتم توفير وعرض هذه الخدمات مع التركيز على جودة المكان وطبيعة الديكور، ونوع الخدمة التي يقدمها البائع للمتسوق بكل حرفية وبابتسامة واحترام وإعطائه الوقت كي يتسنى له اتخاذ القرار المناسب في شراء ما يريد، مؤكدًا أن الشركات الصغيرة والمتوسطة هي في فترة نمو، وستحقق توسعا في حجم أعمالها التجارية.

وقال: إن صاحب الأعمال يجب أن يتمتع بنظرة بعيدة المدى لهذه الشركات من بدايتها ويستطيع بالخبرة والدراية المتولدة لديه فهم استراتيجية الشخص الذي أسس هذا العمل، وإلى ماذا يريد أن يحقق، ودورنا أن نقدم لهم الدعم وهو دعم متبادل فعندما ينمو سيكون ولاءه لهذا المكان وللجهة التي ترعاه ولاء مطلقا لأنه نقطة بدايته ونجاحه.

وأكد أن الكفاءات العمانية تتمتع بمهنية واحترافية عالية في العمل خاصة إذا توفرت لها البيئة المناسبة للنمو وتحقيق طموحاتهم، ولدينا قيادات وطنية ممتازة ساندت مجموعة الرائد خلال مسيرتها في السنوات الأربعين الماضية، والفكرة السائدة أن العمانيين هم أصحاب كفاءة في العمل هي فكرة صحيحة وسديدة، داعيا الشركات لأن تستغل هذه الطاقات وتدريبها وإعطاءها المسؤولية لتكون جزءا من استراتيجية أي شركة، مشيرا إلى أن المجموعة تنفذ مشروعات هي جزء من الخطط التنموية للبلد، مؤكدا أن هذه المشروعات أتت نتيجة لتوجيهات حضرة صاحب الجلالة السلطان المعظم - حفظه الله ورعاه - في إيجاد مرحلة جديدة من الشراكة ما بين القطاعين الخاص والحكومي لإيجاد آلية يتم من خلالها تحقيق وظائف للعمانيين ودعم الشركات الصغيرة والمتوسطة.