1341831
1341831
الاسبوع السياسي

شخصية الأسبوع :الشهيد المقعد فادي أبو صلاح

18 مايو 2018
18 مايو 2018

سار إليهم زاحفا بعد أن بتروا قدميه.. سار إليهم وبيده حجر وقلاع.. ليقول لهم ارحلوا عن أرضي أيها الغزاة.. ليقول لهم سأستعيد «قدسي» أيها الأغراب.

فادي أبو صلاح، الشاب الفلسطيني المقعد، أب لخمسة أطفال، أكبرهم في الثامنة من العمر، استشهد في ذكرى يوم النكبة برصاصة استقرت في صدره، وهو يواجه العدو الإسرائيلي بحجر ومقلاع!!، بعد أن زحف إلى السياج الحدودي الذي يطوق قطاع غزة، بكل شجاعة وعزة.

تعرض فادي في العام 2008 - الحرب الأولى على غزة - لإصابة بالغة في ساقيه، بعد أن استهدفه صارخ إسرائيلي موجه من طائرة حربية، مما استدعى الأطباء إلى بترهما وأصبح بنصف جسد!.

لم تمنع الإصابة فادي من مواصلة النضال، لم تمنعه من مواصلة الحياة، فتزوج بعد عامين من الحادثة، وصنع كرسيه المتحرك «على شكل دراجة» حتى تسهّل عليه التنقل والحركة.

في يوم استشهاده، خرج باكرا.. ودع زوجته وأوصاها بأبنائه الخمسة.. حاول شقيقه أن يثنيه عن قراره بسبب حالته الجسدية، إلا أنه أبى، وقال «كلنا فداء للوطن».. وقبل الغداء، اتصل بزوجته وأخبرها أنه «لن يتمكن من الحضور»، ثم بعدها بلحظات، رجع محمولا على الأكتاف، ليوارى الثرى شهيدا، مسطرا ملحمة من ملاحم التحرير والإبى في وجه الظلم والطغيان، وسيذكر التاريخ دوما قصة الشهيد المقعد، قصة فادي أبو صلاح.