روضة الصائم

ناصر العبري أرسى قواعد وأسسا تربوية وتعليمية

17 مايو 2018
17 مايو 2018

تلقّى تعليمه على أيدي علماء أفاضل -

الحمراء - عبدالله بن محمد العبري -

كان معلما قبل وبعد بزوغ فجر النهضة المباركة لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس المعظم -حفظه الله ورعاه- وكان للأستاذ ناصر بن محمد العبري دور كبير في إرساء قواعد وأسس الجانب التربوي والتعليمي، حيث بدأ عمله في مهنة التدريس في بداية السبعينات مع افتتاح أول مدرسة عصرية في الولاية مدرسة الشيخ أبي سعيد الكدمي ومن خلال جولة « عمان» ولقائنا بالمعلمين القدامى كان لنا هذا الحوار مع الأستاذ والمربي الشيخ ناصر بن محمد بن عامر العبري.

سألناه كيف بدأ الدراسة وفي أي مدرسة وعلي يد من من المدرسين؟ فيقول: بدأت الدراسة وأنا في الصغر مع والديّ -رحمهما الله- ثم انتقلت لأتعلم مع الوالدة عائشة بنت ماجد بن خميس العبرية في بيتها في نطالة وكانت تدرس مجموعة من الأولاد منهم هلال بن عبدالله بن نجيم العبري وكنت من ضمنهم ثم انتقلت لاستكمال تعليم القرآن الكريم وحفظه مع المعلم راشد بن غريب الحضرمي وهو من بلدة فرق بنزوى وتعلمت معه في سبلة صباح النعب وكانت هناك مجموعة من طلبة العلم من بينهم أخي عبدالله بن محمد بن عامر العبري وعبدالله بن عيسى العبري وبعد ختم القرآن أخذني والدي لأدرس معه في مسجد الحديث بعد صلاة الفجر ومعي أخي عبدالله ثم بدأت في تعلم اللغة العربية والتربية الإسلامية مع شيخنا ووالدنا الشيخ إبراهيم بن سعيد العبري المفتي العام السابق للسلطنة -رحمه الله- كما كان يدرسنا في علوم النحو الوالد محمد بن سيف بن حمد العبري -رحمه الله- ابن أخ الشيخ مهنا بن حمد العبري ثم واصلنا الدراسة مع شيخنا العلامة إبراهيم بن سعيد العبري وبدأنا ندرس في سبلة الغاربي.

حياته العملية كمعلم

يقول الأستاذ والشيخ ناصر العبري: كانت بداية حياتنا في تعليم الأبناء انطلاقا من مدرسة السحمة الملحقة بمسجد السحمة، حيث انتقلنا إليها لنبدأ مهنة التعليم وكان معنا يدرسون في هذه المدرسة مجموعة من الطلبة وكانوا فرحين بوصولهم إلى مرحلة هذه المدرسة والتي يتم الانتساب إليها بعد ختم القرآن في مدارس التحفيظ، حيث كنا ندرسهم ملحة الإعراب وشرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك وغيرها من الكتب الدينية وكان استمرارنا في التدريس حتى بداية عصر النهضة المباركة، حيث التحقنا بسلك التعليم العصري في مدرسة الشيخ أبي سعيد الكدمي حتى تم بناء مدرسة الشيخ ماجد بن خميس وافتتاحها في نهاية الثمانينات من القرن الماضي وانتقلنا إليها لتدريس مادة التربية الإسلامية لطلبة المرحلة الثانوية وكان استمرارنا في مهنة التدريس حتى وصلنا سن التقاعد .

هل وجدت صعوبات بين التدريس التقليدي والتدريس في المدارس العصرية قال: إن وزارة التربية والتعليم قبل تعييننا وضعت لنا برنامج التأهيل التربوي وذلك أثناء العمل.

مشاركاته الثقافية

وحول سؤالنا عمّا إذا كانت لديه مشاركات ثقافية؟ قال: شاركت في العديد من الأنشطة والفعاليات الثقافية التي تقيمها المؤسسات في الولاية وبخاصة الأهلية والمتمثلة في إقامة المحاضرات والندوات وإعادة تأسيس وإدارة مكتبة وقف الحمراء الأهلية، وعما إذا كان لديه مؤلفات أو كتب قام بتأليفها؟ قال: كتبت عدة مذكرات في الجوانب التربوية والتعليمية واستعان بها معلمون في هذا المجال وطلبة يدرسون في الكليات والجامعات.

وعما إذا كانت لديه أنشطة يمارسها بعد التقاعد؟ قال: كنت وكيلا للأوقاف منذ أن كنت على رأس العمل والآن تركتها ليتولاها ابن أخي عبدالرحمن بن عبدالله بن محمد العبري .

وعن أسفاره داخل وخارج الولاية أو السلطنة يقول: جبت عددا من محافظات وولايات السلطنة أما خارج السلطنة فقد سافرت إلى الهند في رحلة علاج مرافقا لوالدي رحمه الله .

هل لك كلمة توجهها لأبنائك المعلمين والطلبة..؟ نعم أوصي أبنائي المدرسين التحلي بالصبر والتحمل لأنهم يتعاملون مع طلبة من فئات عمرية وفكرية مختلفة وعلى المعلم أن يكون قدوة في الأخلاق والتحمل والأمانة والإخلاص لهذه المهنة لأن مهنة التدريس مهنة ليست ككل المهن فالمعلم يحمل على عاتقه تربية أجيال وهم بناة هذا الوطن وعليهم الاعتماد والركيزة الأساسية لأن منهم في المستقبل سيكون الجندي الوفي والطبيب المعالج والشرطي الأمين والحارس على هذا الوطن وغيرها من المهن التي يرجى من الأبناء أن يمارسوها بكل إخلاص وأمانة والصدق هو من أهم عوامل نجاح العملية التدريسية كما أوصي الأساتذة المعلمين بان يربوا في تلامذتهم الصدق والدين والمحافظة على العبادات والصلاة في الجماعة حتى يتم إخراج جيل قادر على خلق مجتمع مستقيم وواع ومدرك لمصلحة هذا الوطن وأبنائه الأوفياء، وأنصح أبنائي الطلبة أن يبذلوا الجد والاجتهاد والإخلاص في التحصيل الدراسي ومن ثم الإخلاص في العمل مستقبلا وعليهم أن يمتثلوا لأوامر أساتذتهم وان ينصتوا ويتقبلوا منهم كل النصح والإرشاد والعمل بدون إخلاص لا فائدة ترجى منه.