روضة الصائم

استراحة: عِشْ الضياء

21 مايو 2018
21 مايو 2018

اختيارات: منار العدوية -

عش الضياء مع اسم :

المؤمن

ورد في القرآن مرة واحدة

} هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ { الحشر : 23

المعنى :

هو الذي يؤمن عباده من كل خوف وهو لا يؤمن عباده من مخاوف الدنيا فحسب بل يؤمنهم من عذاب جهنم ويبعثهم يوم القيامة من الفزع امنين وذلك بدعوته عز وجل لهم للإيمان به والالتزام بطاعته.

من واقع الحياة:

عندما يعلم المسلم بأن من أسماء الله سبحانه وتعالى المؤمن فعليه أن يشعر ويتيقن بأن الله سبحانه وتعالى سيؤمن له ما وعده به سواء في الدنيا والآخرة ،فقد وعد الله سبحانه وتعالى عباده المؤمنين في الدنيا بالنصرة والتأييد والتمكين قال تعالى : «وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ» النور: 55

عندما يعلم المسلم بأن من صفات الله تعالى المؤمن،فيجب أن يتيقن بأنه إذا أقبل عليه فإنه آمن من القلق والضيق و البلاء والخوف ،فالله سبحانه وتعالى مصدر أمنٍ وأمانٍ للبشر ، فبعض الأمور قد تُقْلِقك، ولكن الله هو المؤمن ، فإذا اتبعت أمره فأنت في أمن وسلام ، قال تعالى : الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَـئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ» الأنعام : 82 .

السيرة النبوية الشريفة

قصة الراهب بَحِيري في طريق الشام

وقعت قصة عجيبة كانت سببا في رجوع أبي طالب بابن أخيه إلى مكة قبل أن يصل إلى الشام لما وصل الركب إلى بُصرى استوقفهم الراهب بَحِيرَى الذي كان من علماء أهل الكتاب، لقد رأى بَحِيرى ما كان يجده عندهم من صفة هذا الركب؛ فقد رأى غمامة تُظِلُ الركب لها صفة موجودة في كتبهم، ورأى أن أغصان الشجرة قد تدلت عليهم عند جلوسهم تحتها، فما كان من بحيري إلا أن أمر من معه بصنع طعام لهم . ونزل بَحِيرَى إليهم فدعاهم إلى الطعام، وقد كانوا مَرُّوا عليه مرارًا قبل هذه المرة فَلَمْ يَدْعُهُم إلى ضيافته، فسألوه وقالوا له : ما سبب دعوتنا هذه المرة، وقد كنَّا مررنا عليك قبل ذلك مرارًا فلم تَدْعُنا؟ فقال نعم، لم أدعُكم من قبل؛ ولكنكم ضيف فأحببت أن تأكلوا من طعامي، وأريدكم أن تحضروا جميعا، كبيركم وصغيركم.

فحضر القوم، ولكنهم جعلوا الطفل اليتيم محمدا عند رحالهم يحفظها ويرعاها؛ لأنه كان أصغرهم سناً ، فلما يجد صفة من يريد- وهو الطفل اليتيم محمد- فسألهم وقال لهم: هل حضرتم كلكم؟ فقالوا: ما تخلَّف منَّا من ينبغي له أن يحضر إلا غلام صغير تركناه عند رحالنا فقال بحيرى: أحضروه ، يَحْضُرُ الجميع، عند ذلك قام أحد الناس وهو غاضب عليهم أنهم تركوا طفلا يتيما وحضروا جميعا ضيافة الراهب. فقال الرجل الغاضب: إنه كان للؤم بنا أن يتخلف ابن عبدالله بن عبدالمطلب عن الطعام من بيننا، ثم قام إليه واحتضنه وأجلسه مع القوم .فلما رأى بحيرى اليتيم جعل يلحظه وينظر إليه بإمعان،حتى إذا اشتغل الناس بالطعام اقترب بحيري من الطفل اليتيم محمد وأخذ يسأله جملة من الأسئلة على ماهو موجود عندهم من صفة النبي الذي يختم الله به الرسالات .فسأل بحيرى الطفل اليتيم محمدا عن أمور تتعلق بهيئته ونومه وأكله وشربه وغير ذلك من الأمور، فوجد إجاباته مطابقة لما عندهم من صفة النبي المنتظر.

فلما فرغ بحيرى من سؤال الطفل اليتيم محمد أقبل على عمه أبي طالب وقال له:ما صلة هذا الغلام بك؟

قال أبو طالب: هو ابني، فقال بحيري: ما هو بابنك ولا ينبغي لهذا اليتيم أن يكون أبوه حيا.

قال أبو طالب: إنه ابن أخي، قال: فما فعل أبوه؟ قال: مات وأمه حبلى به، قال بحيرى: صدقت.

ثم إن بحيري حذر أبا طالب من كيد من يعرف صفة ابن أخيه لابن أخيه، وهم أهل الكتاب، فقد يقصدونه بشر، فقال بحيري لأبي طالب: ارجع بابن أخيك إلى بلده، واحذر عليه من اليهود، فوالله لئن رأوه وعرفوا منه ما عرفت، ليبغنه شرا، فإنه كائن لابن أخيك هذا شأن عظيم فأسرع به إلى بلاده.

رجع به عمه أبو طالب سريعا، حتى أقدمه مكة فبقي الطفل اليتيم في رعاية عمه وكفالته، يرعاه رعاية فوق رعايته أولاده.

ومرت السنين وهو في رعاية عمه، حتى إذا ما بلغ محمد صلى الله عليه و سلم خمس عشرة سنة قامت حرب بين قريش ومن معها من كنانة وبين قيس عيلان، وهي حرب الفِجَار . وسبب هذه الحرب أن عروة الرَّحَّال بن عتبة أجار إبلا للنعمان بن المنذر ملك الحِيرَة كانت محملة بالثياب والطيب فجعلها عروة في حمايته، فقال له البَرَّاضُ بن قيس وهو من كنانة: أتجيرها على كنانة؟ قال عروة: نعم وعلى الخلق كلها، فخرج في القافلة عروة الرَّحال يرعاها ويقوم على شأنها، وخرج البراض يطلب غفلة من عروة ليقتله، فلما كانت القافلة بتَيْمِنَ ذي ظلَّال - وهو موضع في نجد - وقعت لعروة غفلة، فقام إليه البَّراض وقتله في الشهر الحرام؛ لذلك سميت الحرب بحرب الفَجَار.

غراس الجنة.

(حَسْبِيَ اللَّهُ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ) التوبة١٢٩

التفسيـر:

فإن أعرض المشركون والمنافقون عن الإيمان بك -أيها الرسول- فقل لهم: حسبي الله، يكفيني جميع ما أهمَّني، لا معبود بحق إلا هو، عليه اعتمدت، وإليه فَوَّضْتُ جميع أموري؛ فإنه ناصري ومعيني، وهو رب العرش العظيم، الذي هو أعظم المخلوقات.