1336306
1336306
المنوعات

هوية المكان في روايات الناشئة الفلسطينية ضمن رسالة ماجستير بجامعة السلطان قابوس

13 مايو 2018
13 مايو 2018

تمت في جامعة السلطان قابوس أمس مناقشة رسالة ماجستير بعنوان «هوية المكان في روايات الناشئة الفلسطينية - رواية اسمي الحركي الفراشة» أنموذجا وهي من إعداد الطالب أحمد بن ناصر الراشدي من قسم اللغة العربية وآدابها بكلية الآداب والعلوم الاجتماعية في الجامعة

وقد اختارت هذه الدراسة أن تتناول هوية المكان في روايات الناشئة، وهي الروايات الموجهة لفئة المراهقين، التي يحدد علم نفس النمو سنّها ما بين أحد عشر عاما حتى الواحد والعشرين. ويشير تاريخ رواية الناشئة أنها بدأت عالميا بعد الحرب العالمية الثانية، حيث ازدهرت الكتابة للأطفال والناشئة، وارتبط ذلك بتطور علم النفس وعلم التربية، وبعد أن ظهرت تصنيفات لمراحل الطفولة والمراهقة صارت الكتابة تصنّف حسب الفئة العمرية. وقد اقترن هذا الفن عربيا بأدب الطفل منذ بوادر ظهور هذا الأخير في بدايات القرن العشرين مع حركة الترجمة من الآداب الأجنبية، وتفاوت تطوره الكمي والنوعي من قُطر إلى آخر، ففي فلسطين ارتبط نوعيا بدار الفتى العربي التي تأسست أعقاب نكسة 1967، وحفلت إصداراتها بمضامين تتناول القضية الفلسطينية.

يذكر الباحث أحمد الراشدي بأن الخصوصية التي يكتسيها المكان الروائي في الرواية الفلسطينية كانت حافزا لطَرْق موضوع بنية المكان وارتباطه بالهوية وتحولاتها إلى اختيار روايات الناشئة الفلسطينية؛ فقد تسنّى له الاطلاع على عدد من الدراسات التي تناولت إشكالية المكان الفلسطيني في روايات الكبار، وملاحظة عدم الالتفات لرواية الناشئة العربية عموما والفلسطينية خصوصا نقديا ودراسيا، سوى بعض الإشارات التي وردت ضمن دراسات لقصص الأطفال بشكل عام، وهذا النقص في الدراسات لا يتناسب مع وجود مُنتَج عربي في هذا الفن، ومع تنامي الإنتاج الروائي لفئة الناشئة مع بداية الألفية الثالثة واقترانه بظهور عدد من الجوائز العربية«1» التي تحتفي بما يصدر من كتب أدبية أو علمية لفئة الناشئة. ومن الدراسات التي اقتربت من روايات الناشئة، دراسة قام بها الدكتور نجم عبدالله كاظم بعنوان «رواية الفتيان، خصائص الفن والموضوعات»، وهي خطوة رائدة على الطريق، ومع التقدير للجهد المبذول في هذه الدراسة فإنها ركّزت على روايات الناشئة العراقية وتاريخ بداياتها، ولم تستقص تاريخ رواية الناشئة عربيا إلا إشارات موجزة، وعند الإشارة لدَوْر دار ثقافة الطفل في العراق في ترجمة دراسات أجنبية تختص بأدب الأطفال والناشئة لم تمثّل الدراسة بأي من هذه الدراسات، رغم إشارة الباحث لها. ومع ذلك، لا ننكر الإفادة من دراسة نجم عبدالله كاظم من خلال الإضاءات النقدية حول خصائص رواية الناشئة، والتطبيق على نماذج من روايات الناشئة العراقية.

اختار الباحث مدونة «اسمي الحركي فراشة» للروائية الفلسطينية أحلام بشارات؛ نظرا لما تبديه الكاتبة من تركيز على المكان الروائي على المستوى البنائي والحكائي، ورصد فني لإشكالات المكان المرجعي وصراعه مع الهوية، وتقديمه لفئة الناشئة عبر أساليب فنية تتجاوز الكتابة التقليدية وتراعي طبيعة المراهق وحاجاته وخصائصه، وقد وصلت المدونة المختارة إلى لوحة الشرف العالمية لكتب اليافعين للعام 2012 كواحدة من أهم مائة كتاب للفتيان والفتيات في العالم، بترشيح من المجلس العالمي لكتب اليافعين فرع فلسطين، كما  ترشّحت هذه الرواية والرواية الثانية لأحلام بشارات «أشجار للناس الغائبين» للقائمة القصيرة في جائزة اتصالات لكتاب الطفل لعام 2013، وتم ترجمتها إلى الإنجليزية. ومن الأسباب الأخرى لانتقاء مدونة «اسمي الحركي فراشة»؛ ما توليه الكاتبة من اهتمام بتأصيل رواية الناشئة فلسطينيا وعربيا عبر أربع روايات حتى الآن منذ 2009، ولما تجده من احتفاء عربي وعالمي حول تجربة كتابتها للناشئة.

كما ينطلق البحث من إثارة إشكالية هوية المكان ودلالاته في رواية «اسمي الحركي فراشة» لأحلام بشارات، ويهدف إلى الإجابة على مجموعة التساؤلات

كذلك اعتمدت الدراسة المنهج البنيوي، فهي مقاربة نصية، تتقيّد بالنص وبمادته للوصول إلى تحديد صور المكان ودلالاته، وللكشف عن البنى الفنية فيه، وتحليلها وتتبع علاقتها بالزمان والشخصيات؛ والوصول إلى دلالات البنية الكلية للرواية، قسمت الدراسة إلى مقدمة وفصلين وخاتمة.

ضمت لجنة المناقشة كل من الدكتور يوسف شوقي رئيسا والدكتور أحمد الحنشي عضوا ومشرفا والدكتورة فاطمة بنت علي الشيدي عضوا والدكتور محمد الغزي عضوا وممتحنا خارجيا وفي ختام جلسة المناقشة قررت اللجنة إجازة الرسالة ومنح الطالب أحمد بن ناصر الراشدي درجة الماجستير في تخصص اللغة العربية وآدابها.