روضة الصائم

استراحة: عِـــــش الضياء

16 مايو 2018
16 مايو 2018

اختيارات: منار العدوية -

عِش الضياء مع اسم: (الله جل جلاله) ورد في القرآن (2699) مرة. (فاعْلَمْ أنَّهُ لا إلَهَ إلاَّ اللَّهُ واستَغفِرْ لِذنبكَ وَللمُؤمنينَ والمُؤمناتِ). المعنى: لفظ الجلالة «الله» علم على الذات الإلهية الجامعة لكل كمال، المنزهة عن كل نقص. ومعناه: المعبود الحق الذي تحار العقول في حقيقته، وتأنس القلوب بمحبته، وذكره، وهو أعظم أسمائه سبحانه وأجمعها للمعاني، وبه انفرد، وإليه ترد باقي الأسماء والصفات.

من واقع الحياة

عندما ندرك معنى هذا الاسم وأنه علم على المعبود الحقيقي وما سواه باطل، لا نلتفت إلى سواه، ولا نرجو إياه ولا نبدأ أي عمل إلا بالتسمية ليبارك الله لنا هذا العمل.

عندما نعرف هذا الاسم، نعرف علوه سبحانه وتعالى فنتواضع لربنا في أنفسنا، ولا يكون في الطاعة أي تقصير.

السيرة النبوية الشريفة

ولادة الرسول عام الفيل وقصة أصحاب الفيل: ولادة النبي الكريم كانت مؤرَّخة بسنٍة وقعت فيها حادثة عظيمة خلَّدَ القرآن الكريم ذكرها، إنها حادثة الفيل فقد كان (أبرهة الحبشي) مستوليًا على حكم اليمن، وغاضهُ انصراف العرب إلى الكعبة المشرفة حجَّا وعمرةً، فما كان من أبرهة إلا أن بنى بناءً في اليمن ليصرف العرب عن الكعبة المشرفة إلى البناء الذي بناه، ودعا الناس إلى قصد ذلك البناء وزيارته في خطوةٍ لصرف العرب عن الكعبة المشرفة.

وتناسى أبرهة أن الناس يعظمون الكعبة المشرفة لتعظيم الله لها، فما كان من أحد الناس إلا أن دخل بناء أبرهة وقضى حاجته داخل ذلك البناء؛ فعل ذلك ليرسل إشارة إلى أبرهة أن بناءه لا فرق بينه وبين مكان قضاء الحاجة، فكيف يريد صرف الناس إليه للعبادة قاصدًا بذلك الكعبة المشرفة التي عظَّمها الله واستبدالها ببنائه

وصل الخبر إلى أبرهة فغضب غضبًا شديدًا، وعزم عزمًا أكيدًا على التوجه إلى مكه وهَدْمِ الكعبة المشرفة، فسار في جيش عظيم، وقد أخذ معه فيلاً ليتولى هدم الكعبة.

خرج الجيش إلى مكة، وعلمت العرب بخروج أبرهة لهدم الكعبة، فأغضبها خروجه، وقد حاولت بعض القبائل العربية الاعتراض دون طريق الجيش، فقد خرج إلى أبرهة أحد ملوك اليمن وهو ذو نَفْر، ومعه من تبعه من قومه محاولين الوقوف في وجه أبرهة.

فتقاتلوا، فَغُلِبَ ذو نَفْر وأُخِذَ أسيرًا، فلما أراد أبرهة قتله قال ذو نَفْر: أيها الملك لا تقتلني، فإنه عسى أن يكون بقائي معك خيرًا من قتلي، فتركه وحبسه عنده في وثاق..

واصل أبرهة المسير حتى إذا وصل بأرض خَثْعَم اعترضه نُفَيْل بن حبيب الخثعمي ومعه قومه، فتقاتل الفريقان، فَهُزم نُفَيْل وأُخِذَ أسيرًا فأراد أبرهة قتله فقال له نُفَيْل: أيها الملك لا تقتلني فإني دليلك بأرض العرب، وأنا وقومي في طاعتك.

فخلَّى أبرهة سبيله، فخرج نُفَيْل مع أبرهة يدُّله على الطريق حتى وصل الجيش إلى الطائف. فلما وصل أبرهة إلى الطائف خرج إليه مسعود بن معتب ومعه رجال من ثقيف ولكن مسعودا ومن معه لم يخرجوا ليدافعوا عن الكعبة وإنما خرج ليصرف أبرهة عن بيتهم الذي كانوا قد بنوه لصنمهم العُزَّى فقد كان لثقيف بيت خاص غير الكعبة المشرفة، فخاف مسعود أن يهدم أبرهة بيتهم.

فقال لأبرهة: إن بيتنا ليس البيت الذي تقصد هدمه وإنما البيت الذي تقصد هدمه بمكة، ونحن نبعث من يدُّلك عليه، فتركهم وتجاوزهم، وأرسلوا معه رجلا منهم يدعى أبا رِغال ليدله على الطريق إلى مكة.. فسار أبرهة ومعه دليله أبو رغال حتى وصل به إلى مكان يسمى المُغَمَّس وهو موضع قريب من مكة، وهناك مات أبو رغال.

فرجمت العرب قبره وقد بقيت العرب ترجُمُه تعبيرا عن غضبهم وكراهيتهم لهوانه.

بعث أبرهة رجلا اسمه حناطة إلى أهل مكة وقال له: سلْ عن سيد أهل هذا البلد، ثم قل له: إن الملك يقول لك: إني لم آت لحربكم، وإنما جئت لهدم هذا البيت، فإن لم تعترضوا دونه بحرب فلا حاجة لي بدمائكم.

هذه رسالة أبرهة إلى زعيم مكه عبد المطلب، ثم إن أبرهة قال لمن أرسله: فإن لم يُرِدْ حربي فأتني به. وصل حناطة إلى مكة، وبلغ عبد المطلب برسالة أبرهة، فقال عبد المطلب لحناطة: والله ما نريد حربه، وما لنا بذلك من طاقة، هذا بيت الله الحرام، فإن يحمه من أبرهة فهو بيته وحرمه، وأن يخلِّ بين أبرهة وبين بيته فوالله مالنا قدرة على الدفاع عن البيت من أبرهة.