المنوعات

خبراء: العناق والمصافحة ضروريان لصحتنا

15 مايو 2018
15 مايو 2018

برلين «د.ب.أ»:- أي شخص توجه إلى العمل مستخدما قطارا مزدحما هذا الصباح قد ينتابه شعور أقل إيجابية بشأن فكرة أن يلمسه آخرون. ولكن الخبراء يقولون إن القرب والتلامس جيدان لصحتنا.

وتقول الطبيبة النفسية يوليا شارنهورست: «كلنا لدينا مساحة شخصية لا نسمح سوى لأشخاص بعينهم بدخولها». وهذا يعني أنه يمكن للأصدقاء والمعارف الاقتراب منا بينما نفضل أن يبقى الغرباء على مسافة.

وتقول كريستينه سوفينسكي من «مجلس أمناء منظمة إغاثة المسنين الألمانية» الذي يساعد كبار السن: «اليوم، غالبا ما يكون الأشخاص متحفزين بشكل مفرط في اتصالهم بالآخرين، عبر مواقع التواصل الاجتماع وعبر بيئتهم الفعلية ويمكن أن يفضلوا الانسحاب».

غير أننا ما زلنا بحاجة إلى تواصل جسدي غير جنسي، بحسب شارنهورست. وهي محقة بقول إنه عندما لا يحصل الأطفال على ما يكفي من هذا، فيمكن أن يؤدي، على سبيل المثال، إلى اضطرابات في النمو، ومشاكل سلوكية.

وتقول أوته ريبشليجر رئيسة مجلس الرابطة الألمانية لأخصائي العلاج الطبيعي المستقلين التي تعلم مدى أهمية التلامس للأشخاص: «نحن نلاحظ هذا خصوصا فيما يتعلق بالاعتناء بكبار السن، مثلا في الزيارات المنزلية وفي منازل كبار السن. عندما تلمس هؤلاء الأشخاص فإنهم يشعرون بالسعادة».

وعند التعامل مع الأصغر سنا، فإن التواصل الجسدي مهم أيضا. حتى التواصل الصغير، اللاشعوري تقريبا، في الحياة اليومية له أثر كبير. وعلى سبيل المثال، عندما يضع شخص ما يده على ذراع أو كتف شخص آخر خلال التحدث، فإن هذا يعزز التفاعل بينهما.

ومن الناحية البيولوجية، عندما يلمسنا شخص آخر نفرز ما يعرف بهرمونات السعادة: الناقلات العصبية الأوكسيتوسين والدوبامين. كما أن التلامس يعزز الجهاز المناعي ويمكن حتى أن يساعد في مكافحة الاكتئاب.

وتقول ريبشليجر: «التلامس ضروري، بدونه نمرض».

من يلمسنا فعليا هو أقل أهمية مما نعتقد. وحتى عندما نلمس أنفسنا مثل عند وضع الكريمات، هذا يطلق نفس العملية البيولوجية مثل عندما يلمسنا آخرون.

غير أن الأثر أقوى عندما يلمسنا شخص آخر وحتى أكثر قوة عندما يكون هذا الشخص مقرب لنا. وهذا يعني أنه من المهم بناء علاقات ذات ثقة إذا أردنا أن يكون التلامس ذا أثر إيجابي قوي.

وحتى التربيت على الحيوانات الأليفة يجدي نفعا لحد ما. وتقول الخبيرة: «إنه ليس بديلا لعلاقة الحب ولكن أثر التواصل الجسدي مع حيوان يصعب المبالغة في تقديره عندما يتعلق الأمر بشخص وحيد».

التربيت على حيوان أليف يطلق أيضا نفس هرمونات السعادة التي تعزز الصحة وتحسن المزاج.

إذن حاول معانقة أحبائك وحيواناتك الأليفة من وقت لآخر.