abdullah
abdullah
أعمدة

نوافذ: علماء عُمان

13 مايو 2018
13 مايو 2018

عبدالله بن سالم الشعيلي -

Twitter:@ ashouily -

خلال لقاء جمعني بأحد المشتغلين بالعلوم الحديثة في تقنيات الطاقة الذرية واستخداماتها السلمية في الطب والزراعة والتقانة الحيوية والنفط والغاز، عرجنا إلى الحديث عن علماء عمان المعاصرين في شتى المجالات ممن يمكن أن يطلق عليهم اسم «عالم» بخلاف ما اصطلح أو تعورف عليه من تسمية للعلم بعلم الدين والعالم بالعارف بعلوم الدين، فوصلنا إلى نقطة التقاء بأن هنالك فعلا علماء من عمان يمكن أن يسهموا في نهضتها الحديثة في مجالات العلوم المختلفة لا سيما العلوم الحديثة المرتبطة بالفضاء وعلوم الذرة والابتكار والاختراع وغيرها من العلوم كما أسهم من قبلهم من عماء عمان السابقين في علوم الطب والفلك واللغة والدين وغيرها.

غير أن ما ينقص الاعتراف والتعريف والاستفادة من هؤلاء العلماء هو عدم وجود قاعدة لبياناتهم وإمكانية الاستفادة منهم في شتى فروع العلوم فضلا عن عدم وجود أرشيف وطني موحد أو مظلة يجتمع هؤلاء العلماء تحتها كما تفعل ذلك الكثير من الدول الغربية منها والعربية التي تحتفي بالعلم والعلماء وتوثق لأبحاثهم وكتبهم واختراعاتهم وما يسهمون به من علوم ومعارف تعود بالنفع على البلاد والعباد إضافة إلى الاستعانة بهم وبآرائهم وأفكارهم واستشاراتهم عند التخطيط والإعداد للمشاريع.

حديثنا أدخلنا إلى دهاليز كثيرة تعلق بعضها بالشأن الداخلي المحلي وآخر بالشأن الدولي وما تكابده بعض دول العالم من محن اقتصادية تؤثر على سير عجلة التنمية والتطوير فيها وضرورة إيجاد بدائل لموارد الطاقة الحالية التي يتصارع عليها كثير من دول العالم من خلال الاهتمام بالعلوم الحديثة التي هي بمثابة بوابة عبور للمستقبل يمكن أن تمثل استدامة في بعض أجزاء الجسم الاقتصادي المنهك، والدور الذي يمكن أن يقوم به العلماء في إثراء المعارف العامة أولا، وفي جلب الثراء والرخاء الاقتصادي لبلدانهم ثانيا ومستقبل العلم والعلماء في بلادنا عقب الخطوات الجادة التي اتخذتها السلطنة لدعم مشاريع البحوث العلمية وتمويلها والاهتمام بالابتكار والاختراع وما يصاحبه من مشاريع تضيف قيم للإنسان والمجتمع والدولة على حد سواء.

العلماء في عمان منذ قديم الزمان كان لهم إسهام في معارف العالم وعلومه فأثروا بعلمهم وعلومهم المعرفة الإنسانية من خلال مؤلفاتهم وأعمالهم التي بقيت شاهدة على براعتهم في شتى العلوم المختلفة حتى وإن لم نستطع نحن في هذا الجيل من المحافظة عليها وصونها من الاندثار والضياع بسبب تقصيرنا في الاهتمام بتوثيق تراث الأولين في معارض ومتاحف وأرشيفات وطنية ومكتبات محلية ودولية غير أنه، كما يقول المثل ما لا يدرك كله لا يترك كله، وقد يكون الوقت قد حان لحفظ تراث السابقين والاهتمام بالمعاصرين من العلماء واحتضانهم والاستعانة والاستئناس والاسترشاد بآرائهم وأفكارهم عبر مجالس أو هيئات مختصة تنشأ للعناية بهم.

وأهمية الاستماع والاسترشاد بآراء العلماء المختصين في مجالات العلوم المختلفة عند تنفيذ المشاريع لما قد تضيفه آرائهم وأفكارهم وأبحاثهم من قيم عالية.