رسالة دكتوراة تبحث القيم الحضارية

تتواصل في جامعة السلطان قابوس مناقشات رسائل الماجستير والدكتوراة في كلية الآداب والعلوم الاجتماعية وقد تمت مناقشة رسالة دكتوراة بعنوان الرسائل العُمانيَّة من القرن الثالث حتى القرن التاسع هجريًا، «بحث في القيم الحضاريَّة» للطالب خميس بن راشد المنظري في قسم اللغة العربية.

سعى الباحث من خلال هذا البحث إلى دراسة القِيَم الحضاريَّة من خلال السِّيَر (الرسائل) العُمانية التي حصرها بين القرن الثالث والقرن التاسع هجريًّا، كما تتبع السِّمات المميَّزة التي تفرَّد بها العُمانيون في إقامة نظام الحكم الخاص بهم كما قعَّدته الحضارة الإسلاميَّة، وعن دور العلماء ونشاطهم الإصلاحي الرابط بين السلطة والمجتمع، ومعرفة الآليات والوسائل التي اتُّبِعَتْ في معالجة القضايا المختلفة ومدى تأثيرها في مسيرة المجتمع العُمانيّ. وللوصول إلى هذه الغاية اقتضت منهجية البحث تقسيمه إلى مقدمة وأربعة فصول وخاتمة. ففي الفصل الأول تمت مناقشة إطار البحث وأدواته، إذ بين الفصل تكوين مدوّنة البحث وحيثياتها، مع رصد مصادر البحث ومراجعه، وتطرق إلى حظ الموضوع من الدرس، وتحديد الإطار الزماني والمكاني، وتعريف أهم المصطلحات الواردة، كذلك قدم الفصل الثاني توصيفًا للمدوَّنة من خلال جدولةٍ مكَّنته من تأطير الرسائل وبيان الأركان القارَّة التي قامت عليها، وجعلها بمثابة دليل علمي ومنهجي في مقام البديل للرسائل، وتضمَّن ثلاثة مباحث حسب التصنيف من سياسي فاجتماعي فعسكري . واشتمل الفصل الثالث على مضمونات القول، ناقش الباحث آراء كتاب الرسائل السياسيَّة والاجتماعيَّة والعسكريَّة، وحلل القِيَم الحضاريَّة ونظرة كتَّاب النصوص إليها من الناحية العقديَّة والنزعات الفكريَّة ومدى تأثيرها في حياة المجتمع العُمانيِّ، ووزعت مادة الفصل في ثلاثة مباحث. أما الفصل الرابع فخصصه لمناقشة أساليب الكتابة في ثلاثة مباحث، من حيث البناء الفنِّيّ للرسائل، وناقش ظاهرة التناصِّ وتوظيفها ضمن النصوص، وتحليل الظواهر الأدبية البارزة فيها، بالإضافة إلى ذلك خرجت خاتمة البحث إلى جملة من النتائج يرجو الباحث من خلالها أن تساهم في فتح آفاق إضافيَّة لدراسة التراث العُمانيّ، وتسدُّ ثلمة في المكتبة العربيَّة. وكذلك توصل في دراسته إلى مجموعة من القضايا يرى بأنها ذات أهميَّة في الحضارة العُمانيَّة، وتبقى قابلة لمزيد من البحث للوصول إلى مكوِّنات التراث العُمانيّ وحقوله المعرفيَّة وقِيَمه الحضاريَّة في ضوء ما تعذر عليه في موضوع الوصول إلى الوثائق.