1336899
1336899
العرب والعالم

قمة «الأوروبي» ودول البلقان تطغى عليها تحديات ترامب

13 مايو 2018
13 مايو 2018

بروكسل- (أ ف ب) -بقلم داني كيمب، سيدريك سيمون -

يحاول الأوروبيون إعطاء دفع جديد لعلاقاتهم مع دول غرب البلقان خلال قمة الخميس المقبل في بلغاريا قد تطغى عليها النقاشات حول التحديات الدبلوماسية لأوروبا التي يطرحها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. وتهدف القمة بين القادة الأوروبيين ونظرائهم من ست دول هي البانيا والبوسنة-الهرسك وصربيا ومونتينيجرو ومقدونيا وكوسوفو الى “إقامة علاقات وثيقة” مع هذه المنطقة حيث تسعى روسيا الى توسيع نفوذها.إلا أن قادة دول التكتل سيتباحثون في ما بينهم قبل يوم من القمة أي مساء الأربعاء المقبل في صوفيا حول الرد على الولايات المتحدة بعد قرارها الانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني وعدم إعطاء إعفاء دائم للاتحاد الأوروبي حول الرسوم الجمركية على الفولاذ والألمنيوم.

وأعلن رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك في أعقاب القرار الأمريكي حول الاتفاق النووي “ستكون هناك مقاربة أوروبية موحدة آراء سياسات ترامب حول الاتفاق الإيراني والتجارة. قادة دول الاتحاد الأوروبي سيتباحثون في المسألتين” في صوفيا.

واذا كان تدهور العلاقات بين جانبي المحيط الأطلسي يثير القلق، فان مستقبل علاقات الاتحاد الأوروبي مع دول البلقان يشكل تحديا مهما.

وحذر رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر أن دول البلقان “بحاجة ماسة الى أفق أوروبي حتى لا نعيش مجددا كل المصاعب التي مرت عليها في تسعينات” القرن الماضي مع الحروب التي شهدتها المنطقة. وكانت المفوضية الأوروبية كشفت في أواسط أبريل المقبل استراتيجيتها لمنح هذه الدول “آفاق توسعٍ ذات مصداقية” في الوقت الذي لم تنطلق فيه بعد محادثات الانضمام الى التكتل إلا مع صربيا (2014) ومونتينيجرو (2012)، واللتين يقول يونكر انهما يمكن أن تصبحا عضوتين “بحلول 2025”.

غياب راخوي

تقترح بروكسل أن توافق الدول الأعضاء على بدء محادثات الانضمام رسميا مع ألبانيا وجمهورية مقدونيا اليوغسلافية السابقة لمكافأتهما على جهودهما في مكافحة الجريمة المنظمة والفساد. في المقابل، يبدو موقف المفوضية إزاء البوسنة والهرسك وخصوصا كوسوفو أقل إيجابية.

فالاتحاد الأوروبي قلق خصوصا من العرقلة المستمرة لتطبيع العلاقات بين صربيا والإقليم السابق التابع لها.

وترتدي مسألة كوسوفو تعقيدا خاصا بالنسبة لأوروبا فخمس من دول الاتحاد (إسبانيا واليونان وقبرص وسلوفاكيا ورومانيا) لا تعترف بإعلانها الاستقلال من جانب واحد في 2008.

كما سيغيب رئيس الحكومة الإسباني ماريانو راخوي عن “قمة الخميس” للتعبير عن اعتراضه. وبشكل عام، ترفض دول عدة من بينها فرنسا الموافقة بشكل متسرع على انضمام دول جديدة الى الاتحاد.

وفي مشروع البيان الختامي للقمة والذي اطلعت عليه وكالة فرانس برس تذكّر الدول الأعضاء بـ”دعمها الثابت للافق الأوروبي” الذي أعطته لدول البلقان لكنها تتفادى بعناية استخدام كلمتي “توسع” او “انضمام”.

ويشدد النص على ضرورة تحسين “التواصل” من خلال الاستثمار في البنى التحتية والنقل خصوصا وعبر التبادلات الثقافية والتربوية وتعزيز العلاقات إزاء “التحديات المشتركة” كالأمن والهجرة.

ولا يشير نص البيان الختامي الى مسألة النفوذ الروسي إلا بشكل غير مباشر من خلال الالتزام بالعمل مع دول البلقان “من أجل التصدي للتضليل الإعلامي وغيرها من النشاطات الملتبسة”.

وإزاء التحفظ الأوروبي، حذر قادة المنطقة من أن روسيا على غرار الصين وتركيا ستستغل فترة الانتظار الطويلة قبل الانضمام الى الاتحاد الأوروبي لتعزيز مصالحها بشكل أكبر في المنطقة.

يقول الكسندر بوبوف مدير المركز الإقليمي حول صربيا وهو منظمة غير حكومية أن “مصالح الغرب تتلاقى مع المصالح الروسية هنا منذ زمن كما على غرار الحرب الباردة لكن روسيا تحاول بسط نفوذها في المنطقة بشكل أكثر عدائية”.

وزادت روسيا وجودها الإعلامي في البلقان في السنوات الأخيرة لكن نفوذها لم يتجسد بعد على الصعيد السياسي او الاقتصادي.

ولم ينجح المرشحون المقربون من الكرملين في الوصول الى السلطة في مونتينيغرو التي انضمت الى حلف شمال الأطلسي في 2017 رغم معارضة روسيا.

وفي مقدونيا فشل مرشح قومي تدعمه موسكو في الحفاظ على موقعه في السلطة أمام منافس موال للغرب. أما بالنسبة الى صربيا، فقد اعتبرت روسيا على الدوام حليفا مهما لكن مستوى الاستثمارات الروسية فيها لا يزال رمزيا بالمقارنة مع الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء فيه.