1341778
1341778
العرب والعالم

بيونج يانج «تمتنع» عن استقبال صحفيين من الجنوب لحضور إغلاق مواقعها النووية

19 مايو 2018
19 مايو 2018

ترامب يسعى لاسترضاء زعيم كوريا الشمالية -

سول - واشنطن - (رويترز) - قالت كوريا الجنوبية أمس إن كوريا الشمالية رفضت الموافقة على قائمة من الصحفيين الجنوبيين كانوا يأملون في مشاهدة إغلاق موقعها المخصص للتجارب النووية، مما يثير تساؤلات جديدة عن التزام بيونج يانج بالحد من التوترات.

ودعت كوريا الشمالية عددا محدودا من الصحفيين من كوريا الجنوبية ودول أخرى ليشهدوا ما قالت إنه سيكون إغلاقا لموقع لتجارب الأسلحة النووية الوحيد لديها والواقع في بونجي ري الأسبوع المقبل.

ويعتبر عرض بيونج يانج إغلاق موقع التجارب تنازلا كبيرا خلال شهور شهدت تخفيفا للتوتر بينها وبين كل من كوريا الجنوبية والولايات المتحدة.

لكن يبدو أن التقدم قد توقف في الأيام القليلة الماضية مع الشكوك التي أثارتها كوريا الشمالية بشأن قمة غير مسبوقة يفترض أن تعقد في سنغافورة في 12 من يونيو القادم بين الزعيم كيم جونج أون والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ومع وقفها المحادثات مع الجنوب.

وقالت وزارة الوحدة في كوريا الجنوبية، المسؤولة عن التعامل مع الشمال، أمس إن بيونجيانج «امتنعت عن قبول» قائمة الصحفيين التي قدمتها سول لحضور تفكيك موقع التجارب.

ولم تعلن الوزارة مزيدا من التفاصيل، لكن قرار بيونج يانج سيثير شكوكا على الأغلب بشأن خطتها الخاصة بموقع التجارب.

إمكانية الانسحاب

وسعى دونالد ترامب لاسترضاء الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون بعد أن تحدثت بيونج يانج عن إمكانية الانسحاب من قمة غير مسبوقة‭ ‬بين البلدين، وقال إن سلامة كيم ستكون مكفولة في أي اتفاق وإن كوريا الشمالية لن تواجه مصيرا كمصير ليبيا بعد رحيل زعيمها معمر القذافي، إلا إذا تعذر إبرام ذلك الاتفاق.

وفي تصريحات أدلى بها أمس الأول في المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض وانتقد فيها أيضا الصين بقوة بسبب المعاملات التجارية، قال ترامب إن الاجتماع مع كيم لا يزال مزمعا لكن الزعيم الكوري الشمالي ربما تأثر ببكين بعد زيارتين قام بهما إليها في الآونة الأخيرة.

ونأى ترامب بنفسه عن تعليقات صدرت عن جون بولتون مستشاره للأمن القومي وشجبتها كوريا الشمالية غاضبة عندما ألقى بظلال من الشك على القمة المقرر عقدها في سنغافورة في 12 يونيو حزيران.

وقال ترامب للصحفيين في مستهل اجتماع مع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرج «كوريا الشمالية تتحدث معنا بالفعل عن التوقيتات وعن كل شيء وكأن شيئا لم يحدث».

وأضاف أنه لا يسعى إلى «النموذج الليبي» لدفع كوريا الشمالية للتخلي عن برنامجها للأسلحة النووية.

وكان بولتون قد لمح مرارا إلى النموذج الليبي لنزع التسلح بالنسبة لكوريا الشمالية، وكانت أحدث إشارة لذلك الأحد الماضي.

وكان القذافي قد أطيح به وقتل بعد أن انضم الليبيون لاحتجاجات الربيع العربي في 2011 بدعم من أعضاء بحلف شمال الأطلسي شجعوه على التخلي عن أسلحة الدمار الشامل بموجب اتفاق أبرم عام 2003.

