روضة الصائم

غذاؤك في رمضان

16 مايو 2018
16 مايو 2018

اعداد: خالصة الشيبانية -

يعتبر الصوم أو الصيام ركنا من أركان الإسلام، لذلك فإننا نقتبس من ديننا الإسلامي الدليل العلمي الواضح للتغذية الصحية خلال شهر ‏رمضان الفضيل، حيث إنه من الضروري اتباع عادات غذائية صحية حتى يتمكن الصائم من أداء كافة واجباته الدينية والعملية دون شعور بالتعب أو الإرهاق.

قالت فتحية بنت عبدالله الراشدية، أخصائية تغذية علاجية في دائرة التغذية بوزارة الصحة: إن الصيام هو الامتناع عن الطعام والشراب وإراحة الجهاز الهضمي لساعات عديدة من طلوع الفجر وحتى غروب الشمس، ولأن الجسم يفقد طاقة كبيرة أثناء النهار لذلك جاءت الحكمة من البدء بتمرة لإعطاء طاقة مباشرة وسريعة للجسم، من فوائد الصيام أنه يوفر للصائم التوازن النفسي والسمو الروحي، حيث يشعر الصائم بالراحة النفسية والطمأنينة، كما يقوم بتجديد أنشطة أجهزة الجسم المختلفة ويحسن مستوى دهون الدم ويساعد على تخفيض الوزن.

وأضافت: إن الكثير من الصائمين يمارسون بعض العادات الغذائية الخاطئة في رمضان، حيث يلجأون إلى الإسراف في تناول أنواع مختلفة من الأطعمة معظمها ‏عالية السعرات الحرارية وغنية بالدهون المشبعة الذي يؤدي إلى فقد الفائدة الصحية للصيام، واستعانت بقول الله تعالى «وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا . إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ»- صدق الله العظيم، وكما ذكرت أن ديننا الحنيف أوصانا بالاعتدال في تناول الطعام في حديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما ملأ ابن ادم وعاء شرا من بطنه»، فمثل هذه الممارسات تجعل الشخص يتثاقل عن ممارسة صلاته وعباداته بشكل مريح فيشعر دائما بالتخمة، وذكرت سلبيات الإسراف من جوانب مختلفة فعلى الجانب الاقتصادي قالت: إن شراء الكثير من الأطعمة يشكل عبئا ماديا على كاهل الأسرة في رمضان، وعلى الجانب الصحي فإثقال الجسم بمختلف أنواع الأطعمة الدسمة والحلويات لا يحقق للجسم الاستفادة الصحية من الشهر الفضيل ويعمل على إرهاق الجهاز الهضمي وزيادة الوزن، لذا نصحت الجميع بالسير على نهج ربنا وتجنب الإسراف، ومن العادات الغذائية الخاطئة كذلك حسبما ذكرته الأكل بشكل متقطع منذ لحظة الإفطار إلى السحور مما يربك المعدة ويسبب لصاحبها متاعب كعسر الهضم والقيء والإسهال، وقالت: إن من العادات الخاطئة أيضا عدم شرب كمية كافية من الماء، وأوضحت أن دخول شهر رمضان المبارك في فترة الصيف يحتم على الصائم شرب كميات كافية من الماء في الفترة بين الفطور والسحور لتفادي مخاطر الجفاف.

وقالت: إن شهر رمضان المبارك يأتي هذا العام في فصل الصيف بعد حوالي 15-16 ساعة صوم يوميا، وأضافت: إنه يجب الأخذ في عين الاعتبار أنه في فصل الصيف ترتفع درجة الحرارة وأحيانا تزداد نسبة الرطوبة وبذلك تزداد نسبة التعرق وفقدان السوائل والأملاح المعدنية مما يؤدي أحيانا إلى الإصابة بالإنهاك الحراري الذي يضر بصحة الفرد، بما أن صحة الفرد بما فيها نوع وطريقة التغذية تتأثر بفصول السنة.

وقد تطرقت الراشدية إلى كيفية اختيار الغذاء الصحي وتصحيح بعض العادات الغذائية الخاطئة خلال هذا الشهر الفضيل، وذكرت بعض النصائح المهمة للتغذية السليمة في شهر‏ ‏رمضان المبارك، (نستعرضها خلال الحلقة المقبلة).