1337945
1337945
العرب والعالم

أسرة انتحارية أخرى تنفذ هجوما على مقر للشرطة في إندونيسيا

14 مايو 2018
14 مايو 2018

لليوم الثاني على التوالي -

سورابايا (اندونيسيا) - (أ ف ب) - أعلنت الشرطة الإندونيسية أن أسرة من خمسة أشخاص من بينهم طفل وراء الهجوم الانتحاري على مقر للشرطة أوقع عشرة جرحى في سورابايا ثاني أكبر مدن اندونيسيا، وذلك غداة اعتداءات دامية على كنائس نفذتها أسرة أخرى وأسفرت عن 12 قتيلا.

وهزت سلسلة انفجارات اندونيسيا أكبر بلد مسلم من حيث عدد السكان وتستضيف بعد ثلاثة أشهر الألعاب الآسيوية، ومع تبني تنظيم داعش الاعتداءات على الكنائس، الأمر الذي يزيد من المخاوف بخصوص نفوذه في البلد الواقع في جنوب شرق آسيا خصوصا مع تبدد آماله في إقامة خلافة مزعومة في الشرق الأوسط.

وعلى الإثر أطلقت الشرطة حملة أمنية أسفرت عن مقتل أربعة مشتبه بهم وتوقيف تسعة آخرين في نفس المدينة.

وواجهت اندونيسيا لفترة طويلة تمردا متطرفا وصل ذروته في انفجارات بالي في عام 2002 والذي قتل فيه أكثر من 200 شخص، معظمهم من السياح الأجانب، في أسوأ حادث إرهابي في تاريخ البلاد.

وأوقفت أجهزة الأمن مئات المسلحين في حملة ملاحقة على نطاق واسع أسفرت عن تفكيك عدد كبير من الخلايا، بينما استهدفت الاعتداءات الأخيرة قوات الأمن المحلية. لكن طرأ تغير أمس الأول حين نفذت عائلة من ستة أفراد سلسلة اعتداءات انتحارية استهدفت ثلاث كنائس في سورابايا خلال قداس ما أسفر عن مقتل 12 شخصا على الأقل وإصابة 40 بجروح. وأمس هاجمت أسرة انتحارية أخرى مقرا للشرطة في سورابايا، ما أسفر عن إصابة 10 أشخاص بجروح.

وقال قائد الشرطة الوطنية تيتو كارنافيان «كان هناك خمسة أشخاص على دراجتين بخاريتين، أحدهم طفلة صغيرة».

وأكد أن «هذه أسرة واحدة».

وأوضح أن فتاة في الثامنة من الأسرة نجت ونقلت إلى المستشفى بينما قتل والداها وشقيقاها.

«أطفال لا يفهمون ما يحدث»

ويقول الباحث في مركز أبحاث العلوم السياسية ودراسات الإرهاب في جامعة اندونيسيا ادي بيناني: إن الأطفال يتم دفعهم للمشاركة في هذه العمليات دون وعي منهم بمصيرهم.

وأوضح أنه في الأسرة التقليدية، الأب «لديه النفوذ والقوة وعلى الجميع الانصياع له».

وأشار إلى أن «الأطفال على الأرجح لا يعرفون ما يحدث او لا يفهمون».

والأب في اعتداءات الكنائس ديتا بريانتو، هو زعيم خلية تابعة لجماعة أنصار الدولة.

واتُّهمت «جماعة أنصار الدولة» التي يقودها أمان عبد الرحمن المسجون حاليا بتدبير عدة هجمات دامية بما فيها عملية إطلاق نار واعتداء انتحاري وقع في العاصمة جاكارتا في 2016 وأسفر عن مقتل أربعة مهاجمين والعدد ذاته من المدنيين.

وكان أول اعتداء يعلن تنظيم داعش مسؤوليته عنه في جنوب شرق آسيا. وقال كارنافيان إن تنظيم داعش «اصدر أوامره لخلاياه للتحرك».

وأشار إلى أن الاعتداءات ربما تعد انتقاما لتوقيف عدد من قادة «جماعة أنصار الدولة» ومن بينهم أمان عبد الرحمن وكذلك شغب دامي في سجن على مقربة من العاصمة جاكرتا الأسبوع الفائت.

ورغم انتمائها الواضح لتنظيم داعش أكدت الشرطة المحلية أن العائلة ليست عائدة من سوريا، مصححة بذلك بيانات سابقة أشارت إلى ذلك.

وتدفق مئات الاندونيسيين على سوريا خلال السنوات الأخيرة للقتال في صفوف تنظيم داعش.

«العمل عبر الحدود»

وبعد ساعات قليلة من اعتداءات الكنائس التي هزت سورابايا أمس الأول هز انفجار آخر في المساء المدينة الواقعة في شرق البلاد. وقتل ثلاثة أشخاص وأصيب اثنان، جميعهم من أسرة واحدة، في الانفجار الذي استهدف مجمعا سكنيا لمحدودي الدخل على ما أفاد المتحدث باسم الشرطة في المقاطعة بارونغ مانغيرا.

وحدث انفجار عرضي قتلت فيه امرأة وابنها البالغ 17 عاما.

وأصيب زوج المرأة ويدعى انطون فيبريانتو، وهو الصديق المقرب وكاتم أسرار الأب في اعتداءات الكنائس، بجروح خطرة في الانفجار.

وقالت الشرطة إنها وصلت بعد الانفجار لتجد فيبريانتو مصابا ويحمل صاعق القنبلة في يده حين أردته.

وقال قائد الشرطة كارنافيان «حين فتشنا الشقة عثرنا على قنابل أنبوبية مماثلة للقنابل الأنبوبية التي عثرنا عليها قرب الكنائس».

وأعلنت الشرطة أنها قتلت أربعة مشتبه بهم، من بينهم الرجل الثاني في تنظيم «جماعة أنصار الدولة» في سوربايا، في مداهمات استهدفت منازل ومكاتب أمس واسفرت عن توقيف تسعة مشتبه بهم.

وأحبطت الشرطة عدة مؤامرات ارهابية في السنوات الماضية، لكن الطبيعة المنسقة لاعتداءات الكنائس وانفجار المجمع السكني الذي تلاها تشير إلى تخطيط أكثر تنظيما عن الماضي، على ما أفاد محللون. وقال الخبير في شؤون الأمن في جنوب شرق آسيا في كلية الحرب الوطنية في واشنطن زاكاري ابوزا «هناك بالتأكيد احتراف تقني في تزايد».

وتابع أن «تفجير ثلاث قنابل متزامنة يعد سمة مميزة لمجموعة تخطط بشكل جيد».

وشكك ابوزا في قول الشرطة أن الهجوم تم التخطيط له خارج البلاد، لكنه قال إن التنظيم سيواصل تعزيز نفوذه على الأرجح في جنوب شرق اسيا فيما يفقد نفوذه في كل مكان آخر.

وأشار إلى أن التنظيم المتطرف «سيواصل الاستفادة من العمل عبر الحدود في جنوب شرق آسيا».