وفي بيان صدر يوم الأربعاء وهدد بالانسحاب من القمة، تهكم كيم كي جوان النائب الأول لوزير الشؤون الخارجية الكوري الشمالي من تلميحات بولتون المتعلقة باتفاق يشبه ذلك الذي تم بموجبه شحن مكونات البرنامج النووي الليبي إلى الولايات المتحدة ووصفه بأنه «سخيف».

وقال «العالم يعرف جيدا أن بلدنا ليس ليبيا ولا العراق اللذين واجها مصيرا مأساويا» في إشارة على ما يبدو إلى مصير القذافي والرئيس العراقي السابق صدام حسين.

وقال ترامب إن الاتفاق الذي يتطلع إليه سيكفل لكيم «حماية ستكون قوية جدا».

وأضاف «سيكون موجودا .. سيدير بلاده .. وستكون بلاده غنية جدا».

وتابع قائلا «النموذج الليبي نموذج مختلف كثيرا.أهلكنا ذلك البلد».

وأضاف أن هذا لن يحدث «في الأغلب الأعم» إلا إذا لم يتسن التوصل لاتفاق مع كوريا الشمالية.

وشدد ترامب على أنه سيتعين على كوريا الشمالية أن تتخلى عن أسلحتها النووية.

وقال «لا يمكننا أن ندع ذلك البلد يمتلك أسلحة نووية. لا يمكننا هذا»، متحدثا عن كوريا الشمالية التي تعكف على تطوير صواريخ قادرة على ضرب الولايات المتحدة.

وكانت واشنطن قد طالبت بتفكيك برنامج السلاح النووي الكوري الشمالي بشكل «كامل يمكن التحقق منه ولا سبيل للرجوع عنه».

ورفضت بيونج يانج نزع التسلح من جانب واحد ولم تبد أي إشارة إلى استعدادها لأن تتخذ خطوة تتجاوز مجرد بيانات التأييد الفضفاضة لمفهوم نزع السلاح النووي في العالم.

* «وسائل سلمية»

قالت الصين أمس إنها تدعم الاستقرار والسلام في شبه الجزيرة الكورية كما تدعم حل الخلافات المتعلقة بتطوير الأسلحة عبر المحادثات، وذلك ردا على قول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن الصين ربما تؤثر على كوريا الشمالية مما يجعلها تتخذ هذا الموقف الجديد المتشدد.

وردا على سؤال بشأن تصريحات ترامب، قال المتحدث باسم الخارجية الصينية لو كانغ إن موقف الصين لم يتغير وجدد دعمها لهدف نزع السلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية.

وأضاف لو في إفادة صحفية اعتيادية في بكين «ندعم كل الأطراف المعنية باستمرار لحل قضية شبه الجزيرة من خلال المشاورات السياسية والوسائل السلمية».

وزار كيم الصين مرتين في الآونة الأخيرة لإجراء محادثات مع الرئيس شي جين بينغ، إحداها زيارة سرية بالقطار لبكين في مارس آذار، والتي كانت أول زيارة خارجية معروفة يقوم بها منذ توليه السلطة.

ويعد الدفء في العلاقات بين الزعيمين تغيرا حادا عن العلاقات الباردة التي استمرت لأشهر بين البلدين مع زيادة بكين الضغط على بيونجيانج من خلال العقوبات ردا على تجاربها الصاروخية والنووية العام الماضي.

والصين هي أكبر شريك تجاري لكوريا الشمالية وتعتبرها حائط صد أمني مهم في وجه الوجود العسكري الأمريكي في المنطقة.

ويقول محللون إن ما بدا حتى هذا الأسبوع أنه تحسن سريع في العلاقات بين كوريا الشمالية من جهة والولايات المتحدة وكوريا الجنوبية من جهة أخرى أذكى مخاوف بكين من استبعادها من اتفاق جديد بشأن شبه الجزيرة الكورية.